الانتخابات البريطانية.. كيف تجري وما أبرز القضايا ومن هم المرشحون؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
ناخبون يصطفون أمام مركز اقتراع للتصويت خلال الانتخابات العامة في لندن. 4 يوليو 2024 - REUTERS
ناخبون يصطفون أمام مركز اقتراع للتصويت خلال الانتخابات العامة في لندن. 4 يوليو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

تشهد بريطانيا، الخميس، أول انتخابات عامة منذ ما يقرب من 5 سنوات، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب المحافظين سيتلقى عقاباً على الفشل في الوفاء بالوعود خلال 14 عاماً في السلطة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وسيطر المحافظون من يمين الوسط على السلطة أثناء ذروة الأزمة المالية العالمية، وفازوا بثلاث انتخابات أخرى منذ ذلك الحين. لكن تلك السنوات اتسمت بالركود الاقتصادي وتدهور الخدمات العامة وسلسلة من الفضائح، مما جعل المحافظين أهدافاً سهلة للمنتقدين من اليسار واليمين.

ويتقدم حزب العمال، الذي يميل إلى اليسار، بفارق كبير في معظم استطلاعات الرأي بعد تركيز حملته على كلمة واحدة: التغيير.

ويواجه حزب المحافظين تحديات أخرى أيضاً، إذ يستنزف حزب "الإصلاح الجديد" الأصوات من جناح اليمين، بعد انتقاده لقيادة الحزب الحاكم بسبب "فشلها في السيطرة على الهجرة".

كيف تسير الانتخابات البريطانية؟

سينتخب الناس في مختلف أنحاء المملكة المتحدة جميع أعضاء مجلس العموم البالغ عددهم 650 عضواً، بواقع عضو واحد لكل دائرة انتخابية محلية. ولن تكون هناك انتخابات تمهيدية أو جولات تصويت، بل جولة واحدة فقط من التصويت.

وتستخدم بريطانيا نظام "الأول يفوز بالأغلبية" في التصويت، وهو ما يعني أن المرشح الذي يحتل المركز الأول في كل دائرة انتخابية سيصبح نائباً، حتى لو لم يحصل على 50% من الأصوات. وقد أدى هذا بشكل عام إلى ترسيخ هيمنة الحزبين الأكبر حجماً، المحافظون والعمال، لأن من الصعب على الأحزاب الأصغر الفوز بمقاعد ما لم تركز جهودها على مناطق بعينها.

من يختار رئيس الوزراء؟

الحزب الذي يحظى بالأغلبية في مجلس العموم، إما بمفرده أو بدعم من حزب آخر، سيشكل الحكومة المقبلة وسيكون زعيمه رئيساً للوزراء.

وهذا يعني أن النتائج ستحدد الاتجاه السياسي للحكومة، التي قادها المحافظون من يمين الوسط على مدى السنوات الـ 14 الماضية. ويُنظر على نطاق واسع إلى حزب العمال من يسار الوسط على أنه في أقوى موقف.

المرشحون في الانتخابات

يقود سوناك، رئيس الخزانة السابق، الذي تولى منصب رئيس الوزراء منذ أكتوبر 2022، حزب المحافظين في الانتخابات. وخصمه الرئيسي هو كير ستارمر، المدير السابق للادعاء العام في إنجلترا وزعيم حزب العمال منذ أبريل 2020.

ومع ذلك، قد تكون الأحزاب الأخرى، التي يتمتع بعضها بدعم إقليمي قوي، "حاسمة" في تشكيل حكومة ائتلافية إذا لم يفز أحد بأغلبية إجمالية.

أحزاب "الوطني الاسكتلندي"، الذي يشن حملة من أجل استقلال اسكتلندا، و"الديمقراطيون الليبراليون"، و"الديمقراطي الاتحادي"، الذي يسعى إلى الحفاظ على العلاقات بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية، هم أكبر 3 أحزاب في البرلمان حالياً بعد المحافظين والعمال. ويشير العديد من المراقبين إلى أن "حزب الإصلاح الجديد"، الذي يرأسه نايجل فاراج، من دعاة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، ربما يتمكن من انتزاع أصوات من حزب المحافظين.

المحافظون.. تاريخ من الأزمات

واجه المحافظون تحدياً تلو الآخر منذ توليهم السلطة في عام 2010. ففي البداية كانت هناك تداعيات الأزمة المالية العالمية، التي أدت إلى تضخم ديون بريطانيا وتسببت في فرض المحافظين التقشف على الموازنة لسنوات. ثم قادوا بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، وخاضوا معركة ضد واحدة من أخطر حالات تفشي فيروس كورونا في أوروبا الغربية، وشهدوا ارتفاع التضخم بعد غزو روسيا لأوكرانيا.

