أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، أن روسيا ستعمل على تطوير رد عسكري، بعد إعلان الولايات المتحدة عزمها نشر صواريخ بعيدة المدى عام 2026 في ألمانيا.
وقال نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف، في تصريحات أوردتها وكالة "ريا نوفوستي": "طبيعة ردة فعلنا سيتم تحديدها بطريقة هادئة ومهنية، ولا شك أن الجيش الروسي سيتعامل مع الأمر بالفعل"، واصفاً الخطوة الأميركية بأنها "جزء من سلسلة تصعيد في المنطقة".
وأردف ريابكوف: "لقد بدا أن هذه الصواريخ ستكون نسخاً أرضية من صاروخيْ توماهوك وSM-6. سنطور رداً عسكرياً على هذا التهديد الجديد بكل هدوء، وبعيداً عن العواطف والانفعالات".
وشدد نائب الوزير على أن موسكو "كانت على حق، عندما أعلنت قبل بضع سنوات أن الولايات المتحدة تستعد لتكييف هذه الأنظمة للنشر البري"، لافتاً إلى أن "الأميركيين أنكروا كل ذلك، وهو أمر ليس مستغرباً، لأن الأكاذيب ومحاولات تضليل خصومهم والمجتمع الدولي كانت دائما جزءاً لا يتجزأ من سلوكهم على الساحة الدولية وفي أوروبا تحديداً".
يأتي ذلك، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" وألمانيا، في بيان مشترك إنهما ستبدآن في عام 2026 في نشر أنظمة هجومية بعيدة المدى في ألمانيا، والتي ستتجاوز بشكل كبير تلك الموجودة بالفعل في ألمانيا.
الانسحاب الأميركي من الاتفاق
وقالت واشنطن وبرلين، إنهما ستبدآن في نشر الأسلحة، لإظهار التزامهما تجاه الدفاع في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأوروبا.
وفي تفاصيل البيان، ستشمل المنظومة البعيدة المدى "صواريخ SM-6 وتوماهوك وأسلحة تطويرية تفوق سرعتها سرعة الصوت"، إذ يتماشى هذا الإعلان مع خطط الجيش لملء وحداته الخمس في جميع أنحاء العالم.
وتم حظر الصواريخ الأرضية التي يزيد مداها عن 500 كيلومتر حتى عام 2019، بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى التي وقعها رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف والرئيس الأميركي السابق رونالد ريجان في عام 1987.
وكانت هذه المرة الأولى التي تتفق فيها القوتان العظميان على خفض ترسانتيهما النوويتين والقضاء على فئة كاملة من الأسلحة، وانسجاماً مع الدول الموقعة، قامت ألمانيا والمجر وبولندا والتشيك بتدمير صواريخها في التسعينيات، وتبعتها سلوفاكيا وبلغاريا في وقت لاحق.
وانسحبت الولايات المتحدة، من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى في عام 2019، قائلة إن موسكو "تنتهك الاتفاقية"، مستشهدة بتطوير روسيا لصاروخ كروز 9M729 الذي يُطلق من الأرض، والمعروف في الناتو باسم SSC-8، لكن الكرملين نفى مراراً هذا الاتهام.
وفي نهاية يونيو الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "يتعين على موسكو استئناف إنتاج الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ذات القدرة النووية، بعد أن جلبت الولايات المتحدة صواريخ مماثلة إلى أوروبا وآسيا".
وأضاف أن روسيا تعهدت بعدم نشر مثل هذه الصواريخ، لكن الولايات المتحدة استأنفت إنتاجها وأحضرتها إلى الدنمارك والفلبين، لإجراء تدريبات.