لماذا تُجرى الانتخابات التشريعية في فرنسا على مرحلتين؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
شخص يحمل بطاقة اقتراع وبطاقة انتخابية قبل التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في بلدة بشمال غرب فرنسا. 30 يونيو 2024 - AFP
شخص يحمل بطاقة اقتراع وبطاقة انتخابية قبل التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في بلدة بشمال غرب فرنسا. 30 يونيو 2024 - AFP
دبي-الشرق

تستند الانتخابات التشريعية في فرنسا إلى نظام الفائز من جولتين، على عكس الانتخابات في العديد من دول أوروبا والعالم التي تتبع نظام التصويت النسبي من جولة واحدة.

وجرت الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي فاز بها "اليمين المتطرف" في 30 يونيو الماضي، ومن المقرر إجراء الجولة الثانية في 7 يوليو الجاري.

وأظهرت النتائج الرسمية أن حزب "التجمع الوطني"، الذي تتزعمه السياسية البارزة مارين لوبان، وحلفاءه حصلوا على 33% من الأصوات في جولة الأحد.

وجاء تحالف يساري في المركز الثاني بحصوله على 28% من الأصوات، أما تحالف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الواسع الذي يضم أحزاباً منتمية لتيار الوسط فقد حصل على 22% فقط من الأصوات.

ويحتاج "التجمع الوطني" للحصول على 289 مقعداً على الأقل في البرلمان لتكون له الأغلبية، وتشير تقديرات استطلاعات الرأي إلى أن الجولة الأولى وضعت الحزب على مسار الحصول على ما بين 250 مقعداً و300 مقعد من أصل 577 مقعداً في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، لكن هذا قبل أن تؤدي الانسحابات التكتيكية إلى إعادة تشكيل نوايا الناخبين.

ومن حيث الجوهر، فإن أول مرشحين يتصدرون الجولة الأولى يصلون تلقائياً إلى الجولة الثانية، إذا استوفوا الشروط، كما أن من يحصلون على 12.5% على الأقل من نسبة الأصوات المسجلة، وليس من أدلوا بأصواتهم بالفعل، ينجحون أيضاً.

ثم يجب على الناخبين تحديد أي من المرشحين الرئيسيين سيفوز في الجولة الثانية التي تتم بعد أسبوع واحد من إجراء الجولة الأولى.

لماذا اختارت فرنسا هذا النظام؟

اختارت فرنسا هذا النظام الانتخابي في محاولة للحصول على أفضل ما في نظامَي التصويت "النسبي" و"الأغلبية"، وفق صحيفة "ويست فرانس".

ومن خلال السماح للناخبين بالتصويت على عدد كبير من المرشحين في الجولة الأولى، فإن هذا النظام يعزز التعددية، وهو ما يشبه إلى حد ما التمثيل النسبي.

أما في الجولة الثانية، يُطلب من الناخبين اختيار مرشح واحد، وهذا ما يساعد على تعزيز إنشاء الأغلبية، كما هو الحال مع تصويت الجولة الواحدة في الدول الأخرى.

ويسعى هذا النظام الانتخابي الهجين إلى السماح لأكبر عدد من الأحزاب الصغيرة بالمشاركة في الجولة الأولى، ولكن قد لا ينتهي بها المطاف إلى التواجد في الجولة الثانية.

كيف يتأهل المرشحون للجولة الثانية؟

تُجرى الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية عندما لا يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة من الأصوات في الجولة الأولى.

وتحدد هذه الأغلبية المطلقة بـ50% من الأصوات +1، بالإضافة إلى 25% من الناخبين المسجلين، وإذا لم يتم استيفاء هذين الشرطين، يتم تنظيم جولة ثانية بعد أسبوع واحد من الجولة الأولى.

وللمشاركة في الجولة الثانية، يجب على المرشح استيفاء شروط معينة، أولها الحصول على ما لا يقل عن 12.5% من أصوات الناخبين المسجلين في الدائرة الانتخابية.

وتشجع هذه القاعدة نظرياً على الحد من عدد المرشحين في الجولة الثانية، إضافة إلى التشجيع على تشكيل تحالفات بين القوى السياسية المختلفة.

ولكن فيما يتعلق بحد الـ25% من أصوات المسجلين اللازم للجولة الأولى من الانتخابات، فإن نسبة المشاركة المرتفعة قد تجعل من الأسهل الوصول إلى 12.5% من الناخبين.

ومع ذلك ففي بعض الدوائر الانتخابية، قد لا يستوفي المرشحون أي من هذه الشروط، وفي هذه الحالة، فإن المرشحين اللذين يحصلان على المركزين الأول والثاني في الجولة الأولى، مهما كانت درجاتهما، يتأهلان تلقائياً للجولة الثانية، ويضمن هذا السيناريو وجود منافسة انتخابية دائمة على كل مقعد في مجلس النواب.

خيار الجمهوريتين الثالثة والخامسة

وتمت تجربة هذه الطريقة في انتخاب مجلس النواب، لأول مرة في عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة، خلال الفترة ما بين عامي 1889 و1919، ثم بين عامي 1928 و1940.

ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، اختارت الجمهورية الفرنسية الرابعة التصويت في دورة واحدة.

ولكن السلطة الفرنسية بعد قيام الجمهورية الخامسة، اعتبرت أن التصويت في دورة واحدة هو مرادف لعدم الاستقرار، لأنه يعطي السلطة لأحزاب صغيرة مفصلية، والتي قد تنحاز إلى اليمين أو إلى اليسار، وهو ما قد يتسبب في قلب الأغلبية.

وعليه لجأت الجمهورية الخامسة إلى التصويت عبر جولتين، من أجل إعطاء الأولوية للتصويت على الأغلبية، وبالتالي فرْض الاستقطاب الثنائي (بين اليمين واليسار).

كيف تسير عملية التصويت؟

هناك 49 مليون ناخب مسجل في فرنسا. ويجري التنافس على 577 دائرة، ولكل دائرة مقعد في الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الأدنى في البرلمان.

ويُنتخب المرشحون الذين يحصلون على أغبية مطلقة من الأصوات في دوائرهم خلال الجولة الأولى، وفي أغلب الحالات لا يستوفي أي مرشح هذه المعايير وتُجرى جولة ثانية.

وللتأهل إلى الدور الثاني، يجب على المرشحين الحصول على درجة لا تقل عن 12.5% ​​من الكتلة الناخبة. وهذا يعني أن 3 أو حتى 4 مرشحين، من الممكن أن يتأهلوا للجولة الثانية، المقررة في 7 يوليو المقبل. ومن يحصد أكبر عدد من الأصوات يفوز بالجولة الثانية.

متى تُعلن النتائج؟

ينتهي التصويت في الجولة الأولى في الثامنة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) يوم الاقتراع الذي تم الأحد الماضي، وهو التوقيت الذي نشرت فيه مراكز استطلاعات الرأي التوقعات على مستوى البلاد استناداً إلى فرز جزئي للأصوات.

وعادة ما تكون هذه التوقعات موثوقة. وبدأت النتائج الرسمية في الظهور تدريجياً بدءاً من الثامنة مساء. وعادة ما يتسم فرز الأصوات بالسرعة والكفاءة، ويُعلن الفائزون بجميع المقاعد، أو جميعها تقريباً، في نهاية اليوم.

تصنيفات

قصص قد تهمك