انتخابات فرنسا.. كيف تسير وماذا سيعقب التصويت؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب الإدلاء بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مركز اقتراع في لو توكيه بشمال فرنسا. 30 يونيو 2024 - AFP
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب الإدلاء بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مركز اقتراع في لو توكيه بشمال فرنسا. 30 يونيو 2024 - AFP
دبي/ باريس -الشرقوكالات

توجه الناخبون في فرنسا، الأحد، إلى صناديق الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي قد تؤدي إلى فوز حزب مارين لوبان اليميني المتطرف في سابقة تاريخية.

وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الدعم لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف والمناهض للمهاجرين الذي تتزعمه لوبان، قد تعزز في الأيام الأخيرة، فإن نتائج الانتخابات التي تجري على جولتين، والتي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون قبل ثلاثة أسابيع، في أعقاب الهزيمة الساحقة لحلفائه في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، غير مؤكدة إلى حد كبير.

وبحلول ظهر الأحد، بلغت نسبة إقبال الناخبين في جميع أنحاء فرنسا 25.9%، بزيادة قدرها 7.5% مقارنة بانتخابات 2022، وفقاً لوزارة الداخلية. ومن بين الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم كانت لوبان، وكتبت على منصة "إكس"، "تم التصويت!".

وتوقع الاستطلاع الأخير، الذي أجرته مؤسسة "إبسوس" لصحيفة "لوموند"، أن نسبة المشاركة الإجمالية ستتراوح ما بين 61 و65%، مقارنة بنسبة 47.51% الذين أدلوا بأصواتهم في عام 2022.

وأشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة "لي إيكو" إلى أن حزب التجمع الوطني في طريقه للفوز بنسبة 37% من الأصوات، بزيادة نقطتين عما كان عليه قبل أكثر من أسبوع، في حين قدر استطلاع آخر أجراه تلفزيون "BFM" أن الحزب اليميني المتطرف قد يفوز ما بين 260 و295 مقعداً، مما قد يمنحه أغلبية مطلقة بين 577 دائرة انتخابية.

وتشير استطلاعات الرأي، إلى أن الجبهة الشعبية الجديدة، وهي تحالف يساري واسع ولكن هش، يمكن أن تحصل على 28% من الأصوات بينما تتأخر كتلة ماكرون الوسطية بنسبة 20%.

وفيما يلي بعض الحقائق الرئيسية عن الانتخابات وما سيتبعها.

كيف تسير عملية التصويت؟

هناك 49 مليون ناخب مسجل في فرنسا. ويجري التنافس على 577 دائرة، ولكل دائرة مقعد في الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الأدنى في البرلمان.

ويُنتخب المرشحون الذين يحصلون على أغبية مطلقة من الأصوات في دوائرهم في الجولة الأولى. وفي أغلب الحالات لا يستوفي أي مرشح هذه المعايير وتُجرى جولة ثانية.

وللتأهل إلى الدور الثاني، يجب على المرشحين الحصول على درجة لا تقل عن 12.5% ​​من الكتلة الناخبة. وهذا يعني أن ثلاثة أو حتى أربعة مرشحين، من الممكن أن يتأهلوا للجولة الثانية، المقررة في 7 يوليو المقبل. ومن يحصد أكبر عدد من الأصوات يفوز بالجولة الثانية.

متى تُعلن النتائج؟

ينتهي التصويت في الجولة الأولى في الثامنة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) الأحد، وهو التوقيت الذي ستنشر فيه مراكز استطلاعات الرأي التوقعات على مستوى البلاد استناداً إلى فرز جزئي للأصوات.

وعادة ما تكون هذه التوقعات موثوقة. وتبدأ النتائج الرسمية في الظهور تدريجياً بدءاً من الثامنة مساء. وعادة ما يتسم فرز الأصوات بالسرعة والكفاءة، ويُعلن الفائزون بجميع المقاعد، أو جميعها تقريباً، في نهاية اليوم.

من سيدير الحكومة؟

يعين الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء، وعادة ما يكون من الحزب الذي حصد أغلبية الأصوات.

ولأول مرة في تاريخ فرنسا بعد الحرب، ربما يفوز اليمين المتطرف حسبما تظهر استطلاعات الرأي، ومن المتوقع أن يفوز ائتلاف من تيار اليسار بثاني أكبر عدد من المقاعد، وأن يحل ثالثا ائتلاف ينتمي للوسط بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون.

