"يجب أن يشملنا جميعاً".. جالانت يطالب بتحقيق رسمي في إخفاقات "7 أكتوبر"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب. 28 أكتوبر 2023 - Reuters
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب. 28 أكتوبر 2023 - Reuters
القدس-رويترز

دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الخميس، إلى إجراء تحقيق رسمي في الإخفاقات الإسرائيلية خلال هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة "حماس"، لافتاً إلى أن التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

جاءت هذه التصريحات خلال حفل تخريج ضباط جدد في الجيش الإسرائيلي، حضره نتنياهو أيضاً الذي يقود ائتلافاً حكومياً يعصف به الخلاف، وقال جالانت إن التحقيق الرسمي "لا بد أن يكون موضوعياً، ويتعين أن يشملنا جميعاً، من يتخذون القرارات ومن ينفذونها، أي الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية".

وأضاف: "لا بد أن يشملني التحقيق بصفتي وزيراً للدفاع، ولا بد أن يشمل رئيس الوزراء"، أمام الحشد الذي أخذ يهتف.

ورفض بنيامين نتنياهو، دعوات سابقة إلى فتح تحقيق في هجوم 7 أكتوبر، الذي باغت مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية، وأشعل الحرب في غزة، معتبراً أن التحقيقات فيما حدث يجب أن تُنفذ بعد انتهاء الحرب.

ويمكن للحكومة فقط اتخاذ قرار بتشكيل لجنة تحقيقات رسمية تتمتع باختصاص واسع ولنتائجها أهمية ووزن، ويختار رئيس قضاة المحكمة العليا أفراد اللجنة.

خلافات سابقة

وسبق أن اختلف جالانت مع نتنياهو وشهدت العلاقة بينهما توتراً حول قضايا عديدة.

وبعد مظاهرات العام الماضي التي عمّت إسرائيل لأشهر، احتجاجاً على خطط حكومية لتقييد سلطات المحكمة العليا، قال جالانت إنه يجب التخلي عن مشروع القانون المقترح، محذراً من أن الاضطرابات العامة قد تُقوض الأمن الوطني.

وأقال نتنياهو جالانت على الفور، مما دفع عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الخروج للشوارع دعماً لجالانت، ما دفع نتنياهو إلى الإذعان في نهاية المطاف للمطالب، وترك جالانت في منصبه.

وتُعد استراتيجية الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة من أبرز المسائل التي يختلفان حولها، ما دفع بعض أعضاء حزب "الليكود" الذي ينتمي إليه الاثنان إلى الدعوة لفصل جالانت من منصبه.

فيما اتهم نتنياهو، الخميس، حركة "حماس"، بتقديم مطالب في محادثات وقف إطلاق النار بقطاع غزة تتعارض مع إطار المقترح الذي توسطت في واشنطن.

وبالتزامن مع ذلك، يقبع سكان مدينة غزة تحت الحصار في منازلهم، بينما تتناثر الجثث في الشوارع وسط هجوم إسرائيلي مكثف جديد تقول "حماس" إنه قد يقوض جهود التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.

نتنياهو: ملتزم بإطار وقف إطلاق النار

وفي محادثات تجري في مصر وقطر، تسعى واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب التي دخلت شهرها العاشر.

وقال نتنياهو "أنا ملتزم بإطار وقف إطلاق النار، لكن حماس تتمسك بمطالب تتعارض مع الإطار وتعرض إسرائيل للخطر".

ولم يحدد نتنياهو تلك المطالب.

"إسرائيل تماطل"

وفي العاصمة الأميركية واشنطن، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إنه يتعين الانتهاء من تفاصيل عديدة للتوصل إلى اتفاق.

وأضاف في حديثه للصحافيين "أمامنا شوط نقطعه حتى نقترب (من التوصل إلى اتفاق). لا أريد أن أقول إن الأمر وشيك، لكنه لن يكون بعيداً إذا انخرط الجميع في المحادثات بإرادة تهدف إلى التوصل لاتفاق".

بدورها، أشارت حماس في بيان إلى أن الوسطاء لم يبلغوها بعد بآخر المستجدات في المحادثات منذ أن قدمت تنازلات الأسبوع الماضي، رداً على عرض سلام إسرائيلي مدعوم من الولايات المتحدة.

السكان يرفضون الرحيل

ويؤكد سكان قطاع غزة أن هجوم هذا الأسبوع يُضاهي أعنف معركة في الحرب، وكانت الهجمات الإسرائيلية تسببت في تدمير أقدم وأكبر تجمع سكني في القطاع خلال الأسابيع الأولى من القتال العام الماضي.

وضمت مدينة غزة أكثر من ربع سكان القطاع قبل الحرب، حيث تعرضت إلى حد بعيد للدمار في أواخر 2023، لكن مئات الآلاف من الفلسطينيين عادوا إلى أطلال منازلهم وسط الدمار والأنقاض، لكن الجيش الإسرائيلي يأمرهم الآن بإخلاء المنطقة من جديد، في وقت يرفض الكثيرون منهم الرحيل.

ورغم إصدار الجيش أوامر الأربعاء، لسكان مدينة غزة، باستخدام ممرين "آمنين" للتوجه إلى جنوبي القطاع، إلا أن العديد من السكان رفضوا الانصياع لتلك الأوامر. ونشر بعضهم وسماً على وسائل التواصل الاجتماعي يرفض المغادرة (لن نرحل#).

ورداً على طلب "رويترز" للتعليق على عملياته في مدينة غزة، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعمل على تفكيك قدرات "حماس"، وإنه "يتلزم بالقانون الدولي ويتخذ الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالمدنيين".

وأضاف أن الأمر نفسه لا ينطبق على "حماس".

وزارة الصحة في قطاع غزة، ذكرت أن لديها تقارير عن سكان محاصرين وعالقين، وآخرين لقوا مصرعهم داخل منازلهم في حي تل الهوا، وحي الصبرة، في مدينة غزة، من دون أن يتمكن مسعفون من الوصول إليهم.

ويقول الدفاع المدني إن تقديراته تُشير إلى سقوط 30 على الأقل في تل الهوا والرمال، مشيراً إلى أن فرقه غير قادرة على انتشال الجثث من الشوارع هناك.

وفي الشجاعية شرقي مدينة غزة، عاد سكان سيراً على الأقدام إلى الحي الذي بات مدمراً بعد انسحاب القوات الإسرائيلية التي نفذت عمليات فيه على مدى أسبوعين.

وسوّت الجرافات الإسرائيلية المقبرة الأساسية للحي بالأرض. ونقل سكان إمدادات على دراجات عبر الممرات المليئة بالأنقاض، ومروا قرب البقايا المتفحمة لمدرعات إسرائيلية تعرضت للاحتراق والتفجير.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر، أزهقت أرواح أكثر من 38 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.

تصنيفات

قصص قد تهمك