وبغض النظر عن الظروف، يلوم العديد من الناخبين المحافظين على المشاكل التي تواجه بريطانيا، من تسرب مياه الصرف الصحي وخدمة القطارات غير الموثوقة إلى أزمة تكلفة المعيشة والجريمة وتدفق المهاجرين الذين يعبرون قناة المانش على قوارب مطاطية.

وعلاوة على ذلك، تم تشويه سمعة الحزب بسبب الهفوات المتكررة لوزراء الحكومة، بما في ذلك الحفلات التي خرقت إجراءات الإغلاق في المقرات الحكومية خلال فترة الجائحة.

وطاردت الفضائح رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون حتى أطاحته به من منصبه والبرلمان بعد أن تبين كذبه على المشرعين. ولم تستمر خليفته ليز ترس، في المنصب سوى 45 يوماً بعد أن أدت سياساتها الاقتصادية إلى حالة هلع في الأسواق المالية.

أبرز الملفات في بريطانيا

الاقتصاد: عانت بريطانيا من ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي، الأمر الذي أدى إلى شعور معظم الناس بالفقر. ونجح المحافظون في السيطرة على التضخم، الذي تباطأ إلى 2% في العام حتى مايو بعد أن بلغ ذروته عند 11.1% في أكتوبر 2022، لكن النمو لا يزال بطيئاً، مما أثار تساؤلات حول السياسات الاقتصادية للحكومة.

الهجرة: عبر الآلاف من طالبي اللجوء والمهاجرين القناة الإنجليزية في قوارب مطاطية واهية في السنوات الأخيرة، مما أثار انتقادات بأن الحكومة فقدت السيطرة على حدود بريطانيا، بينما ترتكز مساعي المحافظين لوقف القوارب على خطة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا.

ويقول منتقدو خطة الترحيل إلى رواندا إنها تنتهك القانون الدولي وغير إنسانية ولن تفعل شيئاً لمنع الناس عن الفرار من الحرب والاضطرابات والمجاعة.

الرعاية الصحية: تعاني هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، التي تقدم رعاية صحية مجانية للجميع، من قوائم انتظار طويلة لكل شيء بدايةً من رعاية الأسنان إلى علاج السرطان. وتمتلئ الصحف بقصص عن مرضى مصابين بأمراض خطيرة أجبروا على الانتظار لساعات من أجل سيارة إسعاف، ثم انتظار سرير في المستشفى لفترة أطول.

البيئة: تراجع سوناك عن سلسلة التزامات بيئية، حيث أرجأ الموعد النهائي لإنهاء بيع المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل والسماح بحفر آبار نفطية جديدة في بحر الشمال. ويقول المنتقدون إن هذه السياسات خاطئة في وقت يحاول خلاله العالم مكافحة تغير المناخ.

لماذا تجرى الانتخابات الآن؟

فاجأ سوناك الخبراء ومعظم المشرعين في حزبه قبل 6 أسابيع عندما حدد موعد الانتخابات في الرابع من يوليو، قبل 3 أشهر على الأقل من الموعد المتوقع.

وبينما اعتقد معظم المراقبين أن التصويت سيجري في الخريف، راهن سوناك على انتخابات صيفية، على أمل أن تساعده الأخبار الاقتصادية الإيجابية في إقناع الناخبين بأن سياسات المحافظين بدأت تعمل.

وكان القرار صادماً لدرجة أنه أوقع المحافظين في مأزق. وظهرت مزاعم بأن أعضاء الحزب وضباط الشرطة المكلفين بحماية المسؤولين الحكوميين راهنوا على انتخابات صيفية، مما يشير إلى أن لديهم معلومات داخلية، ما تسبب في إلحاق الضرر بقدرة سوناك على الادعاء بأن حزبه أكثر جدارة بالثقة من حزب العمال.

وبالرغم من أن الفترة البرلمانية كان مقرراً انتهائها في منتصف ديسمبر المقبل، إلا أن التكهنات بشأن موعد الانتخابات استمر لأشهر، إذ يمكن لرئيس الوزراء الدعوة إلى انتخابات عندما يكون ذلك أكثر فائدة سياسياً.

تصنيفات

قصص قد تهمك