
كشف تقرير لصحيفة "لاتريبون" الفرنسية، الخميس، إن العقد الذي وقعته مصر مع فرنسا لشراء مقاتلات "رافال"، قد يخفي وراءه طلبات عسكرية أخرى، منها قمر صناعي للتجسس، وطائرات تزود بالوقود من طراز MRTT، وأنظمة رادار بعيدة المدى.
وأعلنت القوات المسلحة المصرية مطلع الأسبوع عن التعاقد مع فرنسا على شراء ثلاثين مقاتلة من طراز "رافال" من شركة "داسو"، على أن تقوم بسداد قيمتها على مدار 10 سنوات، من خلال قرض تمويلي.
تمويل بأكثر من 5 مليارات يورو
ولكن "لاتريبون" ذكرت أنه خلف عقد "الرافال" الذي سيدخل حيز التنفيذ في يونيو، أو حتى في يوليو بالنسبة لمصر، قد يتم الإعلان عن عقود أخرى قريباً، على غرار شراء القاهرة لقمر صناعي وطائرتي تزويد بالوقود من طراز MRTT.
وأشار التقرير إلى أن فرنسا وقفت ضامناً لدى العديد من المؤسسات المصرفية الفرنسية، منها "BNP Pariba" و"Crédit Agricole" و"Société Générale"، ليس من أجل تمويل قدره 4 مليارات يورو (سعر الـ30 رافال)، ولكن بمبلغ إجمالي قدره 5.4 مليارات، وفقاً لمصادر متطابقة للصحيفة.
وأشار التقرير نقلاً عن معلومات خاصة للصحيفة، إلى أن القمر الصناعي للتجسس ستوفره شركة "إيرباص سبيس"، كما كشفت الصحيفة في تقرير سابق نشرته ديسمبر الماضي، وأن طائرتي التزود بالوقود ستوفرهما شركة "إيرباص".
وبيّن التقرير أن القاهرة اشترت مؤخراً أربعة أنظمة رادار ثلاثية الأبعاد بعيدة المدى من طراز "GM400"، تم تطويرها وتصميمها بواسطة شركة "طاليس" للدفاع والأمن.
طائرات "MRTT"
تعد طائرة "MRTT" من "ناقلات الجيل الجديد متعددة المهام الأكثر قدرة"، كما توصف على موقع شركة "إيرباص" للدفاع، فقد "أثبتت كفاءتها في أرض المعركة، وتتمتع بقدرات فريدة متعددة الأدوار".
وتعتبر الطائرة حاملة وقود تتمتع بقدرات عالية في التخزين، إذ يمكن أن تحمل ما يصل إلى 111 طناً من الوقود، وهذه هي أعلى سعة لجميع طائرات الصهريج. كما أن لديها القدرة على تفريغ 50000 كيلوغرام من الوقود، إلى مجموعة واسعة من أجهزة الاستقبال، خلال مهمة مدتها أربع ساعات.
في حالة عملها كناقلة للركاب والوقود، يمكن أن تحمل "MRTT" ما يصل إلى 45 طناً، وتجمع في مقصورة الركاب والطابق السفلي حتى 300 راكب، ويمكن أن تحمل نحو 37 طناً من البضائع، 27 حاوية LD3، أو ثماني آليات عسكرية.
مهمة نموذجية أخرى تقوم بها "MRTT"، هي نشر الطائرات المقاتلة لمسافات طويلة. إذ يمكن أن تدعم نشر أربع طائرات مقاتلة، بالإضافة إلى 50 فرداً و 12 طناً من الشحن (الأمتعة وقطع الغيار والمعدات) في رحلة مباشرة واحدة تزيد مسافتها على 5200 كيلومتر، على سبيل المثال من أوروبا إلى أفغانستان.
ويعني حصول مصر على طائرات مخصصة للتزود بالوقود جواً، زيادة المدى الذي تستطيع أن تصل إليه طائراتها المقاتلة، بما يعزز قدرتها على تنفيذ عمليات خارج أراضيها.
تقارب فرنسي مصري
تعد مصر إحدى الأسواق الرئيسية للمعدات العسكرية الفرنسية. وكانت أول بلد أجنبي يشتري مقاتلات "رافال" في 2015، بعد عام من وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.
واشترت القاهرة حينها 24 طائرة مقاتلة، وفرقاطة بحرية متعددة المهام من طراز "فريم" بقيمة تتجاوز 5.2 مليار يورو، بالإضافة إلى حاملتي مروحيات حربية من طراز "ميسترال" بنحو 950 مليون يورو.
وبلغ مجموع الواردات المصرية من الأسلحة الفرنسية 7.7 مليار يورو بين عامي 2010 و2019، ما جعل القاهرة رابع أكبر دولة مستوردة للسلاح من فرنسا، وفقاً للتقرير السنوي للبرلمان الفرنسي.
اقرأ أيضاً: