انتقدت حركة "حماس" بياناً للرئاسة الفلسطينية اتهمها بالتهرب من الوحدة الوطنية وتقديم ذرائع مجانية لإسرائيل لمواصلة الحرب على قطاع غزة، في أعقاب سقوط أكثر من 100 شخص وإصابة مئات آخرين في هجومين، السبت، أبرزهما في غرب خان يونس، حيث زعم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف قائد "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف.
وقتلت غارة إسرائيلية على منطقة المواصي المكتظة بخيام النازحين في غرب خان يونس بجنوب قطاع غزة، 90 شخصاً على الأقل أكثرهم من النساء والأطفال وأصيب نحو 300 آخرين بينهم حالات خطرة.
كما قتل قصف إسرائيلي لمصلى في مخيم الشاطئ بمدينة غزة 22 شخصاً وأصاب عشرات آخرين.
وفي وقت لاحق السبت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه لا يوجد تأكيد تام على قتْل محمد الضيف في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مواصي خان يونس بقطاع غزة.
الرئاسة تدعو "حماس" لنزع الذرائع
وأدانت الرئاسة الفلسطينية "المذبحة المروعة التي ارتكبتها دولة الاحتلال الإسرائيلي في مواصي مدينة خان يونس بقطاع غزة".
وحمّلت في بيان "الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها، وكذلك الإدارة الأميركية التي توفر كل أنواع الدعم للاحتلال وجرائمه، والتي هي حلقة في سلسلة المذابح اليومية التي ترتكبها في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تُمثّل جرائم حرب مكتملة الأركان وجرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة جماعية تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
كما دعت أيضاً "حماس" إلى "تغليب المصالح الوطنية العليا، ونزْع الذرائع من يد الاحتلال (الإسرائيلي) بغية وقف هذه المذبحة المفتوحة بحق شعبنا".
واعتبر بيان الرئاسة الفلسطينية: "حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية، وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال، شريكاً في تحمُّل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا".
لكن "حماس" انتقدت ما وصفتها بالتصريحات المؤسفة للرئاسة الفلسطينية، ودَعَت إلى سحبها.
وقالت الحركة في بيان: "نستهجن صدور تصريحات باسم رئاسة السلطة الفلسطينية تُعفي الاحتلال من المسؤولية عن هذه الجرائم، وتساوي بين الضحية والجلاد، وتعطي المبرر لجيش الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا، وتحمل المسؤولية عن هذه المجازر للمقاومة".
وأضافت: "ندعو لسحب هذه التصريحات المؤسفة، مؤكدين أن الاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال هم من يتحملون مسؤولية هذه المجازر وحرب الإبادة ضد شعبنا".
وتابعت: "إن شعبنا الفلسطيني الذي يقف بثبات في وجه آلة القتل والإرهاب الصهيونية، دفاعاً عن أرضه ووجوده، يتوقع من كل الأطراف الفلسطينية الانحياز له، والوقوف بقوة ضد العدوان الصهيوني، وبذل كل الجهود لإدانة حرب الإبادة ووقفها، وليس تبريرها في تناقض تام مع كافة القيم الوطنية والإنسانية".
ودعت "حماس" إلى "تركيز الجهود الفلسطينية خلف استراتيجية نضالية ووطنية موحدة، تُعلي مصلحة شعبنا وقضيته، وتصب في مسار مواجهة العدوان ودحره، على طريق تحقيق آمال شعبنا في الحرية وتقرير المصير".