يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن تحديين صعبين يتمثلان في الحفاظ على التحالفات العالمية خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وعقد اجتماعات وإلقاء خطابات محلية على مدى 3 أيام قبل التحدث في مؤتمر صحافي الخميس المقبل، مايزيد من احتمالية تعرضه لـ"الإرهاق" حسبما ذكرت شبكة NBC الإخبارية.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن "قمة الناتو من المفترض أن تكون لقاءً ودياً لبايدن، الذي يحاول تجنب دعوات زملائه الديمقراطيين للانسحاب من السباق الرئاسي بعد ظهوره بأداء ضعيف في مناظرته الأخيرة مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب".
وأوضحت أن بايدن لن يعاني مشقة السفر إلى الخارج، والعمل لساعات متأخرة، والتي اعتبرها سبباً في إصابته بالإرهاق قبل المناظرة، وذلك لكون القمة تُعقد في واشنطن.
وذكر ويليام بيل كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أن "بايدن سيشارك في أول حدث دولي كبير منذ المناظرة".
واعتبرت NBC أن بايدن "استثمر قدراً كبيراً من رأس المال السياسي في مساعدة أوكرانيا على صد الغزو الروسي"، وأن قمة "الناتو" ستُظهر إلى أي مدى لا يزال التحالف المؤيد لأوكرانيا الذي ساعد في تشكيله "متماسكاً".
تعزيز آلة الحرب الأوكرانية
وأبلغ مسؤولون في البيت الأبيض الشبكة الإخبارية الأميركية قبل اجتماع الدول الأعضاء في "الناتو"، أن بايدن ونظرائه في حلف "الناتو"، سيطرحون سلسلة من الإجراءات، لتعزيز آلة الحرب الأوكرانية.
وتوقع المسؤولون أن يعلن قادة "الناتو" عن تقديم "أنظمة دفاع جوي جديدة من شأنها أن تساعد أوكرانيا على إسقاط الصواريخ، والطائرات المُسيرة الروسية"، واستعراض التقدم المُحرز بشأن قبول أوكرانيا في الحلف.
وتوقع مسؤول كبير في البيت الأبيض في مقابلة مع NBC، أن تتمخض عن هذه القمة، والتي تتزامن مع الذكرى الـ75 لتأسيس "الناتو"، إنجازات وقرارات بشأن دعم الحلف لأوكرانيا، مبيناً أنه "سيكون هناك نوع من استعراض القوة لإثبات أن الدعم لا يزال قوياً للغاية".
ومن المقرر أن يستقبل بايدن نظرائه في "الناتو"، الثلاثاء، في قاعة "أندرو دبليو ميلون" التي شهدت توقيع اتفاقية الحلف في 4 أبريل 1949. وفي الليلة التالية، سيقيم بايدن حفل عشاء لقادة الحلف في البيت الأبيض.
اعتماد "الناتو" على واشنطن
وأوضحت NBC، أن "الناتو" يعتمد اعتماداً كبيراً على التمويل والقيادة والدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة، لكن هذه العوامل بدت معرضة للخطر خلال فترة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والذي انتقد العديد من الحلفاء الأوروبيين لعدم التزامهم بتخصيص 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي للدفاع.
وفي فبراير الماضي، ذكر ترمب أن روسيا بإمكانها أن "تفعل ما تشاء" بالدول التي لم تنفق ما يكفي على الدفاع، ما يثير احتمالية أن يتجاهل "المادة الخامسة من معاهدة الحلف إذا تم انتخابه".
وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ للشبكة: "لا شك في أن الناتو سيتعرض لخطر شديد، نظراً لاستخفاف ترمب المُعلن بقيمة الناتو، والأمر نفسه ينطبق على أوكرانيا".
وقال بلومنثال إن بايدن بدأ في مراجعة مسودات الخطاب الذي سيلقيه في المؤتمر. وإحدى الرسائل التي يُتوقع أن يقدمها هي أن أعضاء الناتو قد زادوا الإنفاق العسكري في عهده، ما يقوض وصف ترمب لبعض الحلفاء الأوروبيين على أنهم مستغلين.
وأفادت إدارة بايدن بأن عدد الدول التي حققت عتبة الإنفاق الدفاعي البالغة 2%، ارتفع إلى 22 دولة في عهدها، مقابل 9 دول فقط في يناير 2021، عندما ترك ترمب منصبه.
ومن المقرر أن يحضر رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، قمة "الناتو" بعد أيام قليلة من الفوز الساحق الذي حققه حزب العمال على المحافظين في الانتخابات العامة.