اجتماع عاصف لفريق بايدن مع الديمقراطيين بمجلس الشيوخ

أعضاء الشيوخ يحتدون على مسؤولي حملة الرئيس وسط مخاوف من خسارة الأغلبية

time reading iconدقائق القراءة - 7
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر والعضو عن ولاية بنسلفانيا جون فيترمان بعد اجتماع في الكابيتول. 18 أبريل 2023 - AFP
زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر والعضو عن ولاية بنسلفانيا جون فيترمان بعد اجتماع في الكابيتول. 18 أبريل 2023 - AFP
دبي -الشرق

أمضى كبار مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن ساعتين في اجتماع مع أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين الخميس، في محاولة لتهدئة المخاوف المحيطة بقدرة الرئيس على الترشح لفترة ثانية، وسط قلق بشأن صحته الذهنية وزلاته المتكررة، إلا أنه فشل فيما يبدو في تحريك دفة الأمور وإقناع كبار الديمقراطيين بقدرة بايدن على الفوز بانتخابات نوفمبر.

وبقي أغلب أعضاء المجلس ممن شاركوا في الاجتماع صامتين بشأن نتائج اللقاء وقال بعضهم إنه تم الاتفاق على عدم قول أي شيء باعتبار أن ما جرى هو "مناقشة خاصة"، وفق "وول ستريت جورنال".

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع موقع بايدن في السباق، وبدأ يسود الاعتقاد لدى الديمقراطيين بأن بايدن لا يمكنه الفوز بالسباق، وأن تأثير ذلك قد يمتد إلى السباقات الانتخابية في الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ، وهو ما قد يمنح الجمهوريين سيطرة كاملة على الأفرع التنفيذية والتشريعية للحكومة الأميركية.

وقدم مستشارو بايدن مايك دونيلون وستيف ريتشيتي ومدير حملته جين أومالي ديلون الاستطلاعات والأرقام التي جمعها فريقهم والتي تحدد مسار بايدن للفوز في نوفمبر، والذي أصروا على أنه لا يزال ممكناً، وفق ما ذكر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لشبكة NBC NEWS.

وترقبت الأوساط السياسية في واشنطن مساء الخميس، المؤتمر الصحافي لبايدن في ختام قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في أول مؤتمر صحافي له منذ المناظرة الكارثية مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب، في 27 يونيو، والتي أثارت المخاوف بشأن مستقبله.

وجدد بايدن في المؤتمر الصحافي تأكيده أنه باق في السباق، رغم الدعوات من داخل حزبه لانسحابه، مؤكداً أنه "لن ينسحب من السباق الرئاسي وسيخوض الانتخابات وسينتصر".

نقاش محتد

وكان النقاش بشأن هذا الجزء الأكثر احتداماً وسخونة في الاجتماع وفق مصدرين مطلعين على المناقشات ممن قالوا إن أعضاء مجلس الشيوخ وجهوا لفريق بايدن أسئلة صعبة وضغطوا عليهم مرات عدة بشأن مستقبل بايدن إثر الأداء المخيب للآمال في مناظرته مع ترمب في 27 يونيو الماضي.

وقال ديمقراطيون إن الاجتماع كان مفيداً، ولكنه لم يكن كافياً لتغيير دفة الأمور، فيما أفاد "أكسيوس" بأن أعضاء المجلس احتدوا على فريق بايدن في بعض الأحيان، معربين عن إحباطهم من أي مسؤولي الحملة لم يفعلوا ما وعدوا به، وهو تنظيم فعاليات علنية لبايدن، وتحريك دفة الأمور.

ورفض أعضاء مجلس الشيوخ فكرة أن مشكلة بايدن هي مع "النخب"، مشيرين إلى المخاوف التي سمعوها من ناخبيهم، فيما دافع بعض الأعضاء عن بايدن بشدة وقال إن الحزب يجب أن يقف وراءه. 

وقال مصدر إن أعضاء حملة بايدن شعروا بأنهم وضعوا في موقف صعب، بعد اضطرارهم للدفاع عن الرئيس من مخاوف بشأن عمره وصحته.

