أعلنت جماعة "حزب الله" اللبنانية، الخميس، قصف 5 مواقع عسكرية في شمال إسرائيل بأكثر من 200 صاروخ، رداً على اغتيال قيادي بغارة إسرائيلية في قضاء صور جنوب لبنان، فيما قال رئيس المجلس التنفيذي للجماعة، هاشم صفي الدين، إن الجبهة "ستبقى مشتعلة، وستصبح أقوى".
وذكرت الجماعة، في بيان، أنها استهدفت "الفرقة 91، واللواء المدرع السابع، وكتيبة المدرعات التابعة للواء السابع، والفرقة 210 (فرقة الجولان)، وفوج المدفعية التابع للفرقة 210" في شمال إسرائيل.
وأضافت أن القصف يأتي "رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو (إسرائيل) بمنطقة الحوش في صور جنوب لبنان، الأربعاء، ودعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وكان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال، الأربعاء، إن الجيش "قتل القيادي في حزب الله محمد نعمة ناصر في غارة على بلدة الحوش في جنوب لبنان"، فيما أعلنت الجماعة اللبنانية بعد ذلك أنها ردت بإطلاق 100 صاروخ من نوع "كاتيوشا" على هدفين عسكريين إسرائيليين.
من ناحية أخرى، قالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، إن مُسيرة إسرائيلية استهدفت منزلاً في منطقة حولا، ما أسفر عن سقوط شخص.
وأفادت الوكالة بأن أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي تتعرض لقصف مدفعي إسرائيلي، وأن مقاتلات حربية حلقت فوق بيروت ومناطق عرمون وبشامون والشوف وإقليم الخروب وجزين.
وتفاقم التوتر في الشرق الأوسط على وقع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي، إذ يتبادل "حزب الله"، وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
"الجبهة ستبقى مشتعلة"
بدوره، قال رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله"، هاشم صفي الدين، إن الجبهة مع إسرائيل "ستبقى مشتعلة"، وإن "الرد على اغتيال إسرائيل لقادة في الجماعة سيستمر بل وسيصبح أقوى".
وأضاف صفي الدين، في كلمة أدلى بها في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن حزب الله "سيستهدف مواقع جديدة لا تتخيلها إسرائيل ضمن رده على اغتيال أبو نعمة".
وأشار إلى أن مقاتلي الحزب أطلقوا "مئات الصواريخ وعشرات الطائرات المسيرة استهدفت مواقع مهمة، وستبقى هذه الجبهة مشتعلة وقوية وستصبح أقوى".
مساعٍ للتهدئة
وتتخوف الولايات المتحدة من إمكانية أن تتحول التوترات الحدودية بين لبنان وإسرائيل إلى صراع أكثر تدميراً، بعد اغتيال إسرائيل عدة قياديين في "حزب الله" وردت الجماعة بإطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب، فيما طلبت عدة دول هذا الأسبوع من مواطنيها مغادرة لبنان، في إشارة إلى وجود تهديدات بتفاقم الأعمال العدائية هناك.
وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤول في البيت الأبيض، إن آموس هوكستين، أحد كبار مستشاري الرئيس جو بايدن، التقى بمسؤولين فرنسيين، الأربعاء، وناقش الجهود الفرنسية والأميركية لاستعادة الهدوء في الشرق الأوسط.
وأضاف المسؤول أن "فرنسا والولايات المتحدة تشتركان في هدف حل الصراع الحالي عبر الخط الأزرق بالوسائل الدبلوماسية مما يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم مع ضمانات طويلة الأمد بالسلامة والأمن"، في إشارة إلى الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
ولقي حوالي 300 من مقاتلي "حزب الله"، أي أكثر من المقاتلين الذين خسرتهم الجماعة في عام 2006، وفقاً لـ"رويترز"، فيما تزعم إسرائيل إن الهجمات من لبنان تسبب في قتل 18 جندياً و10 مدنيين.
وذكر الجيش الإسرائيلي، أنه قتل أكثر من 320 من أعضاء "حزب الله"، بينهم 100 على الأقل استهدفوا، بعدما جمع عملاء ميدانيون "معلومات استخباراتية دقيقة" عنهم.