جهاز الخدمة السرية في مرمى "التساؤلات والشكوك" عقب محاولة اغتيال ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 10
عنصر من فرق إنفاذ القانون على خشبة المسرح خلال التجمع الانتخابي الذي تعرض فيه المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب إلى إطلاق النار في بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Bloomberg
عنصر من فرق إنفاذ القانون على خشبة المسرح خلال التجمع الانتخابي الذي تعرض فيه المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب إلى إطلاق النار في بنسلفانيا. 13 يوليو 2024 - Bloomberg
دبي -الشرق

أصبح جهاز الخدمة السرية الأميركي، محط "تساؤلات وشكوك" بشأن مستوى الأمن والحماية التي يوفرها للرئيس الأميركي، أو للرؤوساء السابقين وكبار المسؤولين، وذلك بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب، خلال تجمع انتخابي حاشد في بتلر بولاية بنسلفانيا، السبت.

وبرزت بعد محاولة الاغتيال تساؤلات عديدة بشأن كيفية نجاح مطلق الرصاص على ترمب، في الوصول إلى سطح المبنى الذي كان على بعد 150 متراً تقريباً من موقع منصة الرئيس السابق.

وبحسب مصادر شبكة CNN فإن الطلقات النارية جاءت قادمة من جانبه الأيمن، وبعد ثوانٍ من سماع إطلاق النار، بدأ قناصة الخدمة السرية في الهجوم المضاد بإطلاق النار على المشتبه به الذي عثر عليه فوق سطح أحد المنازل.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إنه كلف مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركية كيمبرلي تشيتل بـ"مراجعة جميع الإجراءات الأمنية للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري"، وأضاف:"لقد وجهت بإجراء مراجعة مستقلة للأمن القومي في مسيرة الأمس لتقييم ما حدث بالضبط". وتابع: "سأشارك نتائج تلك المراجعة المستقلة مع الشعب الأميركي".

وذكرت مصادر في وكالات إنفاذ القانون الأميركية، أن جزءاً من المراجعات، يشمل ما إذا كان لدى الخدمة السرية ما يكفي من الأصول لحماية ترمب، قبل أيام من أن يصبح رسمياً المرشح الرئاسي الجمهوري، وما إذا تم اتباع عمليات تفتيش أمنية للمبنى الذي استغله منفذ الهجوم، حسبما ذكرت الشبكة.

وذكرت CNN أن إحدى العناصر الأساسية لأمن الموقع، وخاصة الذي يكون خارجياً، هو "إزالة خطوط الرؤية لهذه المساحة، لتسهيل حماية الشخص المتحدث في هكذا فعاليات". 

ولم يتضح بعد كيفية وصول منفذ محاولة اغتيال ترمب إلى السطح الذي أطلق الرصاص من أعلاه، أو عن السبب في ترك هذا المبنى خارج المحيط الأمني ​​"الصارم"، إذ تعتبر هذه "الهفوة الأمنية"من اختصاص وزارة الأمن الداخلي والخدمة السرية، وكذلك ضمن مسؤولية الكونجرس للنظر فيها، أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، الذي يحقق في محاولة الاغتيال.

تحركات منفذ الهجوم

ووفقاً لقناة KDKA التابعة لشبكة CNN، قال أحد الشهود:"إنه أخبر الضباط أنه رأى مسلحاً يتحرك من سطح إلى سطح، قبل لحظات من محاولة الاغتيال"، وذكر آخرون للصحافيين:"أنهم رأوا شخصاً تنطبق عليه أوصاف مطلق النار، ويحمل بندقية خارج الطوق الأمني ​​للمسيرة قبل تنفيذ العملية".

وبحسب CNN فإن رئيس مجلس الأمن الداخلي بمجلس النواب مارك جرين، ركز على قضية المبنى في رسالة إلى وزارة الأمن الداخلي، الأحد، كما أرسل خطاباً إلى وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، يطلب فيه وثائق تتعلق بـ"خطط أمن الخدمة السرية، واتصالاتها بحلول 19 يوليو، وإحاطة بحلول 22 يوليو".

