اكتسب دعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا زخماً خلال قمة الناتو، التي تحتضنها واشنطن حتى الخميس، بعد إعلان حزمة مساعدات عسكرية، وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بتقديم الأسلحة المطلوبة لكييف لمواجهة الهجمات الروسية، ولكن الهدف الأساسي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالانضمام إلى الحلف، لن يشهد تقدماً ملموساً.
وقال الرئيس الأميركي، في مستهل قمة الناتو التي انطلقت الثلاثاء، إن تقديم أنظمة دفاع جوي من ألمانيا وإيطاليا ورومانيا وهولندا والولايات المتحدة لأوكرانيا، يمثل "عنصراً واحداً من حملة الناتو المستمرة لمساعدة كييف، على صد هجوم خصم أكبر بكثير وأفضل تسليحاً".
وأضاف بايدن: "لا يحدوكم الشك، روسيا تفشل، الحرب ستنتهي بأوكرانيا دولة حرة ومستقلة".
ورغم الإعلان عن منظومات الدفاع الجوي، والتعهد بدعم متواصل لأوكرانيا، إلا أن البيان الختامي للقمة لا ينتظر أن يعرض مساراً واضحاً بجدول زمني لعضوية كييف بالحلف.
لا خيارات مجانية
ووصف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج الرهانات في أوكرانيا قائلاً إن أعداء الديمقراطية سيستفيدون إذا لم تف الدول الغربية بوعدها بدعم كييف.
وقال: "لا توجد خيارات مجانية للتعامل مع جار عدائي مثل روسيا، لا توجد خيارات خالية من المخاطر في حرب"، مضيفاً: "تذكروا أن أكبر كلفة، وأكبر خطر هو فوز روسيا في أوكرانيا".
وينتظر أن يوافق زعماء الناتو على انتقال عناصر إدارة مجهود تسليم وتدريب أوكرانيا وإجراءات أخرى يصفها مسؤولون بأنها تمهد لانضمام أوكرانيا المستقبلي إلى الحلف، من الولايات المتحدة إلى الناتو.
ولا تزال الإجراءات الأكثر مباشرة لدخول أوكرانيا إلى الحلف، مثل وضع إطار زمني للعضوية، أمراً مختلفاً عليه بين أعضاء الناتو، إذ يخشى بعضهم انضمام عضو منغمس في نزاع مع قوى عظمي نووية.
مسار لا رجعة فيه لعضوية الناتو
وحتى مساء الثلاثاء، كان المسؤولون في الحلف يسارعون لإنهاء البيان الختامي للقمة، وتعرض المسودة الأخيرة للبيان على أوكرانيا مساراً لا رجعة في تجاه عضوية الناتو، ولكنه يتضمن لغة مكثفة بشأن حاجة أوكرانيا إلى تغييرات لمكافحة الفسام والحوكمة الجيدة قبل انضمامها.
وقال 12 مسؤولاً لصحيفة "واشنطن بوست"، إن النقاشات لا تزال جارية.
وهذه اللغة هي نتاج اتفاق بين أندريه يرماك، كبير موظفي الرئيس الأوكراني، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، والذي يعكس تحفظات بايدن المستمرة إزاء مسار دخول أوكرانيا إلى الناتو.
وأدخل أعضاء الناتو الذين يريدون مساراً أسرع لعضوية أوكرانيا في الناتو كلمة "لا رجعة فيه"، على لغة البيان ليعكس أن كييف باتت أقرب إلى الحلف منذ قمة العام الماضي، في فيلنيوس، والتي اعتبرها البعض رمزية أكثر منها ذات مغزى.
استخدام أسلحة أميركية في عمق روسيا
وفي خطاب بمعهد رونالد ريجان مساء الثلاثاء، قال زيلينسكي إن بلاده ممتنة للدفاعات الجوية الجديدة التي تعهد بها الحلفاء، ولكنه ركز كلمته على حض الولايات المتحدة على السماح لبلاده باستخدام الأسلحة الهجومية التي منحتها واشنطن لبلاده لضرب عمق روسيا، وهو الأمر الذي يعارضه بايدن ويرى فيه استفزازاً محتملاً لروسيا، يمكن أن يجر الولايات المتحدة إلى الحرب.
وقال زيلينسكي إن القمة تحدث في ظل الانتخابات الأميركية المقبلة، مقترحاً أن هذا هو السبب وراء تردد بايدن.
وأضاف: "حان الوقت للخروج من الظلال والعمل وليس الانتظار حتى نوفمبر، أو أي شهر آخر للدفاع عن الديمقراطية ضد بوتين".
وتابع: "متى يمكننا تدمير المقاتلات العسكرية الروسية في قواعدها؟ نحن ننتظر اتخاذ هذه الخطوات، لنضرب المقاتلات على الأرض بصواريخ مماثلة لتلك التي تضرب مستشفيات الأطفال.
وتجنب زيلينسكي إجابة عن السؤال عمن يفضله بوتين ليكون الرئيس المقبل لأميركا بايدن أم ترمب. وقال زيلينسكي: "بايدن وترمب مختلفان للغاية، ولكنهما يدعمان الديمقراطية، لذلك أعتقد أن بوتين سيكره كلاهما".
وفيما ينتظر أن يعلن زعماء التحالف عن خطوات أخرى لتدريب وتسليح أوكرانيا خلال قمة هذا الأسبوع، إلا أن الحزمة المتواضعة المتوقعة، تبرز أسئلة عما إذا كان حلفاء كييف الغربيين يمكنهم مساعدتها في الانتصار في الحرب.
ويسعى زعماء التحالف الـ32 إلى إعادة توجيه التركيز بعيداً عن الآفاق القاتمة لوضع أوكرانيا في ساحة المعركة، بالتركيز على مواصلة الدعم لكييف.