دعماً لإسرائيل.. الأرجنتين تصنف "حماس" جماعة "إرهابية"

الرئيس الأرجنتيني يقر بـ"علاقة روحية عميقة باليهودية" ويقتبس من التوراة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال أداءه الصلاة اليهودية عند حائط البراق في البلدة القديمة بمدينة القدس. 6 فبراير 2024 - reuters
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي خلال أداءه الصلاة اليهودية عند حائط البراق في البلدة القديمة بمدينة القدس. 6 فبراير 2024 - reuters
دبي-الشرق

صنفت الأرجنتين حركة "حماس" الفلسطينية منظمة إرهابية، وأمرت بتجميد أصولها المالية، لتصبح أول دولة في أميركا اللاتينية تقدم على هذه الخطوة التي قال الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إنها جاءت لتعبر عن مواءمة مواقف بلاده مع "الحضارة الغربية".

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، السبت، عن مكتب ميلي قوله، في بيان، إن القرار نابع من "التزام ميلي الثابت بالاعتراف بالإرهابيين على حقيقتهم"، مضيفاً أن "هذه المرة الأولى التي يكون فيها القرار صادراً عن إرادة سياسية للقيام بذلك".

وجاء في البيان: "يجب على الأرجنتين أن تتماشى مرة أخرى مع الحضارة الغربية"، إذ لطالما وضعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول أخرى تصنيفاً إرهابياً على "حماس" التي حكمت قطاع غزة قبل حربها الحالية مع إسرائيل.

وأشار مكتب ميلي، الذي أرجع سبب القرار إلى الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر، إلى علاقات الحركة الوثيقة مع إيران، التي تلقي الأرجنتين باللوم عليها في هجومين مسلحين داميين استهدفا مواقع يهودية في البلاد عاميْ 1992 و1994. 

وتأتي هذه الخطوة قبل أيام من الذكرى الـ30 لواحدة من تلك الهجمات، استهدفت في العام 1994 مركز الجالية اليهودية في بوينس آيرس، وأسفرت عن سقوط 85 شخصاً وإصابة مئات آخرين في أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ الأرجنتين الحديث، كما أسفر الهجوم الآخر على السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992 عن أكثر من 20 قتيلاً واتهم القضاء الأرجنتيني أعضاء في جماعة "حزب الله" بتنفيذ الهجومين.

وحافظت الحكومات السابقة ذات الميول اليسارية في الأرجنتين، موطن أكبر جالية يهودية في أميركا اللاتينية، على علاقات ودية مع إسرائيل، لكنها أعربت أيضاً عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية.

ومنذ توليه منصبه في ديسمبر، ميز ميلي نفسه حتى عن أقرب حلفاء إسرائيل في دعمه الصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

زيارة ميلي لإسرائيل

وفي أول زيارة دولة له كرئيس للأرجنتين، توجه ميلي إلى القدس، في فبراير، لإظهار دعمه للحكومة الإسرائيلية ووعد بنقل سفارة بلاده إلى القدس، الأمر الذي حظي بإشادة نتنياهو وأثار غضباً فلسطينياً وعربياً.

ورغم نشأته الكاثوليكية، يقول ميلي إن لديه "علاقة روحية عميقة باليهودية"، حتى أنه أعرب عن نواياه في التحول إلى الديانة اليهودية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس"، إذ صلى مع الحاخام الأرثوذكسي شمعون أكسل وانيش، الذي عرفه على اليهودية قبل 3 سنوات، حيث قال الأخير: "في تلك اللحظة، شعرت بالفخر لأن لدينا مثل هذا القائد الحازم، مع مثل هذه القيم الروحية العميقة".

وكسر ميلي عقوداً من السوابق السياسية وذهب إلى أبعد من ذلك في دعمه لحكومة نتنياهو، ربما أكثر من أي زعيم دولة أخرى، حيث تواجه إسرائيل عزلة متزايدة بسبب حربها على غزة التي أسفرت عن سقوط أكثر من 37 ألف فلسطيني ودفع القطاع إلى حافة المجاعة.

ويتناقض موقف ميلي بشكل صارخ مع معظم دول أميركا اللاتينية، حيث قطعت بوليفيا وكولومبيا العلاقات مع إسرائيل، فيما سحبت 5 دول على الأقل، آخرها البرازيل، سفراءها من تل أبيب.

سياسة ميلي مع الجوار

ويصر مؤيدو الرئيس الأرجنتيني على أن حماسه اليهودي المكتشف حديثاً، ليس له أي تأثير على سياسته الخارجية، لكن افتتان ميلي باليهودية ودعمه الصريح لإسرائيل ولّد مخاوف وكشف عن تصدعات داخل الأرجنتين، وأدى إلى تعكير صفو العلاقات مع جيرانها.

وبدأ فضول ميلي حول اليهودية كنوع من التوبة في عام 2021، ومع تطوره من ناقد تلفزيوني إلى رئيس دولة، قاده وانيش خلال دراسة التوراة، بحثاً عن أرضية مشتركة بين رؤيته للتحررية الراديكالية ونبوءة العهد القديم، ليتحول اهتمام ميلي إلى ممارسة دينية منتظمة.

ورفض وانيش، الذي عين مؤخراً سفيراً للأرجنتين لدى إسرائيل، التعليق على تحول ميلي، الذي ردد مقتطفات من التوراة خلال حملته الانتخابية، ومع ذلك وقبل فوزه، وقع ما يقرب من 4000 مثقف يهودي أرجنتيني على عريضة تعرب عن قلقها بشأن "استخدام ميلي السياسي لليهودية".

وازداد قلق المسؤولين الحكوميين، إذ حذروا من أن حرب إسرائيل على غزة قد أججت الحركات المتشددة، وفجرتها في أميركا اللاتينية، إذ خصت وزيرة الأمن المتشددة في حكومة ميلي، باتريشيا بولريتش، بوليفيا وتشيلي باعتبارهما تضمان أعداداً كبيرة من الجاليات المسلمة، وأمرت بإرسال تعزيزات إلى الحدود الشمالية للأرجنتين.

وقالت بولريتش: "نحن في حالة تأهب قصوى"، زاعمة أن بوليفيا، التي أبرمت اتفاقية دفاع مع إيران، العام الماضي، تضم العديد من عملاء الحرس الثوري الإيراني.

ومن دون تقديم أدلة، ادعت بولريش أيضاً أن تشيلي، موطن أكبر عدد من الفلسطينيين خارج العالم العربي، تستضيف مقاتلين من "حزب الله" اللبناني.

ودفعت هذه الاتهامات، التي شجبتها بوليفيا وتشيلي باعتبارها "لا أساس لها"، الحكومتين إلى سحب سفيريهما من بوينس آيرس، فيما أصدرت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة، استنكاراً غاضباً لما وصفته بـ "خطاب ميلي المعادي للإسلام".

والشهر الماضي، غيرت حكومة ميلي اعتراف الأرجنتين التقليدي بالدولة الفلسطينية، وانضمت إلى واشنطن وإسرائيل للتصويت ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك