كثّف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، الثلاثاء، هجماته ضد نائبة الرئيس كامالا هاريس، خلال تجمع حاشد بالقرب من ميامي، في وقت يحتدم فيه الصراع داخل الحزب الديمقراطي بشأن ما إذا كان يجب أن يواصل جو بايدن السباق الرئاسي من عدمه.
وخلال حديثه في نادي الجولف المملوك له في مدينة دورال، بولاية فلوريدا، التزم ترمب الصمت حيال اختياره لنائب الرئيس المحتمل، رغم أن اسم عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو، الذي كان حاضراً في الحدث، ذكر مرات عدة.
وسيسافر الرئيس السابق، السبت، إلى بنسلفانيا لحضور تجمع حاشد بعد الظهر في بوتلر، حيث سينصب التركيز على أي إشارة أو إعلان بشأن مَن سيختاره لمنصب نائب الرئيس.
ويُنظر إلى روبيو، والسيناتور جيه دي فانس، وحاكم ولاية نورث داكوتا دوج بيرجوم، باعتبارهم المنافسين الرئيسيين للانضمام إلى ترمب على قائمة الترشيح الجمهورية.
وتحدّث ترمب عن روبيو بالاسم، قائلاً: "أعتقد أنهم ربما يعتقدون أنني سأعلن أن ماركو سيكون نائب الرئيس، لأن هذا الأمر يحظى بتغطية إعلامية كبيرة".
وقال ترمب هذا الأسبوع إنه من المرجح أن يتخذ قراراً قبيل أو خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الذي تبدأ فعالياته في 15 يوليو الجاري.
"اختيار هاريس قرار رائع"
ورغم اعتلائه المنصة متأخراً بنحو ساعة، لم يتوقف ترمب في انتقاد بايدن، بسبب أدائه في المناظرة الرئاسية التي أجريت يونيو الماضي، والتي أثارت الشكوك بشأن قدراته الذهنية وأهليته لمنصب الرئيس، وأججت دعوات بعض الديمقراطيين لتنحيه عن السباق الرئاسي، لكن بايدن يصر على أن الأمر ليس سوى ليلة سيئة وأنه لن ينسحب من السباق.
وبلهجة ساخرة وصف ترمب اختيار بايدن لهاريس، أول امرأة من أصول إفريقية تشغل منصب نائب الرئيس، بأنه "قرار رائع"، معتبراً أنها غير كفؤة إلى حد أن الديمقراطيين مترددين حيال استبدال بايدن بها على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين لمنصب الرئاسة.
واتهم ترمب هاريس، وهي عضوة مجلس الشيوخ والمدعية العامة السابقة لولاية كاليفورنيا، بالعمل مع ديمقراطيين آخرين لـ"التغطية على مشكلات السلامة العقلية التي يعاني منها بايدن". وأضاف أن سجل هاريس "سيضر بحظوظها الانتخابية".
وقال ترمب: "لا أعتقد أن اشتراكية كاليفورنيا التي اعتنقتها هاريس ستحظى بقبول واسع لدى الأميركيين في دورال أو في ميامي أو في فلوريدا، لأننا في فلوريدا لا نحب الاشتراكية، وإنما نريد حريتنا".
ترمب يتحدى بايدن في الجولف
وتحدى ترمب بايدن في مباراة للجولف، قائلاً إنها يجب أن تكون "رجلاً لرجل، بلا منظمين وبلا قيود"، على 18 حفرة في الجولف، في إشارة إلى الجدل الذي خاضاه خلال المناظرة بشأن من له أفضل أداء في هذه الرياضة.
وقال ترمب: "سيكون هذا التحدي ضمن أكثر الفعاليات الرياضية مشاهدة في التاريخ، ربما أكثر من كأس رايدر أو بطولة الماسترز"، مضيفاً أنه "سيوجه لبايدن 20 ضربة".
ورغم أنه وصف المحاكمات التي يواجهها بأنها "مدفوعة سياسياً"، إلا أن ترمب قال إنه يقدر بشدة "الشجاعة التي أبداها القضاة المحافظون الذين حكموا لصالحه"، مضيفاً: "إنهم يمتلكون عقلية عظيمة ورؤية ثاقبة وبصيرة فائقة".
في المقابل، اتهمت حملة بايدن الرئيس السابق بالكذب بشأن هاريس، وقالت إنه يحاول صرف الانتباه المتزايد عن مشروع 2025، وهو عبارة عن حزمة خطط مثيرة للجدل وضعتها مجموعة محافظة لإعادة تشكيل الرئاسة حال فوز ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.
وقال متحدث باسم حملة بايدن، إن "تصريحات ترمب الغريبة والمضطربة لن تمنع نائبة الرئيس هاريس من الدفاع عن سجل بايدن، والنظر في سجل ترمب المتطرف".
ورفضت حملة بايدن تحدي الجولف، ووصفته بأنه "خدعة"، مضيفة أن بايدن مشغول بقضايا الحكم، فيما علّق الناطق باسم الحملة جيمس سينجر: "كنا نتحدى دونالد ترمب أن يقف في وجه فلاديمير بوتين، ولكنه ركع له".