حرب السودان.. محادثات "غير مباشرة" بين الجيش والدعم السريع في جنيف

time reading iconدقائق القراءة - 4
جندي سوداني يتجول بين مباني متضررة في مدينة أم درمان وسط استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 7 أبريل 2024 - Reuters
جندي سوداني يتجول بين مباني متضررة في مدينة أم درمان وسط استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 7 أبريل 2024 - Reuters
جنيف-رويترز

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، وصول طرفي الحرب في السودان إلى جنيف للمشاركة في محادثات "غير مباشرة" تقودها المنظمة الدولية لوقف إطلاق النار، لافتةً إلى أنه في بداية المناقشات لم يحضر سوى طرف واحد -لم تسمه-، وذلك في وقت جدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان تأكيده أن "لا تفاوض مع قوات الدعم السريع إلا بعد انسحابها من كافة المناطق المدنية".

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المحادثات في جنيف جاءت بناء على دعوة من المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، فيما أشارت متحدثة باسم المنظمة الأممية في جنيف إلى أن الأطراف ستتفاوض عبر لعمامرة بدلاً من الاجتماع وجهاً لوجه.

وأضاف دوجاريك في تصريحات من نيويورك: "للأسف لم يحضر أحد الوفدين الجلسة التي كانت مقررة اليوم (الخميس). واجتمع (لعمامرة) وفريقه في وقت لاحق مع الوفد الآخر كما كان مزمعاً، حيث دعا الجانبين لمواصلة المحادثات الجمعة".

ولم يفصح المتحدث باسم الأمم المتحدة عن الطرف الذي لم يحضر المحادثات، بينما قال متحدث آخر إن الوفدين في جنيف يضمان ممثلين كباراً لزعماء الطرفين.

وتابع دوجاريك: "نحث الوفود السودانية على الارتقاء إلى مستوى التحدي، والانخراط في مناقشات بناءة مع (لعمامرة) من أجل الشعب السوداني".

وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة أن مناقشات لعمامرة "تسعى إلى تحديد سبل تعزيز المساعدات الإنسانية، وإجراءات حماية المدنيين من خلال وقف إطلاق نار محتمل في مناطق، بناء على طلب مجلس الأمن".

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، الخميس، إنه لا يوجد حل عسكري لهذه الحرب.

وأضافت، في تصريحات لـBBC World: "نشهد الأثر المدمر لهذه الحرب بين جنرالين لا يهتمان بالمدنيين.. لا يوجد حل عسكري لهذه الحرب. يتعين أن يكون الحل سياسياً. ويتعين التوصل إليه على طاولة المفاوضات".

واندلعت حرب السودان في 15 أبريل العام الماضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد خلافات حول دمج قوات الدعم السريع شبه العسكرية في الجيش ضمن عملية انتقالية نحو انتخابات حرة.

وأثار الصراع المسلح موجات عنف بدوافع عرقية. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف عدد سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق، فيما فر نحو 10 ملايين من منازلهم.

البرهان: لا مفاوضات قبل القصاص

وفي خطاب ألقاه الخميس، رفض قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان المفاوضات ما لم تنسحب قوات الدعم السريع من البنية التحتية المدنية والمنازل.

وقال، في مقطع مصور نشره مجلس السيادة: "كل ضرر أصاب السودانيين يجب أن نقتص من الفاعل، يجب أن نأخذ لهم حقهم كاملاً.. ولا تسمعوا مفاوضات في سويسرا، ولا مفاوضات في أي مكان، نحن مفاوضاتنا واحدة".

والمحادثات في جنيف، هي الأحدث في سلسلة من محاولات الوساطة من جانب دول وكيانات مختلفة، لم يفلح أي منها في تحقيق وقف دائم للقتال.

وفي وقت سابق الأربعاء، بدأت محادثات يقودها الاتحاد الإفريقي بين الفصائل السياسية السودانية، رغم غياب أكبر تحالف مدني مناهض للحرب، الذي يحتج على ما قال إنه حضور لحلفاء للرئيس السابق عمر البشير.

واستضافت مدينة جدة محادثات برعاية سعودية أميركية العام الماضي، توصل من خلالها طرفا الصراع في السودان لاتفاق يقضي بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإعلان أكثر من هدنة، إلا أن حدوث خروقات للهدنة دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق مفاوضات جدة في ديسمبر الماضي.

في سياق متصل، واصلت قوات الدعم السريع، الخميس، محاولتها السيطرة على ولاية سنار، في إطار مساعيها لبسط نفوذها بوسط وغرب البلاد، مما أدى إلى نزوح أكثر من 200 ألف شخص، وفقاً لوكالة الأنباء السودانية "سونا".

تصنيفات

قصص قد تهمك