أعرب دبلوماسيون ومسؤولون أجانب عن خيبة أملهم وحتى قلقهم من أداء الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن في مناظرته أمام منافسه الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي بدا أكثر قوة وحضوراً، بحسب صحيفة "بوليتيكو".
وأشار الدبلوماسيون والمسؤولون إلى أنه بينما أدلى ترمب بتصريحاته الغريبة المعتادة، برز ضَعْف بايدن جلياً، ولفت بعضهم إلى أن القلق يساورهم من أن الرئيس الأميركي الحالي يستعد لولاية ثانية كزعيم لقوة عظمى مسلحة نووياً، على حد وصفهم.
وتحدَّث دبلوماسي غربي عن "أكاذيب جسيمة على لسان ترمب"، موضحاً: "على الأقل فهمنا ما يقوله. وربما نشهد نقطة تحول لبايدن".
وكان المسؤولون والدبلوماسيون الدوليون يتوقعون أن "يتفوّه ترمب بالأكاذيب"، لكنهم في الوقت ذاته، كانوا يأملون أن يظهر بايدن بصورة أكثر قوة وحيوية. ومع انتهاء المناظرة، كان البعض يتساءل عما إذا كان أي منهما مؤهلاً للقيادة، بحسب "بوليتيكو".
السياسة الخارجية
ونادراً ما تلعب السياسة الخارجية دوراً كبيراً في المناظرات الرئاسية الأميركية، لكن الحروب والتهديدات من خصوم مثل إيران وروسيا لعبت دوراً كبيراً في النصف الأول من المناظرة، التي تطرقت أيضاً إلى سحْب القوات الأميركية من أفغانستان، وحرب إسرائيل على قطاع غزة، وخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، ومستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما لم يتمكن أي من الرجلين من صياغة أفكار جديدة بشأن كيفية تسوية الحروب والصراعات في أوروبا والشرق الأوسط التي تتواصل دون نهاية تلوح في الأفق.
ولطالما اتهم ترمب بايدن بأنه قد يقود الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة، زاعماً أن الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب على قطاع غزة لم يكن ليحدث أي منهما أبداً لو كان (ترمب) لا يزال رئيساً.
فيما اتهم بايدن ترمب بالتخبط في العديد من السياسات على الصعيد العالمي، والتخلي عن حلفاء الولايات المتحدة.
ووصف دبلوماسي أوروبي آخر النقاش بشأن السياسة الخارجية بأنه "سطحي"، مشيراً إلى أن "بايدن لا يمكنه عرْض قضيته، وترمب يبالغ في ذلك".
وجاءت المناظرة قبل نحو أسبوعين من استضافة بايدن للقادة الغربيين في واشنطن لحضور قمة بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن بايدن وفريقه كانا يأملان استغلال هذه اللحظة لإظهار قيادته للتحالف الدولي وتقديم نفسه كرجل دولة، لكن أداؤه في المناظرة يمكن أن يقوّض تلك الخطة.
وأشار العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين الأجانب، الذين تحدّثوا بشرط عدم كشف هوياتهم، إلى أن ترمب بدا أكثر قوة من بايدن وتحدَّث بشكل أكثر وضوحاً حتى عندما كان يقوم بـ"ليّ الحقائق". فيما قال دبلوماسي إفريقي: "بصراحة، يبدو أكثر فأكثر كرجل يمكننا التعامل معه".
وأثار ترمب التساؤلات عندما زعم أنه سيحسم الحرب بين روسيا وأوكرانيا لو كان لا يزال رئيساً منتخباً. وتعليقاً على هذا، قال مستشار لحكومة أوروبية: "لست متأكداً مما يعنيه ذلك".
وتركّز الحديث فيما بين المجموعة الدبلوماسية حول كيف بدا بايدن متجمداً ومتعباً خلال المناظرة. وقال مسؤول أوروبي: "ليس سراً أن بايدن كبير في السن، وتظهر عليه علامات التقدم في السن بشكل واضح".