ناقش وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت مع المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين، في واشنطن، الاثنين، الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل التوصل إلى وضع يسمح بعودة سكان الشمال إلى منازلهم على الحدود مع لبنان، وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت هيئة البث أن وزير الدفاع الإسرائيلي "أكد التزامه بتغيير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية".
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان بأن الوزير جالانت قال لهوكستين إن "الانتقال إلى (المرحلة C) من الحرب في (قطاع) غزة سيؤثر على التطورات في جميع الجبهات، وإن إسرائيل تستعد لكل سيناريو، عسكرياً ودبلوماسياً".
ولم يوضح المسؤولون الإسرائيليون ما يعنيه جالانت بـ"المرحلة C"، ولكن في 20 أكتوبر الماضي، قال الوزير الإسرائيلي ولجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست إن الحرب ضد حركة "حماس" ستتألف من 3 مراحل رئيسية، المرحلة الأولى ستنطوي على حملة عسكرية تشمل الأصول الجوية والبرية، في حين أن المرحلة الثانية ستشمل القتال ولكن "بكثافة أقل" و "القضاء على جيوب المقاومة".
وقال جالانت إن الخطوة الثالثة ستكون بـ"إنشاء نظام أمني جديد في غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية في القطاع، وخلق واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل".
ومن غير الواضح ما إذا كانت "المرحلة C" تهدف إلى أن تكون المرحلة الثالثة من الخطة التي حددها جالانت سابقاً.
وبعد الاجتماع، أوضح جالانت على منصة "إكس"، أنه أكد لهوكستين أن "الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في غزة سيؤثر على جميع قطاعات القتال"، مضيفاً: "نحن نستعد لكل الاحتمالات، العسكرية والسياسية".
وتابع البيان أن جالانت وهوكستين ناقشا الصراع المتصاعد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وفي وقت سابق، وعد جالانت خلال زيارته لواشنطن بالعمل على إعادة المحتجزين في قطاع غزة، وحث على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في ظل توتر العلاقات.
والتقى جالانت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز، المسؤول الأميركي الرئيسي في المفاوضات بشأن الحرب على غزة، ثم أجرى محادثات مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ونوّه جالانت قبل أن يبدأ اجتماعاته: "أود أن أؤكد أن التزام إسرائيل الأساسي هو إعادة المحتجزين، دون استثناء، إلى عائلاتهم ومنازلهم"، مضيفاً: "سنواصل بذل كل جهد ممكن لإعادتهم".
تجريف رفح
وكشفت تحليلات لشبكة CNN الأميركية باستخدام صور الأقمار الاصطناعية عن تدمير أكثر من 2900 فدان، أو ما يقارب 12 كيلومتراً مربعاً، من جنوب غزة نتيجة التجريف أو الضربات العسكرية منذ بدء العملية البرية لقوات الجيش الإسرائيلي في رفح.
ومن خلال مقارنة الصور الحديثة مع الصور الأرشيفية من شركة "بلانت لابس"، تمكنت CNN من تحديد المناطق في جنوب غزة التي تعرضت للتجريف أو تدمير المباني بشكل كبير منذ بدء العملية البرية في رفح في 6 مايو الماضي.
وبدأت عمليات التجريف حول معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة بعد فترة وجيزة من بدء العملية، لكنها تمتد الآن على طول الحدود بالكامل، والمعروفة بمحور فيلادلفيا، وعمقاً في شرق ووسط رفح.
وكان هذا المحور موقعاً واضحاً لعملية التجريف التي تقوم بها قوات الجيش الإسرائيلي، حيث تم هدم تقريباً كل مبنى داخل نطاق 500 قدم من الحدود بأكملها بواسطة الجرافات.
ومن غير الواضح من صور الأقمار الاصطناعية ما إذا كانت القوات الإسرائيلية، من خلال عمليات التجريف، تستعد لإقامة وجود دائم على الحدود.
وعندما سُئل عن هذا التحليل، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي إجمالي المنطقة المتضررة، لكنه قال إن أفعاله تستند إلى "الضرورة العسكرية" وأنها "ضرورية لتنفيذ خطة دفاعية توفر أماناً محسناً في جنوب إسرائيل".
وزعم الجيش في بيانه: "تقوم قوات الدفاع الإسرائيلية بتحديد وتدمير البنى التحتية الإرهابية المتواجدة، من بين أمور أخرى، داخل المباني، في هذه المناطق".
وتابع : "في بعض الحالات، يتم تحويل أحياء كاملة في قطاع غزة إلى مجمعات قتالية تُستخدم لأغراض الكمائن وإيواء مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة وأنفاق القتال ونقاط المراقبة ومواقع إطلاق النار والمنازل المفخخة ووضع المتفجرات في الشوارع".
كما يحدث التجريف بعيداً عن منطقة الحدود، إذ تُظهر صور الأقمار الاصطناعية أنه منذ أوائل مايو الماضي، تم هدم أجزاء كبيرة من شرق ووسط رفح بالكامل أو تدميرها بشكل كبير، بما في ذلك مربعات سكنية بأكملها في بعض الحالات.