قالت السلطات النيجيرية، الأحد، إن 18 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، وأصيب 48 آخرون بجروح خطيرة، في هجمات انتحارية منفصلة استهدفت حفل زفاف ومستشفى وجنازة في شمال شرقي البلاد، السبت، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات.
وقال باركيندو سيدو، المدير العام لوكالة إدارة الطوارئ في ولاية بورنو، في بيان، إن "انتحاريات استهدفن بشكل منفصل حفل زفاف وجنازة ومستشفى في بلدة جوزا القريبة من الحدود مع الكاميرون"، وفق "بلومبرغ".
وقال باركيندو إن نساء، وبعضهن حوامل، وأطفال، كانوا من بين الضحايا. ويعتقد أن الانتحاريات قاموا بتفجير عبوات ناسفة متقدمة.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات. ويشن مسلحوا "بوكو حرام" تمرداً عنيفاً في ولاية بورنو النيجيرية منذ عام 2009، مما أسفر عن سقوط آلاف الأشخاص وتشريد الملايين
و"بوكو حرام" المتجذرة في هذه المنطقة المتاخمة للكاميرون، معروفة باستخدامها نساء انتحاريات في هجماتها لإقامة "دولة خلافة" في شمال شرقي نيجيريا، ضد أهداف سهلة مثل الأسواق والمدارس والمساجد والكنائس وتجمعات المدنيين الكبيرة.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الهجمات الانتحارية نادرة في نيجيريا، حيث يفضل الجهاديون، أساليب أخرى من الهجمات، تشمل الخطف والقتل والنهب.
وقالت الشرطة، إن تفجيراً انتحارياً، السبت، أسفر، عن سقوط 6 أشخاص خلال زفاف.
وفجرت انتحارية كانت تحمل طفلاً على ظهرها شحنة ناسفة وسط ضيوف كانوا يحتفلون بعد حضورهم حفل زفاف في مدينة جووزا، حسبما قال المتحدث باسم شرطة ولاية بورنو ناحوم كينيث داسو لوكالة "فرانس برس".
وفي تقرير اطلعت عليه "فرانس برس"، قال رئيس خدمات الإنقاذ المحلية باركيندو سعيدو، الذي كان في جووزا خلال الهجمات "حوالى الساعة 3 بعد الظهر، وقع أول انفجار قنبلة في جووزا، تسببت به انتحارية في حفل زفاف".
وأضاف التقرير "حتى الآن، سقط في الهجمات 18 شخصاً بينهم أطفال ورجال ونساء وحوامل"، مضيفاً أن 19 آخرين "مصابون بجروح خطرة" نُقلوا في 4 سيارات إسعاف إلى العاصمة الإقليمية مايدوجوري بينما ينتظر 23 آخرون إجلاءهم.
"طيف بوكو حرام"
وبينما كانت تقام الصلوات على ضحايا هجوم الزفاف "سارعت انتحارية أخرى لتفجير عبوة ناسفة تسببت في سقوط كثير من الضحايا"، بحسب التقرير.
وبعد بضع دقائق، فجرت شابة "عبوة ناسفة أخرى" قرب المستشفى العام في المدينة، وفق ما ذكر سعيدو في تقريره.
وأكد عضو في المجموعة المسلحة المناهضة للجهاديين التي تقدم دعماً للجيش في المدينة، وقوع الهجمات الانتحارية المتعددة، قائلاً إن اثنين من زملائه وجندياً سقطوا في هجوم انتحاري آخر استهدف موقعاً أمنياً. ولم يؤكد مصدر رسمي هذه الحصيلة.
وسيطرت "بوكو حرام" على جووزا في يوليو 2014، وأعلنتها مقر "خلافتها" بعد استيلائها على جزء من ولاية بورنو.
وعلى الرغم من أن الجيش النيجيري، استعاد جووزا بدعم من القوات التشادية في مارس 2015، ما زال مسلحون ينفذون هجمات على قرى انطلاقاً من مخابئهم الجبلية المتاخمة للكاميرون ويقتلون رجالًا ويخطفون النساء اللواتي يغامرن بالخروج من المدينة بحثاً عن الحطب.
ومنذ سنوات يسود العنف في الشطرين الشمالي والأوسط لنيجيريا، التي تعد أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، وتنشط فيها عصابات إجرامية أو جهادية تنفذ بانتظام هجمات وتخطف السكان.
ولقي 40 ألف شخص على الأقل، مصرعهم، ونزح مليونان منذ بدأت الجماعة تمردها في عام 2009.
وامتد التمرد إلى تشاد والنيجر والكاميرون، ما أدى لتشكيل قوة عسكرية إقليمية لقتال المسلحين معروفة باسم القوة المشتركة المتعددة الجنسيات، وهي مؤلفة من عناصر من القوات المسلحة للدول الأربعة.