
أعلنت السلطات الروسية، الاثنين، وقف عملية مكافحة الإرهاب التي شنتها في جمهورية داغستان في منطقة القوقاز بعد اعتداءات على كنيستين وكنيس يهودي، أدت إلى سقوط 19 شخصاً، بينهم 15 شرطياً و4 مدنيين، فيما بدأت داغستان حداداً لمدة ثلاثة أيام.
وذكرت لجنة التحقيق الروسية المكلفة التحقيقات أن القوى الأمنية قضت على خمسة مهاجمين، لكنها لم توضح ما إذا كان هناك مهاجمون لا يزالون فارين أم لا.
وقال سيرجي ميليكوف، حاكم منطقة داغستان، في مقطع فيديو نشره على تليجرام: "هذا يوم مأساة لداغستان والبلاد بأكملها".
ووصفت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا الهجمات، التي وقعت في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة ولها تاريخ من التمرد المسلح، بأنها "أعمال إرهابية".
ولم يتضح بعد إجمالي عدد من سقطوا في الهجمات المتزامنة التي وقعت في مدينتي محج قلعة وديربنت، فيما كشف ميليكوف أن "أكثر من 15 شرطياً سقطوا ضحايا عمل إرهابي" في داغستان.
وأضاف أنهم "ضحوا بحايتهم من اجل حماية السكان المدنيين"، لكنه لم يحدد عدد الجرحى بين رجال الشرطة.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجمات في المنطقة المضطربة. وقال مليكوف: "نحن ندرك من يقف وراء تنظيم الهجمات الإرهابية وما هو الهدف الذي كانوا يسعون إليه"، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة الأنباء "تاس" عن السلطات الروسية قولها إنه "بعد القضاء على التهديدات المحدقة بحياة المواطنين وسلامتهم تقرر وقف عملية مكافحة الإرهاب" في داغستان اعتباراً من الساعة 05,15 بتوقيت جرينتش.
وأعلنت أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء أيام حداد في المنطقة.
وقالت وزارة الداخلية في داغستان إن مجموعة من المسلحين أطلقت النار على معبد يهودي وكنيسة في مدينة ديربنت الواقعة على بحر قزوين. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن النيران اشتعلت في الكنيسة والمعبد اليهودي. وفي الوقت نفسه تقريباً، ظهرت تقارير عن هجوم على كنيسة ومركز لشرطة المرور في عاصمة داغستان، محج قلعة.
ونقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن سلطات إنفاذ القانون القول إن من بين المهاجمين اثنين من أبناء رئيس منطقة سرجوكالا في وسط داغستان وإن المحققين احتجزوهما.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله في وقت سابق، إنّ "المسلّحين الذين نفّذوا الهجمات في محج قلعة وديربنت هم من أنصار منظمة إرهابية دولية" من دون أن يسمّيها.
وكان جهاز الأمن الفدرالي الروسي أعلن في أبريل إلقاء القبض على أربعة أشخاص في داغستان للاشتباه في تخطيطهم للهجوم الذي نُفّذ على قاعة الحفلات الموسيقية كروكوس سيتي هول في موسكو في مارس، والذي أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عنه.
وقال حاكم منطقة داغستان إن من بين الضحايا عدداً من المدنيين، بينهم قس أرثوذكسي عمل في ديربنت لأكثر من 40 عاماً.
وأضاف أن 6 من المسلحين لقوا حتفهم بالرصاص خلال الهجمات. ونقلت وكالات أنباء روسية رسمية عن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب القول إن 5 من المسلحين لقوا حتفهم.
من جهتها، قالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن القس كوتيلنيكوف "مات بطريقة بوحشية". وكان يبلغ من العمر 66 عاماً.
وتابع: "الوضع في المنطقة تحت سيطرة سلطات إنفاذ القانون والسلطات المحلية"، وتعهد بمواصلة التحقيق في الهجمات حتى يتم الكشف عن "جميع الخلايا النائمة" للمسلحين.
وادعى، دون تقديم أدلة، أن الهجمات ربما تم الإعداد لها من الخارج، وأشار إلى ما يسميه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا في محاولة واضحة لربط الهجمات بها، وفق "أسوشييتد برس".
وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من ديربنت مجموعة من المسلحين وهم يطلقون النار بكثافة على مركز للشرطة.
وقال مسؤولون إن النيران أضرمت في كنيس ديربنت، وأظهرت لقطات من مكان الحادث ألسنة اللهب تخرج من المبنى.
وفي حادث إطلاق نار منفصل وقع في الوقت نفسه، فتحت مجموعة النار على الشرطة في محج قلعة، عاصمة داغستان، الواقعة على بعد حوالي 75 ميلاً شمالاً على طول ساحل بحر قزوين. وبحسب السلطات المحلية، سقط ضابط شرطة واحد على الأقل وأصيب 6 آخرون.