دبي-الشرق
قدم رئيس وزراء هولندا مارك روته عرضاً لنظيره المجري فيكتور أوربان، ينص على عدم مشاركته في أنشطة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الداعمة لأوكرانيا، مقابل تخلي المجر عن معارضة تعيينه أميناً عاماً للتحالف العسكري.
بحسب صحيفة "فايننشيال تايمز"، فإن روته، الذي تدعمه 29 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، من أصل 32 في الحلف، ليصبح الأمين العام القادم، يواجه طريقاً مسدوداً من جانب رئيس وزراء المجر، العضو الأكثر تأييداً لروسيا.
والتقى روته وأوربان، اللذان اشتبكا عدة مرات في الماضي، على هامش عشاء زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مساء الاثنين، ما أثار توقعات بإمكانية رفع الحظر الذي فرضته بودابست على تعيين الناتو، والذي يتطلب الإجماع بين أعضاء التحالف قريباً.
وفي الاجتماع، الذي انعقد في وقت ناقش فيه زعماء الاتحاد الأوروبي الـ 27 من سيشغل المناصب العليا في الكتلة للسنوات الخمس المقبلة، لم يعتذر رئيس الوزراء الهولندي عن تصريحاته السابقة حول أوربان في قمم بروكسل، إذ اشتبك الطرفان سابقاً بسبب آراء الأخير المتشددة بشأن معارضة المثلية الجنسية والإصلاحات القضائية في المجر.
وعود روته
ووعد رئيس الوزراء الهولندي بأنه، خلال فترة ولايته، سيكون للمجر الحق في الانسحاب من أنشطة الناتو الداعمة لأوكرانيا والتي تتم خارج أراضي أعضائه، إذ عارض أوربان الدعم الغربي لأوكرانيا، التي تسعى للدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي واسع النطاق.
وقال ناطق باسم روته إنه وأوربان "أجريا محادثة جيدة، مساء الاثنين، وناقشا في المقام الأول نتائج اجتماع، الأسبوع الماضي، بين الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج ورئيس الوزراء المجري".
وأضاف: "سيؤكد روته لرئيس الوزراء أوربان كتابياً ما ناقشاه. لقد كانت محادثة جيدة ومفتوحة واتفق الاثنان على التركيز على المستقبل".
ويحظى رئيس الوزراء الهولندي، الذي من المرجح أن يترك منصبه في يوليو، بعد تشكيل حكومة جديدة في لاهاي، بدعم الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب الأمين العام لحلف الناتو.
وبالإضافة إلى المجر، فإن سلوفاكيا ورومانيا لم تدعما روته علناً بعد، إذ قال روته إن الحكومة الهولندية الجديدة المزمعة، والتي تضم حزبه الليبرالي وأيضاً الزعيم اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، ستواصل دعم أوكرانيا.
وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، فإن الحكومة الجديدة ستواصل بشكل كامل مسارها في أوروبا وحلف شمال الأطلسي مع أوكرانيا. لن يكون هناك تغيير".
وكان ستولتنبرج قال لأوربان، الأسبوع الماضي، إن المجر يمكن أن تختار الانسحاب من أنشطة الناتو لدعم أوكرانيا، مثل خطة للتحالف للسيطرة بشكل أكبر على الإمدادات العسكرية إلى كييف وتدريب القوات الأوكرانية، فضلاً عن الدعم المالي طويل الأجل.
وقال ستولتنبرج في ذلك الوقت: "أعتقد أن هذا حل جيد سيمكننا من المضي قدماً في تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا في إطار الناتو دون عرقلة المجر".
ولطالما كان أوربان منتقداً قوياً لبروكسل ومقرباً من موسكو، وضاعف هجماته على الاتحاد الأوروبي والناتو، متهماً إياهما بجر الدول الأعضاء إلى "مواجهة عالمية".
تصنيفات
قصص قد تهمك
