بوتين ينتقد "دكتاتورية" واشنطن ويتعهد بتعزيز التعاون مع كوريا الشمالية

رئيس روسيا يكتب مقالاً في صحيفة "نودونج سينمون" بمناسبة زيارته بيونج يانج

time reading iconدقائق القراءة - 5
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة أمور الروسية.  13 سبتمبر 2023 - AFP
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزوران قاعدة فوستوشني الفضائية في منطقة أمور الروسية. 13 سبتمبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

سلط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضوء على دعم كوريا الشمالية لغزو أوكرانيا، فيما تعهد تعزيز التعاون والعلاقات معها في مجالات عدة، إلا أنه انتقد ما وصفه بـ"دكتاتورية" الولايات المتحدة الاستعمارية الجديدة، معتبراً أن هدفها إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا من خلال تكثيف العقوبات.

وأضاف بوتين في مقال نشرته صحيفة "نودونج سينمون"، وحمل عنوان "روسيا وكوريا الديمقراطية: تقاليد الصداقة والتعاون على مر السنين"، لمناسبة زيارته التي بدأت الثلاثاء وتستغرق يومين: "تبذل واشنطن قصارى جهدها لفرض ما يسمى بالنظام العالمي على الجميع، وهو في جوهره ليس أكثر من دكتاتورية استعمارية جديدة تعتمد على معايير مزدوجة".

وتابع الرئيس الروسي في المقال الذي نشره الكرملين على موقعه الرسمي: "البلدان التي لا توافق على هذا النهج وتنتهج سياسات مستقلة تواجه ضغوطاً خارجية متزايدة الشدة، إذ تعتبر القيادة الأميركية مثل هذه الرغبة الطبيعية والمشروعة في الاستقلال والحكم الذاتي بمثابة تهديد لهيمنتها على العالم".

وأردف: "الولايات المتحدة وأتباعها يعلنون صراحة أن هدفهم هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، إنهم يبذلون قصارى جهدهم لإطالة أمد الصراع في أوكرانيا وزيادة تأجيجه، والذي أثاروه بأنفسهم من خلال دعم وتنظيم انقلاب مسلح في كييف في عام 2014، ثم الحرب في إقليم دونباس، وفي الوقت نفسه، رفضوا طوال هذه السنوات جميع محاولاتنا لحل الوضع بالطرق السلمية". 

وأضاف بوتين: "في الوقت نفسه، وعلى العكس من ذلك، يواصل خصومنا تزويد نظام النازيين الجدد في كييف بالمال والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، ما يسمح ويشجع في الواقع استخدام الأسلحة والمعدات الغربية الحديثة لضرب الأراضي الروسية".

ولفت إلى أن هؤلاء "يهددون بإرسال وحداتهم العسكرية إلى أوكرانيا، كما يحاولون استنزاف اقتصادنا بعقوبات جديدة وإثارة زيادة التوتر الاجتماعي والسياسي داخل البلاد، لكن على الرغم من كل جهودهم، باءت كل محاولاتهم لاحتواء روسيا وعزلها بالفشل. نواصل بثقة زيادة إمكاناتنا الاقتصادية، وتطوير الصناعة والتكنولوجيا والبنية التحتية والعلوم والتعليم والثقافة".

"دعم وشجاعة" كوريا الشمالية 

وأثنى الرئيس الروسي على ما وصفه بـ"الشجاعة" التي تتحلى بها كوريا الشمالية من أجل حريتها وسيادتها، رغم سنوات الضغوط الاقتصادية والاستفزازات والابتزاز والتهديدات العسكرية من جانب الولايات المتحدة.

وقال: "زيارتي الأولى إلى بيونج يانج في عام 2000 وزيارة الرد التي قام بها رئيس لجنة دفاع دولة كوريا الشمالية، الرفيق كيم جونج إيل، إلى روسيا في العام التالي، أصبحت معالم هامة جديدة في العلاقات بين بلدينا".

وأضاف في هذا الإطار: "نرى مدى القوة والكرامة والشجاعة التي يقاتل بها شعب كوريا الشمالية. يحقق نتائج هائلة، اختراقات حقيقية في تعزيز القوة الدفاعية والتكنولوجية والعلمية والصناعية للبلاد. وفي الوقت نفسه، أعرب زعيمها كيم جونج أون مراراً عن رغبته في تسوية جميع الخلافات القائمة سلمياً، ومع ذلك، فإن واشنطن، التي ترفض تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقا، تطرح باستمرار مطالب جديدة متزايدة الصرامة وغير مقبولة".

وأعرب الرئيس الروسي عن دعمه الكامل لحليفته كوريا الشمالية، مسلطاً الضوء على دعم بيونج يانج للغزو الروسي، قائلاً: "نقدر عالياً دعم كوريا الشمالية القوي لعملياتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا"، مضيفاً أن البلدين يعملان على توسيع تعاونهما المتبادل والمتساوي.

وتابع: "روسيا على الدوام دعمت وستواصل دعمها لبيونج يانج في معارضتها للعدو الخبيث والخطير والعدواني، وفي نضالهم من أجل الاستقلال والهوية والحق في اختيار طريقهم للتنمية، كما أننا مستعدون لتعاون وثيق لجعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية واستقراراً".

واستعرض بوتين مجموعة من البنود لتحقيق ذلك، أولها تطوير آليات بديلة للتجارة والتسويات المتبادلة التي لا يسيطر عليها الغرب، إضافة إلى مقاومة القيود الأحادية غير المشروعة بشكل مشترك، وبناء هيكل للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في منطقة أوراسيا.

وتابع: "سنطور التفاعل الإنساني بين بلدينا، إذ تهدف الخطط إلى تكثيف التنقل الأكاديمي بين الجامعات الروسية والكورية وزيادة الرحلات السياحية المتبادلة والتبادل الثقافي والتعليمي والشبابي والرياضي".

وشدد على أن روسيا كانت وستبقى منفتحة على الحوار المتساوي بشأن جميع القضايا الأكثر تعقيداً، موضحاً أن علاقات الصداقة وحسن الجوار بين روسيا وكوريا الشمالية، القائمة على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل والثقة، تعود إلى أكثر من 7 عقود وهي غنية بالتقاليد التاريخية.

تصنيفات

قصص قد تهمك