دبي/ القاهرة-الشرق
أثار إعلان جامعة الدول العربية، أنها لم تعد تصنف "حزب الله" منظمة إرهابية، حالة من الجدل بين الجامعة ووزارة الخارجية الأميركية التي اعتبرت أنه لا يوجد سبب لهذا التعديل.
وأعلن أمين عام الجامعة، أحمد أبو الغيط، في بيان صحافي الاثنين، أن زيارة الأمين العام المساعد، السفير حسام زكي، إلى لبنان كموفد شخصي له، كانت بهدف التواصل مع القوى السياسية، وتأتي تنفيذاً لقرارات مجلس الجامعة بالتضامن مع لبنان.
جاء رد أبو الغيط بعد تصريحات أطلقها زكي، بأن الجامعة لم تعد تصنف جماعة "حزب الله" اللبنانية منظمة إرهابية باتفاق الدول الأعضاء.
وأكد أبو الغيط، في بيان، أن الأمانة العامة للجامعة "تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات"، دون أن يوضح طبيعة القرارات التي يقصدها.
تفسير "خارج السياق"
من جانبه، قال زكي في بيان صحافي صادر عن الجامعة العربية، إن تصريحاته تعرضت للتفسير في غير سياقها الصحيح، مشيراً إلى أن "هذا لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف الحزب ليس فقط داخلياً وإنما إقليمياً أيضاً".
وأوضح أن "قرارات الجامعة العربية ذات الصلة، وأهمها القرار الخاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب الذي ينص على الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الارهابية بما في ذلك إلى أي مليشيات أو مجموعات مسلحة غير نظامية، وهو قرار معتمد بإجماع الدول الأعضاء".
وكان زكي قال في تصريحات لقناة (القاهرة الإخبارية)، إن جماعة "حزب الله" كانت مصنفة إرهابية وفقاً لقرارات الجامعة، ولذلك كان التواصل مع الجماعة منقطعاً، مشيراً إلى أن الدول الأعضاء بالجامعة توافقت على عدم استخدام هذه الصيغة مجدداً، وهو ما فتح الباب أمام الجامعة للتواصل مع "حزب الله"، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الجامعة ليست لديها قائمة تصنف المنظمات إلى إرهابية أو أي تصنيف آخر.
واختتم زكي، مساء 27 يونيو، زيارة رسمية إلى لبنان كموفد شخصي من أبو الغيط، وعقد خلال الزيارة عدداً من اللقاءات مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وأجرى مشاورات مع القيادات السياسية والبرلمانية شملت مختلف مكونات الطيف السياسي اللبناني، إضافة إلى لقاء مع قائد الجيش.
وأوضح زكي أن الزيارة كان لها طابع تضامني مع لبنان وشعبه، وبحث التصعيد في الجنوب الذي يهدد أمن لبنان واستقراره وكذلك أمن واستقرار المنطقة برمتها في حال توسعت الحرب على الحدود الجنوبية، مؤكداً تضامن الجامعة العربية مع لبنان وشعبه، انطلاقاً من موقف عربي تؤكد عليه قرارات مجلس الجامعة العربية.
وأعلن زكي، في ختام الزيارة "إسقاط تسمية الإرهابي التي بدأت منذ عام 2016، عن (حزب الله)"، موضحاً أن "القرار صدر في قمة جدة، العام الماضي، في ضوء عدة تطورات إقليمية".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، الاثنين، عن مصدر وصفته بأنه مطلع، قوله إن "القرار اعتمد في قمة جدة، لكنه فعّل أخيراً بشكل أوسع مع قمة البحرين، التي قررت استبدال لجنة التدخلات الأجنبية في الشؤون العربية، بلجنتي التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية".
واشنطن: "حزب الله" يشكل تهديداً خطيراً
من جانبها، علقت الولايات المتحدة على الأمر، على لسان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، الاثنين، بقوله: "نحن نعتقد أنه لا يوجد سبب لاتخاذ خطوات لإزالة هذا التصنيف، وقد واصلنا حث الحكومات حول العالم على تصنيف (حزب الله) منظمة إرهابية أو حظره أو فرض قيود عليه".
وأضاف: "16 حكومة من مختلف أنحاء العالم استجابت لهذا النداء منذ عام 2019، وسنواصل إجراء تلك المحادثات، ولكن مرة أخرى، أود أن أؤكد من وجهة نظرنا، أن (حزب الله) لا يزال يشكل تهديداً إرهابياً خطيراً للغاية"، وفقاً لقوله.
تصنيفات
