بدأت النائبة الجمهورية في مجلس النواب الأميركي إليز ستيفانيك، مسيرتها في واشنطن، بتبني توجه وسطيّ، قبل أن تغيّر مسارها ليزيد نفوذها وتصبح أقوى امرأة جمهورية في الكونغرس، وهو تحوّل تدين به بالكامل لدفاعها القوي عن الرئيس السابق دونالد ترمب.
وتشغل ستيفانيك عضوية الكونغرس منذ 6 سنوات، وتهدف إلى الإطاحة بالنائبة المحافظة ليز تشيني رئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب، ما يمثّل تغيراً جذرياً في مسارها ويعكس التحول الذي يعيشه الحزب بقيادة الرئيس السابق، ويكشف عن "حرباً أهلية" مبطنة يعيشها الحزب بين من يؤيد الرئيس السابق، ومن يعارضه.
وأيّد زعيم الأقلية الجمهورية كيفن مكارثي، رسمياً ستيفانيك لتحل محل ليز تشيني ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني، التي يبدو أنها ستعاقب لرفضها ما تسميه "الكذبة الكبرى" لترمب بأن تزوير الانتخابات تسبب في هزيمته أمام جو بايدن، وفقاً لتقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويبدو أن تمسك تشيني بنتائج الانتخابات صار يعتبراً خروجاً عن صف الحزب الذي يعاد تشكيله لصالح ترمب، إذ من المتوقع أن يصوت أعضاؤه لإزاحتها من منصبها الثالث في ترتيب القيادة الجمهورية خلال اجتماع مقرر الأربعاء المقبل، بحجة أن قيادة الحزب تتطلب التضامن وليس الشجب العلني المستمر للرئيس السابق.
انتخابات 2022
وخلال حملتها لتولي المنصب النافذ، تشدّد ستيفانيك خريجة جامعة هارفرد والنائبة عن إحدى مقاطعات شمال نيويورك، على وحدة الحزب وولائها غير المحدود لترمب، كما ترتكز في حملتها على عدد من المسائل المهمّة الأخرى.
وخلال حضورها الحصّة الإذاعية لستيف بانون، المساعد السابق لترمب في البيت الأبيض، الخميس الماضي، كشفت إليز ستيفانيك عن خططها لمساعدة الحزب الجمهوري بالفوز في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل، مشيرةً إلى أن رؤيتها "هي الترشح بدعم من الرئيس وناخبيه".
وأضافت: "سنخوض المنافسة كبديل عن أجندة الرئيس جو بايدن"، مؤكدةً التزمها "بأن أكون صوتاً وأن أبعث برسالة واضحة مفادها بأننا فريق واحد، وهذا يعني العمل مع الرئيس السابق ومع جميع أعضاء الكونغرس الجمهوريين".
ويعكس صعود ستيفانيك أن الترقّي في الحزب، لم يعد يتطلب الالتزام بالقيم المحافظة المالية أو السياسة الخارجية القوية، ولكن الولاء لرئيس سابق مثير للجدل لا يزال يحدّد توجّه الحزب الجمهوري.
"نجمة جمهورية جديدة"
وعملت ستيفانيك في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وفازت بأول انتخابات نيابية عام 2014 عن عمر يناهز 30 عاماً، لتصبح أصغر امرأة في الكونغرس في ذلك الوقت.
وصوتت عام 2017 ضد التخفيضات الضريبية المثيرة للجدل التي فرضها ترمب، وأثار دعمها عام 2019 لتشريع يحظر التمييز على أساس التوجه الجنسي، غضب بعض المحافظين.
وبرزت ستيفانيك على الصعيد الوطني أواخر عام 2019 عندما دافعت بشدة عن ترمب خلال أولى جلسات استماع محاكمة عزله، ما جعل الرئيس السابق ينتبه إليها ويسلّط الضوء عليها، ويصفها بأنها "نجمة جمهورية جديدة".
وعلى الرغم من بذل الديمقراطيين جهوداً كبيرة لإسقاطها، إلا أنها فازت بسهولة وأعيد انتخابها في نوفمبر 2020.
وبعد أسابيع، صار ولاؤها لترمب مطلقاً بإعلانها في يناير الماضي، أنها ستعارض قرار الهيئات الانتخابية في بعض الولايات المتأرجحة التي صوتت لصالح بايدن.
ومع إظهار ستيفانيك تأييدها الكامل لترمب، أثارت منظمات محافظة، مخاوف بشأن سجلها في التصويت، إذ قال "نادي النمو" الذي يعارض ترشيح ستيفانيك للمنصب إنها "ليبرالية"، ويظهر سجل تصويتها أنها التزمت بنسبة 35% فقط بالمبادئ الجمهورية، وهو "رابع أسوأ تقييم لنواب الحزب الجمهوري".
وأضاف "نادي النمو"، أنه "يجب على الجمهوريين في مجلس النواب إيجاد شخص محافظ للقيادة واستعادة أغلبية مجلس النواب".