لكن هذه انتخابات لا مثيل لها في فرنسا، فوقت الحملة الانتخابية قصير والمشهد الانتخابي مضطرب، ولا يمكن استثناء سيناريوهات أخرى.

ومن بين هذه السيناريوهات انقسام الجمعية الوطنية بصورة تصيبها بالشلل إلى ثلاث مجموعات لا تهيمن إحداها على الجمعية أو تشكيل تحالف من الأحزاب الرئيسية لإبقاء اليمين المتطرف بعيدا عن السلطة.

ولتحقيق الأغلبية المطلقة يلزم الفوز بما لا يقل عن 289 مقعداً. وربما يشكل حزب التجمع الوطني، الذي تنتمي إليه مارين لوبان، حكومة أقلية إذا فاز بأكبر عدد من المقاعد من دون تحقيق الأغلبية، لكن زعيم الحزب جوردان بارديلا (28 عاماً) قال إنه يسعى لأغلبية مطلقة وإلا لن يستطيع تنفيذ إصلاحات.

ما الخطوات التالية؟

مرت على فرنسا ثلاث فترات من "التعايش" في تاريخها ما بعد الحرب، إذ كانت الحكومة من أطياف سياسية مختلفة عن الرئيس.

وتتمتع الحكومة بمعظم السلطات على الجبهة الداخلية، لكن الرئيس هو قائد الجيش ويتمتع بالنفوذ في السياسة الخارجية. لكن توزيع السلطات في السياسة الخارجية ليس في غاية الوضوح، وربما يمثل مشكلة بالنسبة لموقف فرنسا من الحرب في أوكرانيا أو سياسة الاتحاد الأوروبي.

وإذا فاز التجمع الوطني بالأغلبية، فسيتعين على ماكرون تقاسم السلطة مع بارديلا البالغ من العمر 28 عاماً، ولن يتمكن من فعل الكثير لمنع اعتماد القوانين التي أقرها البرلمان. وبدلاً من ذلك، إذا أسفرت الانتخابات عن برلمان معلق، فلن يتم إنجاز أي شيء يذكر.

وسيتعين على ماكرون التعامل مع البرلمان الجديد لعام واحد على الأقل يمكنه بعده الدعوة إلى انتخابات مبكرة أخرى.

وفاز ماكرون بولاية ثانية في أبريل 2022 وسيظل رئيساً لثلاث سنوات أخرى. ولا يمكن للبرلمان أو الحكومة إقالته من منصبه قبل تلك المدة.

وعندما فاز ماكرون بالرئاسة لأول مرة في عام 2017، أصبح أصغر رئيس دولة في فرنسا منذ نابليون بونابرت وأول رئيس حديث لم يكن ينتمي إلى أحزاب يسار الوسط أو يمين الوسط التي هيمنت على فرنسا لعقود من الزمن. فبعد أن نجح في التغلب على اليسار واليمين التقليديين، وهزم القومية مارين لوبان، نظر إليه أنصاره باعتباره استراتيجيا سياسيا بارعا وربما السياسي الفرنسي الوحيد القادر على عرقلة صعود اليمين المتطرف. ويقول بعض منتقديه إنه أهلك الوسط، جاعلاً من الأحزاب المتطرفة المتنفس الوحيد القابل للتطبيق لأي شخص يشعر بالإحباط من برنامجه.

لمحة عن التجمع الوطني

نشأ حزب التجمع الوطني من حركة هامشية شارك في تأسيسها والد لوبان، الذي كان منكراً للهولوكوست. لكن الجهود التي بذلتها لوبان وبارديلا لجعل الحزب أكثر جاذبية وقابلية للانتخاب على نطاق أوسع، حققت مكاسب كبيرة: فقد تضاعف الدعم تقريباً في العامين الماضيين، من 19% في الانتخابات التشريعية لعام 2022 إلى 36% الآن، وفق صحيفة "لوموند".

وأعلن ماكرون إجراء انتخابات مبكرة بعد أن تعرض تحالفه لهزيمة مذلة في انتخابات البرلمان الأوروبي في التاسع من يونيو. ورغم أنه لم يكن مطلوباً منه حل الجمعية الوطنية الفرنسية، إلا أنه قال إنه لم يكن لديه خيار آخر. وقال للصحافيين إنه لو لم يدعو إلى التصويت، "كنتم ستقولون لي: هذا الرجل فقد الاتصال بالواقع".

تصنيفات

قصص قد تهمك