يستأنف الرئيس الأميركي جو بايدن حملته الانتخابية، الجمعة، غداة أداء سيء في مناظرة رئاسية مع خصمه دونالد ترمب أثارت، حتى في صفوف مؤيديه، تساؤلات بشأن صوابية الإبقاء عليه مرشحاً لولاية ثانية.
تكفي المقالة اللاذعة لتوماس فريدمان الذي يطرح نفسه "صديقاً" للرئيس الأميركي، الصادرة الجمعة في صحيفة "نيويورك تايمز"، لتوضيح مدى سوء الوضع.
وكتب فريدمان أن جو بايدن "رجل طيب، رئيس جيد، لكنه ليس في وضع يسمح له بالترشح لولاية ثانية"، كاشفاً أنه "بكى" لدى رؤيته الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاماً والذي بدا منهكاً في بعض الأحيان، ومتلعثماً خلال مناظرة استمرت 90 دقيقة أمام كاميرات شبكة CNN الإخبارية الأميركية.
وفي منشور على منصة "إكس"، كتبت ماريا شرايفر، ابنة شقيقة جون كينيدي، الرئيس الأميركي الذي تم اغتياله في عام 1963، وحليفة بايدن، "قلبي مفطور" بعد هذا الأداء الكارثي.
وفي تصريح لشبكة MSNBC التي يتابعها غالباً بايدن، قالت السيناتور السابقة كلير مكاسكيل: "كان عليه أن يفعل شيئاً واحداً (خلال المناظرة) ، هو طمأنة الولايات المتحدة إلى أنه قادراً على أن يكون رئيساً في سنه. لقد أخفق".
وباءت بالفشل محاولة فريق حملته تبرير سوء الأداء بـ"نزلة برد"، ولفت الانتباه إلى "أكاذيب" أطلقها ترمب.
"ذعر"
تتحدث وسائل الإعلام الأميركية عن "ذعر" حقيقي في صفوف الديمقراطيين، قبل 4 أشهر من الانتخابات، وقبل نحو 6 أسابيع من المؤتمر المفترض أن يُنصَّب فيه الرئيس الأميركي مرشّحاً رسمياً للحزب.
ورداً على سؤال لصحيفة "تاجسشبيغل" اليومية الألمانية، اعتبر المسؤول الألماني المكلّف بشؤون التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة، ميكايل لينك، أن المؤتمر يجب أن يكون مناسبة للتساؤل "من هو في موقع أفضل لمنع عودة ترمب إلى السلطة".
لكن في الوقت الراهن، لم تعبّر أي شخصية وازنة في الحزب الديمقراطي عن هذا الشعور علناً.
رسمياً، لا يزال التوجه لدعم المرشح الثمانيني الذي سيخوض حملة في ولاية كارولاينا الشمالية في الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي (16:30 بتوقيت جرينتش)، وهي ولاية في جنوب شرق البلاد يأمل فريقه بأن يتمكن من انتزاعها من منافسه الجمهوري البالغ 78 عاماً في نوفمبر المقبل.
في الوقت نفسه سيقوم بحملة لجمع الأموال في نيويورك ثم في هامبتونز، وهي منطقة راقية قريبة.
وسيكون خصمه في تشيسابيك بولاية فيرجينيا (وسط شرق البلاد) الجمعة.
ولم يجد الملياردير والرئيس السابق دونالد ترمب الذي عادة ما يسارع للسخرية من "جو النعسان"، نفسه مضطراً بعد النقاش للتشديد على ضعف أداء خصمه.
ونشر ترمب مقطع فيديو في شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" يبدو فيه يلعب الجولف، وهو لم يستسغ خلال المناظرة انتقادات بايدن الساخرة لأدائه في هذه اللعبة.
سيناريو غير مسبوق
أقرت نائبة الرئيس كامالا هاريس بأن انطلاقة بايدن كانت "صعبة" خلال المناظرة، لكنها اعتبرت أنه اختتمها "بقوة" في مواجهة خصم راكم الأكاذيب والتعليقات الشائنة، لافتة إلى أن الرئيس لم يفقد لا هدوءه ولا ثقته بنفسه.
هاريس البالغة من العمر 59 عاماً تنطلق مساء الخميس في جولة للحد من الأضرار بعد المناظرة، وستتوجه الجمعة، إلى نيفادا الولاية التي ستشهد منافسة شديدة في نوفمبر.
ويرد اسمها ضمن قائمة من يمكن أن يحلوا محل بايدن في السباق إلى البيت الأبيض، إلى جانب بعض الحكام الديمقراطيين البارزين، على غرار جافين نيوسوم في كاليفورنيا أو جريتشن ويتمر في ميشيجان.
وإذا قرر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديموقراطيون في أغسطس بشيكاجو في ما يعرف بالمؤتمر "المفتوح"، حيث سيعاد خلط الأوراق لا سيما أصوات المندوبين الذي صوّتوا بالفعل لحساب الرئيس.
وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968، حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام.
وتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.