اكتساح للعمال وسقوط وزراء المحافظين.. ماذا حدث في ليلة انتخابات عاصفة ببريطانيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا الجديد بعد إلقاء أول خطاب له بعد توليه المنصب، خارج 10 داونينج ستريت في لندن، 5 يوليو 2024، بلومبرغ - Bloomberg
كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا الجديد بعد إلقاء أول خطاب له بعد توليه المنصب، خارج 10 داونينج ستريت في لندن، 5 يوليو 2024، بلومبرغ - Bloomberg
دبي-الشرق

حقق حزب العمال فوزاً تاريخياً الجمعة، في الانتخابات العامة البريطانية ليعود إلى الحكومة بعد 14 عاماً من الجلوس في مقاعد المعارضة.

وقال زعيم العمال كير ستارمر، الذي كلفه الملك تشارلز الثالث برئاسة الوزراء رسمياً، بعد لقائه في قصر باكنجهام الملكي الجمعة، "بلدنا صوت بشكل حاسم لأجل التغيير، والتجديد الوطني".

وأضاف في أول خطاب له: "نحتاج إلى معالجة نقص الثقة في السياسة والأفعال، حكومتي ستخدمكم سواءً صوتتم لحزب العمال أم لا، وخاصة إذا ما لم تصوتوا للحزب".

حجم أغلبية العمال 

حتى التاسعة من صباح الجمعة، فاز حزب العمال بـ412 مقعداً، وضمن أغلبية في مجلس العموم بـ168 مقعداً على الأقل، على الرغم من حصوله على 34% فقط من إجمالي الأصوات على المستوى الوطني، وهي أقل نسبة فوز على الإطلاق.

وتتشابه هذه النتيجة من حيث النسبة، مع الفوز بأغلبية 179 مقعداً، الذي حققه توني بلير في انتخابات عام 1997.

وتحول حزب المحافظين إلى المعارضة الرسمية بعد أن فاز بـ119 مقعداً بنسبة 24% من الأصوات، في أسوأ أداء لهم في الانتخابات العامة.  

وحصل الديمقراطيون الليبراليون الوسطيون على 71 مقعداً، متجاوزين بذلك رقمهم القياسي في العصر الحديث، والبالغ 62 مقعداً، فيما يمثل حزب إصلاح المملكة المتحدة الشعبوي 4 أعضاء برلمانيين، بينهم نايجل فاراج المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال فاراج: "خطتي هي بناء حركة وطنية جماهيرية في غضون السنوات القليلة القادمة، وآمل أن تكون هذه الحركة كبيرة بما يكفي لخوض غمار الانتخابات العامة على نحو لائق في عام 2029. 

وأضاف: "نحن قادمون من أجل حزب العمال، لا يساوركم الشك في ذلك".  

وفي أماكن أخرى، فاز حزب إصلاح المملكة المتحدة بـ3 مقاعد أخرى، كما قدم عرضاً قوياً في الشمال الشرقي، حيث أنهى السباق الانتخابي ثانياً بعد حزب العمال في العديد من المناطق.  

وخسر الحزب الوطني الاسكتلندي، وهو القوة السياسية المهيمنة في اسكتلندا منذ فترة طويلة 38 مقعداً، وفاز بـ 9 مقاعد فقط، فيما فاز حزب الخضر بـ4 مقاعد. 

أعضاء البرلمان الذين خسروا مقاعدهم 

تتضمن قائمة كبار المحافظين الذين لن يعودوا إلى البرلمان هذا الشهر رئيسة الوزراء السابقة ليز ترس، وزعيمة مجلس العموم بيني موردونت، ووزير الدفاع جرانت شابس.  

وتراجعت ترس، التي مثلت ساوث ويست نورفولك منذ عام 2010، إلى المرتبة الثانية بفارق يزيد على 600 صوت. وبعد خروجها من داونينج ستريت بعد 49 يوماً فقط في عام 2022، تُعد ترس أو رئيس وزراء سابق تُمنى بهزيمة في الانتخابات العامة خلال قرابة 90 عاماً. 

وخسرت موردونت، التي ترشحت لقيادة حزب المحافظين في عام 2022، ووُصفت بأنها المنافسة المستقبلية، محاولتها البقاء كعضوة برلمانية عن بورتسموث نورث. وحل شابس العضو البرلماني عن ويلوين هاتفيلد منذ عام 2005 ثانياً بعد منافسه العمالي.

