الجهود الأميركية لخفض التصعيد في لبنان تصطدم بمناورات نتنياهو

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن في تل أبيب. 18 أكتوبر 2024 - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن في تل أبيب. 18 أكتوبر 2024 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن الخلاف الجديد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، يُعرقل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تهدئة التوترات على الحدود اللبنانية، وتجنّب الحرب مع "حزب الله".

وفي وقت سابق الأربعاء، نقل موقع "أكسيوس" عن 3 مسؤولين في إدارة بايدن، قولهم إنهم قلقون من أن تصرفات نتنياهو تخلق "مسافة" بين الحليفين، ونتيجة لذلك تزيد من تآكل قوة الردع الإسرائيلية في المنطقة، لا سيما في نظر "حزب الله" وإيران.

وقال مسؤول أميركي بارز، في إشارة إلى الفيديو الذي نشره نتنياهو متهماً واشنطن بحجب الأسلحة عن إسرائيل، إنه "من الصعب فهم كيف يُساعد مقطع مصور كالذي نشره الثلاثاء في الردع"، معتبراً أنه من غير المناسب إخبار "حزب الله" أن "الولايات المتحدة تمنع تزويد إسرائيل بالأسلحة، وهو أمر خاطئ، يشجع على جرأة الحزب".

"فريق بايدن مصدوم"

واعتبر نتنياهو خلال مقطع فيديو باللغة الإنجليزية، الثلاثاء، أنه "من غير المعقول قيام الإدارة (الأميركية) في الأشهر القليلة الماضية بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل".

وفي العلن، أعرب البيت الأبيض عن حيرته، وأشارت المتحدثة باسمه كارين جان بيير إلى أنه تم إيقاف شحنة أسلحة واحدة فقط منذ بدء الحرب، في حين تدفقت مليارات الدولارات من الأسلحة دون عوائق. وتابعت: "نحن حقاً لا نعرف ما الذي يتحدث عنه".

وخلف الأبواب المغلقة، كان فريق بايدن غاضباً ومصدوماً من عدم امتنان نتنياهو.

وقال بعض المسؤولين الأميركيين الذين شاهدوا فيديو نتنياهو، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدا "غير متزن".

وقرر البيت الأبيض نتيجة لذلك إلغاء اجتماع رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول إيران ولبنان، كان من المقرر عقده الخميس، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

"اجتماع سيئ بين هوكستين ونتنياهو"

والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، مع وفد من أعضاء الكونجرس من الحزبين، برئاسة زعيم الأغلبية السابق في مجلس النواب ستيني هوير (ديمقراطي).

وأشار بنيامين نتنياهو في بيان، إلى أنه أكد للوفد "تقديره لدعم الحزبين لإسرائيل"، وقال إنه "يأمل بحل قضية الأسلحة في المستقبل القريب".

وتم نشر فيديو نتنياهو بينما كان مبعوث الرئيس بايدن آموس هوكستين يتنقّل بين إسرائيل ولبنان، في محاولة لتهدئة الوضع مع "حزب الله".

والتقى هوكستين مع نتنياهو، الثلاثاء، لإطلاعه على محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين، ومناقشة سبل تجنّب الحرب. وبحسب 3 مصادر مطلعة على القضية، كان الاجتماع "سيئاً".

وقالت المصادر إن هوكستين والسفير الأميركي لدى إسرائيل جاك ليو، وجدا نفسيهما يقضيان جزءاً كبيراً من الاجتماع في توجيه رسالة قاسية إلى نتنياهو بشأن الأزمة التي أثارها.

وعندما أخبره هوكستين وليو أن اتهاماته بشأن حجب الولايات المتحدة للأسلحة كانت كاذبة، ادعى نتنياهو أنه كان يبني تصريحاته في الفيديو على معلومات من وزارة الدفاع الإسرائيلية، حسبما قال مصدر مطلع على المناقشة، لـ"أكسيوس".

ورفض متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت التعليق على مزاعم نتنياهو، وقال: "نأسف للتسريبات والتصريحات غير المسؤولة".

منافسة نتنياهو وجالانت

يرجّح بعض المسؤولين الأميركيين أن تعليقات نتنياهو قد تكون جزءاً من منافسة مع جالانت لكسب نقاط، حيث من المتوقع أن يزور الأخير واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة سبل إعادة تفعيل شحنة الأسلحة المعلقة.

وقال أحد مساعدي بايدن الكبار، لمستشاري نتنياهو قبل بضعة أسابيع، إن على الإسرائيليين "عندما يشكون من أن الانتقادات الأميركية لإسرائيل تجعل حزب الله وإيران أكثر ثقة، النظر أولاً في أفعال إسرائيل نفسها".

وأوضح مسؤول أميركي أن بايدن "لا يحاول خلق مسافة مع إسرائيل، بل يفعل العكس، لكن نتنياهو بارع في خلق مسافة لصالح سياسته".

وتم إلغاء الاجتماع الاستراتيجي الأميركي-الإسرائيلي المخطط له هذا الأسبوع، لكن سيكون وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنجبي في البيت الأبيض الخميس، للاجتماع مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومسؤولين آخرين، وفق "أكسيوس".

ورأى مسؤولون أميركيون أن هذه الاجتماعات ستخيم عليها الأزمة، ولن تؤدي إلى مناقشة عميقة وتنسيق حول الخطوات التالية مع "حزب الله" وإيران.

وذكر مسؤولون في الولايات المتحدة أنهم قلقون للغاية من أن كلاً من إسرائيل وحزب الله، يخطئان في حساباتهما عندما يُصعدان الخطاب والقتال على الأرض، بينما يعتقدان أن بإمكانهما تجنّب حرب شاملة.

نتنياهو يتجاهل التحذيرات

الانتقادات التي وجهها نتنياهو إلى الولايات المتحدة، تسببت في غضب إدارة بايدن، رغم أن عدداً من الوزراء وكبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي أوصوه بـ"عدم الانتقاد العلني" لواشنطن، وفقاً لتقرير "القناة 13" الإسرائيلية.

وأفاد التقرير بأن اجتماعاً حضره نتنياهو مع مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومسؤولين آخرين، قبل نشر الفيديو، وأوصوه بعدم نشره.

وذكر التقرير أن ديرمر طلب من نتنياهو التريث، حتى يلتقي هو وهنجبي بمسؤولين أميركيين في البيت الأبيض، الخميس.

ونقلت القناة 13 عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم تذكر اسمه، قوله إن "نتنياهو اتخذ القرار خلافاً لرأي المستشارين والوزراء الذين تشاور معهم".

وأضاف المسؤول أن تصريحات نتنياهو أثارت "غضباً كبيراً داخل إدارة بايدن".

تصنيفات

قصص قد تهمك