أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الأحد، تشكيل تكتل سياسي مع القوى القومية في النمسا وجمهورية التشيك، سعياً للخروج من عزلته داخل الاتحاد الأوروبي، وجذب شركاء آخرين لتشكيل "أقوى مجموعة يمينية في أوروبا".
وسافر أوربان، إلى فيينا لتقديم تحالف "الوطنيون من أجل أوروبا"، الذي يضم حزبه "فيدس" مع حزب الحرية النمساوي بزعامة هربرت كيكل، وحزب آنو الذي يتزعمه رئيس الوزراء التشيكي السابق أندريه بابيس، وذلك قبل يوم واحد من تولي المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر.
ويأتي هذا التحالف، في أعقاب فترة مضطربة يعيشها اليمين المتطرف في أوروبا، بعد التقدم في الانتخابات على مستوى القارة في وقت سابق من الشهر الجاري، وفي الوقت الذي توقعت فيه استطلاعات الرأي الأخيرة فوزاً كاسحاً لليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي انطلقت، الأحد، وفق "بلومبرغ".
ويسعى الشعبيون إلى الاستفادة من دعمهم، وقلب هيمنة الأحزاب المعتدلة، بينما يتعاملون أيضاً مع الجماعات الأكثر إثارة للانقسام في أقصى اليمين، مثل حزب "البديل من أجل ألمانيا".
وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، على وجه الخصوص، تتطلع إلى ممارسة المزيد من النفوذ، وقد شعرت بالإحباط بسبب المفاوضات المغلقة بين حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) والاشتراكيين والليبراليين لترشيح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لولاية ثانية.
بالنسبة لحزب فيدس بزعامة أوربان، فإن هذه الخطوة هي محاولة للعودة إلى موقع أكثر تأثيراً في الكتلة منذ أن اضطر إلى مغادرة حزب الشعب الأوروبي المحافظ المعتدل في عام 2021.
وكان حزب الحرية النمساوي عضواً في مجموعة الهوية والديمقراطية التي يقودها حزب التجمع الوطني الفرنسي، فيما تترك منظمة آنو، التي يتزعمها رئيس الوزراء التشيكي السابق أندريه بابيس، تجمع حزب التجديد الليبرالي للانضمام إلى تحالف أوربان الجديد.
وقال أوربان للصحافيين في فيينا الأحد: "إننا نشكل تشكيلاً سياسياً من شأنه أن يمضي قدماً وسيصبح قريباً أكبر مجموعة يمينية في أوروبا".
وأضاف: "ما يريده الأوروبيون هو ثلاثة أشياء: السلام والنظام والتنمية، وما يحصلون عليه من النخبة في بروكسل اليوم هو الحرب والهجرة والركود"، وفق "يورو نيوز".
وتشير "بلومبرغ" إلى أن المواقف المختلفة تجاه روسيا، قد تشكل إحدى العقبات التي تحول دون توسيع مجموعة أوربان، بما في ذلك الجهود الرامية إلى إغراء حزب القانون والعدالة في بولندا.
وكان الزعيم المجري وحزب الحرية من أشد المعارضين لتقديم المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا. وتعهدت منظمة القانون والعدالة، وكذلك ميلوني، بدعم أوكرانيا.
خطط توسيع التحالف
ولم تؤد مبادرات أوربان السابقة، تجاه مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التي تضم ميلوني إلى تشكيل تحالف مشترك، وفق "بلومبرغ".
وستحصل الأحزاب الثلاثة المتحالفة، على 23 مقعداً، وهو العدد اللازم لتشكيل تحالف منفصل رسمياً داخل البرلمان الأوروبي. لكنهم سيحتاجون أيضاً إلى ضم نواب من 7 دول أعضاء على الأقل حتى يتم الاعتراف بهم رسمياً.
وقال ماتيو سالفيني، زعيم حزب الائتلاف الأصغر في إيطاليا، إنه يرحب بالخطط، دون أن يعلن رسمياً ما إذا كان حزب الرابطة الذي ينتمي إليه سينضم إلى تحالف أوربان.
وأضاف سالفيني، الأحد: "نريد أن نوسع قدر الإمكان محيط المجموعة التي ستكون قوية ووطنية وموحدة ومعارضة للاتفاقات التي تتم تحت الطاولة”.
وتعهدت المجموعة السياسية الجديدة، بالحد من نفوذ الاتحاد الأوروبي وإعادة المزيد من السلطات إلى الدول الأعضاء، فضلاً عن مكافحة الهجرة.
وقال الزعماء في فيينا، إنهم سيواصلون المفاوضات بشأن تشكيل التحالف وسيعقدون مؤتمراً صحافياً آخر في وقت لاحق في بروكسل، حيث من المقرر أن تتولى المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الاثنين.