وبعد عدم اقتناعه بأرقام الاستطلاعات المقدمة إليه، قال السيناتور ريتشارد بلومنثال عن ولاية كونيتيكيت: "بصفته المرشح الديمقراطي، فإنه يحظى بدعمي، ولكن لدي مخاوف، لأنني أحتاج المزيد من البيانات والتحليلات الي تظهر مساراً إلى النصر في نوفمبر".

السيناتور عن فيرمونت بيتر ويلش والذي أصبح السيناتور الديمقراطي الأول والوحيد الذي يدعو بايدن إلى الخروج من السباق الرئاسي، قال إنه يقدر عزم فريق بايدن الانخراط مع أعضاء المجلس والإجابة عن أسئلتهم، ولكنه حسم رأيه بشأن الرئيس.

وقال: "لم أغير رأيي".

وقبل يوم من هذا الاجتماع، كتب ويلش مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" قال فيه إن موقف بايدن لم يعد جيداً، وأن الحزب لديه الكثير من المرشحين الجاهزين والقادرين على هزيمة ترمب.

ورغم كون ويلش الوحيد الذي دعا إلى خروج بايدن من السباق، إلا أنه ليس السيناتور الوحيد الذي أعرب عن اعتقاده بأن بايدن لن يفوز في انتخابات نوفمبر، إذ سبقه السيناتور المرموق مايكل بينيت.

رهانات عالية في مجلس الشيوخ

وترتفع الرهانات للأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إذ أن الحزب يتحكم في غالبة ضئيلة بـ51 مقعداً مقابل 49 للجمهوريين، وبات في حكم المؤكد فقدانهم لمقعد ويست فيرجينيا، وللحفاظ على أغلبيتهم يجب أن يدافعوا عن مقاعد في ولايات جمهورية مثل مونتانا وأوهايو، وكذلك ولايات متأرجحة مثل بنسلفانيا  وميشيجان وويسكونسن، وأريزونا ونيفادا.

والمقاعد الجمهورية الوحيدة المرجح أن يقلبوها لصالحهم تجد في ولايات حمراء (يسيطر عليها الحزب الجمهوري)، مثل فلوريدا وتكساس.

وبالإضافة إلى عرض خطتهم للفوز بانتخابات نوفمبر، كان يهدف فريق بايدن من الاجتماع إلى إقناع السيناتورز بأن الديمقراطيين يجب أن يتوحدوا سريعاً قبل مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع المقبل، والتركيز على ترمب و"التشدد الجمهوري"، وفق ما ذكر مستشار رفيع المستوى لبايدن.

وقبل فترة وجيزة من الاجتماع، شارك فريق بايدن مذكرة بعنوان "الطريق إلى الأمام"، يعترف فيه بالتوتر المتزايد في أوساط الديمقراطيين بعد المناظرة مع ترمب، وقالت المذكرة: "بياناتنا الداخلية تظهر الأمر نفسه: هذا سباق انتخابي ضمن هامش الخطأ في الولايات المتأرجحة"، أي أن استطلاعات الرأي متقاربة وأن بايدن ليس متراجعاً في الولايات الحاسمة وبإمكانه الفوز.

ودار الحديث في أوساط الديمقراطيين مؤخراً بشأن انتظار اتخاذ قرار أو الدفع بمزيد من الضغوط على بايدن حتى انتهاء قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي استضافها بايدن في البيت الأبيض بين الثلاثاء والخميس، وبانتهاء القمة الخميس، يبدو أن نافذة جديدة لفتح حوار مع بايدن قد بدأت.

وأعرب عدد من أعضاء مجلس الشيوخ عن تفاؤلهم بعد اجتماع الخميس، وقال السيناتور جون فيترمان الديمقراطي من بنسلفانيا وعرف بدفاعه عن بايدن بعد الاجتماع إنه "مع بايدن بالكامل"، وأنه لن يغير رأيه.

أما تامي دراكوورث من ولاية إيلينوي وهي جزء من حملة بايدن فقالت إن هناك "نقاشات عائلية" جرت بشكل جيد بين الديمقراطيين، وإنها تدعم الرئيس بالكامل.

وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر إن فريق حملة بايدن كان صريحاً وجيداً للغاية.

تصنيفات

قصص قد تهمك