وتتضمن القائمة أيضاً وزيرة التعليم جيليان كيجان، ووزير العدل أليكس تشالك، ووزير المواصلات مارك هاربر، ووزيرة الثقافة لوسي فريزر، والوزراء السابقين تيريز كوفي والسير جاكوب ريس موج.  

كما أخفقت بعض الشخصيات البارزة في حزب العمال، مثل أمين عام خزانة الظل جوناثان أشوورث الذي خسر أمام مستقل مؤيد لفلسطين في ليستر ساوث، فيما خسر وزير ثقافة الظل ثانجام ديبونير أمام حزب الخضر في بريستول سنترال.  

الخريطة السياسية

خسر المحافظون قطاعات واسعة من "الجدار الأزرق"، والتي كانت تمثل مناطق تصويت تقليدية لحزب المحافظين في جنوب بريطانيا لحساب الديمقراطيين الليبراليين، الذين استهدفوا بقوة هذا الجزء من البلاد خلال حملتهم التي استمرت 6 أسابيع.  

واستعاد العمال أجزاء من "الجدار الأحمر" لمقاعد الطبقة العاملة في شمال بريطانيا كانوا قد خسروها من قبل أمام المحافظين في انتخابات عام 2019.  
كما استعاد حزب ستارمر أجزاء كبيرة من اسكتلندا، حيث كان يمثل القوة السياسية الرئيسية قبل أن يتفوق عليه الحزب الوطني الاسكتلندي. 

 حجم الإقبال 

وأدلى نحو 60% من الناخبين في بريطانيا بأصواتهم في الانتخابات العامة في 2024، وفقاً للأرقام التي نشرتها وكالة أنباء "برس أسووسيشن" البريطانية.  

وتمثل هذه النسبة "انخفاض شبه قياسي"، ما يشير إلى عمق التحدي الذي يواجه ستارمر في استعادة ثقة الناخبين في النظام السياسي.  

وبلغ حجم الإقبال الشعبي على انتخابات 2019 نحو 67.3%، مقارنة بـ 68.8% في عام 2017، وفقاً لمكتبة مجلس العموم.   

وتُعد هذه أول انتخابات عامة يتعين فيها على الناخبين تقديم نموذج من بطاقة الهوية للمشاركة في التصويت، بما يتماشى مع تغيير القانون الذي أقرته الحكومة في أبريل 2022.

كوربين يفوز كمستقل 

بعد منعه من الترشح على قوائم العمال، فاز رئيس حزب العمال السابق في دائرته الانتخابية في إسلينجتون نورث كمستقل. وحصل جيريمي كوربين على 24 ألفاً و120 صوت أمام مرشح العمال برافول نارجوند الذي حصل على 16 ألف صوت فقط.

ويحتفظ كوربين بمقعده البرلماني منذ أكثر من 40 عاماً. وقد دشن رئيس العمال السابق حملات مكثفة على المستوى المحلي ليواصل الاحتفاظ به.

ولكن الطريق لم تكن معبدة تحت أقدام جميع العمال، حيث تم الإطاحة باثنين من أصحاب المقاعد الأمامية.

وفازت كارلا دينير، الزعيمة المشاركة في حزب الخضر، في بريستول سنترال، لتطيح بالعضو البرلماني البارز عن حزب العمال ثانجام ديبونير.  

ووصفت "سكاي نيوز" السباق بأنه كان "محموماً"، حيث واجه وزير الثقافة في حكومة الظل العمالية مقاومة قوية من قبل حزب الخضر في الدائرة الانتخابية الليبرالية.  

وفي أماكن أخرى، خسر أمين عام خزانة الظل جوناثان أشوورث أمام مرشح مستقل في ليستر ساوث، حيث حصل شوكت آدم على 14 ألفاً و739 صوت، بفارق 979 صوتاً فقط عن منافسه أشوورث الذي حصل على 13 ألف و760 صوتا. 

جورج جالاوي يخسر مقعده 

بعد الحملة المكثفة التي دشنها المتشددون للفوز برتشديل في الانتخابات الفرعية التي أقيمت في فبراير، لم يتمكن جورج جالاوي من الدفاع عن مقعده هذه المرة.  

وكان جالاوي، "الشخصية المثيرة للانقسام"، على حد وصف "سكاي نيوز" قد فاز بمقعده في أعقاب حملة شابها الجدل وهيمن عليها الصراع في الشرق الأوسط.

وفي ليلة الانتخابات، حل زعيم حزب العمال ثانياً، بعد أن حصل على 11 ألفاً و508 أصوات، فيما فاز بول وو العمالي بالمقعد البرلماني بعد حصوله على 13 ألفاً و47 صوتاً.    

تصنيفات

قصص قد تهمك