انتخابات رئاسية في موريتانيا للاختيار بين "التغيير" و"الاستمرار"

time reading iconدقائق القراءة - 6
أنصار الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني في تجمع انتخامي بالعاصمة نواكشوط. 27 يونيو 2024 - AFP
أنصار الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني في تجمع انتخامي بالعاصمة نواكشوط. 27 يونيو 2024 - AFP
دبي/نواكشوط-الشرقأ ف ب

بدأ الموريتانيون الإدلاء بأصواتهم، السبت، للاختيار ما بين التغيير والاستمرارية التي يجسّدها الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني الذي نجح في احتواء توسع الجماعات المسلحة، خلافاً للوضع في دول الساحل المجاورة.

وأفاد الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بأن "النسبة المؤقتة للمشاركة وصلت إلى 30% وذلك حتى الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش".

ويخوض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام 6 مرشحين تعهدوا بإحداث أول تغيير ديمقراطي حقيقي في هذا البلد الذي شهد العديد من الانقلابات في الفترة من 1978 إلى 2008، قبل أن يسجل في 2019 أول مرحلة انتقالية بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.

ومن المتوقع بدء صدور النتائج مساء السبت، على أن تعلن رسمياً الأحد أو الاثنين.

وفي العاصمة نواكشوط، اصطف الناخبون في طابورين أمام مدرسة بوسط المدينة قبل بدء عملية التصويت المقررة من الساعة 07:00 إلى الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش، بحسب وكالة "فرانس برس".

ويخصص طابور للنساء وآخر للرجال في هذه الجمهورية، ويختار الناخبون مرشحهم من لائحة مدرجة على بطاقة اقتراع واحدة ومتسلسلة وفق أرقام ورموز (ميزان، أسد، حصان، نخلة، ...) قبل إيداعها في صندوق مغلق. 

وتقع غرفة التصويت خلف ستارة خضراء مثبتة بحبل، في الجزء الخلفي من القاعة.

ويرى مراقبون أن الغزواني هو المرشح الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة من الدورة الأولى، وإذا اقتضى الأمر ستتنظم دورة انتخابية ثانية في 14 يوليو المقبل. 

وجرت الحملات الانتخابية بهدوء نسبي، حيث قدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أي هجمات منذ العام 2011، بينما تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموماً الكثير من الهجمات.

ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية، تعهّد الرئيس المنتهية ولايته إحراز "انتصار ساحق في الجولة الأولى".

تنتشر صور الغزواني مع شعار "الخيار الآمن" في كلّ مكان في العاصمة والأقاليم. وفي وسط نواكشوط، نُصبت خيم يجتمع فيها مؤيدوه حيث يرقصون ويغنّون ويتناقشون.

وأدلى الرئيس المنتهية ولايته بصوته في نواكشوط، وقال للصحافيين "أهنئ الناخبين على مستوى إدراكهم المرتفع وعلى حسهم الديموقراطي"، مشيداً بـ"مناخ السلم والهدوء" اليوم.

جعل الغزواني مكافحة الفقر، ودعم الشباب أولويته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها.

ويغادر الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، ويمثلون أكثر من 70% من السكان، بلادهم بشكل متزايد إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، بحثاً عن حياة أفضل.

اتهامات بالتزوير

وبعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولاية ثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية.

وخلال الفترة 2024-2026، من المتوقع أن يبلغ معدل النمو 4,9% (3,1% للفرد)، وذلك بفضل إطلاق إنتاج الغاز في النصف الثاني من عام 2024، حسب تقديرات البنك الدولي.

وانخفض معدل التضخم من ذروته البالغة 9,5% في 2022 إلى 5% في 2023، ومن المتوقع أن يواصل تراجعه ليصل إلى 2,5% في 2024.

وأبزر منافسَين للرئيس هما الناشط في مجال حقوق الإنسان بيرام الداه عبيدي الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وحمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب "تواصل" الإسلامي، القوة المعارضة الرئيسية في الجمعية الوطنية.

ويدعو كلاهما إلى تغيير جذري، و"وضع حد لسوء الإدارة والفساد"، وإجراء إصلاح عميق للتعليم والقضاء.

وأدلى كل منهما بصوته السبت.

وقال الداه عبيدي إن "اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تتآمر مع مؤيدي الغزواني وتساعدهم على شراء أصوات الناخبين بالمال العام"، داعياً أنصاره إلى "محاربة التزوير" بكافة الوسائل القانونية. فيما أكد المختار أنه سيبقى "يقظاً لأي انتهاك".

وكانت المعارضة قد شككت في الانتخابات التشريعية قبل عام.

من جهتها، شكلت الحكومة الموريتانية مرصداً وطنياً لمراقبة الانتخابات، الأمر الذي تعتبره المعارضة أداة للتلاعب بالأصوات.

في هذه الأثناء، لم يتوجه سوى عدد قليل من المراقبين الدوليين إلى موريتانيا. وأرسل الاتحاد الإفريقي 27 مراقباً لفترة قصيرة، بينما لم يرسل الاتحاد الأوروبي بعثة، بل 3 خبراء انتخابيين فقط.

تصنيفات

قصص قد تهمك