إيطاليا تخطط لإحياء مشروعات الطاقة النووية بعد توقفها لأكثر من 30 عاماً

حكومة ميلوني تسعى لإنشاء مفاعلات نووية جديدة خلال 10 سنوات وسط معارضة شعبية

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تعقد مؤتمراً صحافياً بعد قمة مجموعة السبع السنوية في منتجع بورجو إجنازيا. 15 يونيو 2024 - Reuters
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تعقد مؤتمراً صحافياً بعد قمة مجموعة السبع السنوية في منتجع بورجو إجنازيا. 15 يونيو 2024 - Reuters
دبي -

تخطط حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لإعادة إحياء الطاقة النووية بعد 35 عاماً من إغلاق آخر محطة نووية لديها، في محاولة لخفض انبعاثات الكربون في البلاد، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وقال وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي جيلبرتو بيتشيتو فراتين، إن روما تخطط لسنّ تشريع يتيح الاستثمار في المفاعلات النووية النمطية التي يُمكن أن تكون جاهزة للعمل في غضون 10 سنوات.

وتوقَّع فراتين أن تُمثّل الطاقة النووية ما لا يقل عن 11% من إجمالي استهلاك الكهرباء في البلاد بحلول عام 2050، موضحاً أن إيطاليا تسعى إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد.

وأضاف: "لضمان استمرار العمل بالطاقة النظيفة، يجب أن نخصص حصة من الطاقة النووية".

ويرى الوزير الإيطالي أن تكنولوجيات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح "لا يمكنها توفير الأمن الذي نريده"، ما يعكس شكوك حكومته تجاه هذه التقنيات.

تاريخ إيطاليا مع الطاقة النووية

وبَنَت إيطاليا 4 محطات طاقة نووية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وخططت لتعزيز قدراتها في هذا المجال، ولكن بعد "كارثة تشيرنوبل" التي وقعت في الاتحاد السوفيتي عام 1986، صوَّت الإيطاليون بأغلبية ساحقة في استفتاء عل مستوى البلاد لصالح إنهاء الدعم المخصص لتطوير مفاعلات جديدة.

ومع تصاعد المشاعر المناهضة للطاقة النووية، قررت إيطاليا بعد ذلك، غلق جميع محطات الطاقة النووية لديها، إذ أغلقت آخر محطة في عام 1990.

وبعد عقدين، حاول رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، استئناف البرنامج النووي الإيطالي بإصدار قانون جديد وإبرام عقود لبناء مفاعلات جديدة، لكن هذه المحاولة تعثرت بعد استفتاء أُجري في عام 2011، إذا رفض أكثر من 90% من الناخبين الخطة.

وفي استطلاع رأي أجْرته مجموعة "ليجامبينتي" الإيطالية المدافعة عن البيئة، أبدى 75% من المشاركين، البالغ عددهم 1000 شخص، شكوكاً في أن تكون الطاقة النووية هي الحل لمشاكل الطاقة في إيطاليا.

فيما عارض 25% من المشاركين استخدام الطاقة النووية لأسباب تتعلق بالسلامة. وفي المقابل، رأى 37% من المشاركين أن الطاقة النووية يمكن أن تساعد إيطاليا، إذا كانت التكنولوجيا أكثر أماناً.

وعبّر فراتين عن ثقته في التغلب على "نفور" الإيطاليين التاريخي من الطاقة النووية، لافتاً إلى أن أحدث التقنيات تتمتع "بمستويات مختلفة من الأمان وتفيد العائلات والشركات".

كما يرى الوزير أن الاستفتاءات السابقة لا تشكّل عائقاً أمام سعي حكومة ميلوني لتقديم قوانين جديدة تهدف إلى تسهيل إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية.

وقال إن إيطاليا تتمتع بـ"كفاءة عالية" في هذا القطاع، ولديها مؤسسات بحثية متطورة وشركات ناشطة في سلاسل الإمداد النووية في الأسواق الخارجية.

وتابع فراتين: "إنها مسألة إدراك ووعي. الشباب لديهم وعي أكبر، وكبار السن لديهم وعي أقل، فهم ينتمون للجيل الذي عاصر تشيرنوبل، وعندما يسمعون حديثاً عن الطاقة النووية.. يقولون لا تلقائياً".

قيود على الطاقة الشمسية

ويأتي سعي حكومة ميلوني، إلى إعادة إحياء الطاقة النووية في الوقت الذي فرضت فيه قيوداً جديدة على استخدام الطاقة الشمسية.

وكانت رئيسة الوزراء حذَّرت من أن انتشار الألواح الكهروضوئية يهدد الأمن الغذائي في إيطاليا.

ونبّه وزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي، إلى قلق روما بشأن الاعتماد المفرط على الألواح الشمسية، والتي يُصنع معظمها في الصين.

كما يشكو العديد من الإيطاليين أيضاً من أن الخلايا الكهروضوئية تفسد منظر الريف الإيطالي الخلاب، حسبما ذكرت الصحيفة.

واختتم تصريحاته بالقول، إن محطات الطاقة النووية الصغيرة تُعد أكثر كفاءة، وأن توليد 300 ميجاوات سيتطلب مساحة قدرها 4 هكتارات (40 ألف متر مربع) فقط.

تصنيفات

قصص قد تهمك