دبي -الشرق
يعتزم الاتحاد الأوروبي إعادة فرض الرسوم الجمركية على صادرات أوكرانيا من السكر والبيض، إلى دول الكتلة، اعتباراً من الجمعة، وذلك باللجوء إلى خطة "مكابح الطوارئ" المصممة لتهدئة المزارعين الذين احتجوا في جميع أنحاء الكتلة في وقت سابق من العام الجاري، وفق ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وتأتي هذه الخطوة بعد يومين فقط من انطلاق محادثات عضوية أوكرانيا في الاتحاد، إذ تؤكد خطة إعادة فرض الرسوم الجمركية على مدى صعوبة مفاوضات انضمام كييف للكتلة.
ووافقت بروكسل في يونيو 2022، على إسقاط جميع الرسوم الجمركية والحصص على الصادرات الغذائية الأوكرانية، بعد 4 أشهر من الغزو الروسي، لتعزيز إيرادات كييف ومساعدة الإمدادات في الوصول إلى العملاء في العالم النامي.
لكن في غضون أشهر، اشتكى المزارعون في بولندا والمجر وسلوفاكيا ودول مجاورة أخرى، من أن وفرة الواردات الأوكرانية تسببت في إخراجهم من السوق، لذلك فرضت تلك الدول من جانب واحد حظراً على العديد من المنتجات، وسمحت لها بالدخول فقط للعبور، في انتهاك لقانون الاتحاد الأوروبي.
وأدت قرارات الدول الثلاث بحظر الحبوب الأوكرانية، إلى إثارة نزاع طويل الأمد بين بروكسل والدول الشرقية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كما أشعل الخلاف التوترات داخل التكتل، وأحدث شقاقاً بين أوكرانيا وبولندا، أحد أقوى حلفاء كييف منذ بدء الغزو الروسي.
ومددت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من العام الجاري، نظام التجارة الحرة حتى عام 2025، لكنها قدمت تحذيرات رداً على احتجاجات المزارعين.
رسوم جمركية إضافية
ووفقاً لشخصين مطلعين، فإنه تمت إعادة فرض تعريفات بقيمة 89 يورو لكل طن من الشوفان الأوكراني الأسبوع الماضي، وستستمر حتى يونيو 2025، مع قرار مماثل بشأن البيض والسكر المقرر صدوره، الجمعة.
وقد وصل الشوفان إلى هذا المستوى، حيث تم استيراد أكثر من 6440 طناً منذ الأول من يناير الماضي، وقد حدث ذلك أيضاً في البيض والسكر.
ومن المقرر أن يعيد الاتحاد فرض الرسوم الجمركية على الدواجن الأوكرانية والبيض والسكر والذرة والعسل والجريش (حبات الحبوب)، إذا تجاوزت الكميات متوسط المستوردات في عامي 2022 و2023.
وستبلغ التعريفات، 419 يورو لكل طن من السكر الأبيض، و339 يورو لكل طن من السكر الخام، فيما سيكلف البيض 30 سنتاً إضافية للكيلوجرام الواحد.
وقال الممثل التجاري لأوكرانيا، تاراس كاتشكا لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن "الرسوم الجمركية تتماشى مع الاتفاقية الحالية، لكن حكومته تجري محادثات مع بروكسل لتحسينها. الهدف هو إزالة كافة العقبات الثنائية التي لا تتماشى مع الاتفاق".
بدوره، قال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي: "الحكومات جميعها تقول إنها تؤيد انضمام أوكرانيا، لكننا سنرى. ستكون محادثات الزراعة صعبة للغاية".
من جانبه، أوضح المحلل التجاري دييمتري جروزوبينسكي، أن خطوة التعرفة الجمركية كانت بمثابة "أخبار سيئة لآفاق انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "الدول التي تتجاهل القواعد التجارية للاتحاد الأوروبي، مثلما فعلت بولندا وغيرها من خلال حظر المنتجات الزراعية الأوكرانية من جانب واحد، أمر نادر الحدوث".
وتابع أن "الأمر يشبه إغلاق كاليفورنيا لموانئها لأنهم لا يحبون ما فعله الممثل التجاري الأميركي. أصدرت المفوضية الأوروبية تحذيرات للدول الأعضاء التي منعت البضائع الأوكرانية لكنها لم تتخذ إجراءات قانونية بعد، الأمر الذي قد يؤدي إلى فرض غرامات".
وتعتبر أوكرانيا قوة زراعية يمكنها إنتاج الغذاء بكلفة أقل من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وستظل المستفيد الرئيسي من الإعانات الزراعية، وهو المنصب الذي تحتله فرنسا حالياً.
تصنيفات