واتصل رئيس الرقابة بمجلس النواب جيمس كومر، بالخدمة السرية؛ للحصول على إحاطة، كما دعا تشيتل للمثول أمام جلسة استماع في 22 يوليو الجاري.

وفي السياق ذاته، يعمل نائبا مدينة نيويورك، الديمقراطي ريتشي توريس، والجمهوري مايك لولر، على تقديم مشروع قانون حماية قصوى من الخدمة السرية إلى ترمب وبايدن والمرشح الرئاسي المستقل روبرت إف كينيدي جونيور.

الخدمة السرية تنفي الشائعات

ونفى جهاز الخدمة السرية مع سلطات إنفاذ القانون المحلية، الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك من قبل عضو جمهوري في الكونجرس، بأن الوكالة "رفضت طلبات من فريق ترمب لمزيد من الأمن والحماية".

ورفض المتحدث باسم الخدمة السرية، أنتوني جوجليلمي، الشائعات وقال: "غير صحيح أن أحد أعضاء فريق الرئيس السابق طلب موارد أمنية إضافية، ورُفض طلبه". وأضاف: "هذا غير صحيح تماماً. في الواقع، أضفنا موارد وتقنيات وقدرات وقائية كجزء من وتيرة السفر المتزايدة للحملة".

وقال كيفن روجيك، العميل الخاص لمكتب التحقيقات الفيدرالي، خلال مؤتمر صحافي: "لم يكن هناك أي طلب إضافي للأمن رفضه مكتب التحقيقات الفيدرالي على الإطلاق".

وخلال مؤتمر صحافي سابق لشرح الخطة الأمنية للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، أُثيرت أسئلة بشأن كيفية "تعامل الخدمة السرية، وإنفاذ القانون مع أولئك الذين يحملون أسلحة نارية".

وأوضح المسؤول المحلي، نيك ديسياتو، أنه بسبب قانون ولاية ويسكونسن "سيتم السماح بالأسلحة النارية" في "المحيط الناعم" وهي (منطقة خارج مقاييس المغناطيسية، تقتصر على حركة السير على الأقدام).

حوادث سابقة

ووفقاً لما أوردت CNN، فإن هذا التدقيق يأتي في الوقت الذي يتعامل فيه جهاز الخدمة السرية، مع ثغرات أمنية في الأشهر والسنوات الأخيرة. ففي مايو 2023، تمكن أحد المتسللين من الوصول إلى منزل مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، لكن دون أن يصيبه بأذى، على الرغم من أن الخدمة السرية توفر له الحماية على مدار الساعة.

وفي 6 يناير 2021، تم اقتياد نائبة الرئيس كامالا هاريس من قبل حرسها الأمني ​​بعيداً عن قنبلة أنبوبية خارج المقر الوطني الديمقراطي. وتم إجلاؤها بعد أن اكتشفت سلطات إنفاذ القانون القنبلة الأنبوبية، بعد أكثر من 90 دقيقة من وصولها.

وأشارت CNN إلى أن الخدمة السرية، تستخدم المعلومات الاستخباراتية والاستراتيجية لتحديد الموقف الأمني، لكنها ليست جزءاً رسمياً من مجتمع الاستخبارات، وتعتبر "مستهلكة" لها.

وفي سياق متصل، تعتبر كيمبرلي تشيتل المديرة السابعة والعشرون لجهاز الخدمة السرية الأميركية، وثاني امرأة تتولى منصب المدير، قد أدت اليمين الدستورية في 17 سبتمبر 2022، وتشرف على أكثر من 7800 عميل خاص وضابط بالزي الرسمي وغيرهم من الموظفين، وهي أيضاً وكيلة سابقة عملت في الوكالة لأكثر من 25 عاماً في أدوار مختلفة، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".

وقال بايدن في بيان عند تعيين تشيتل في أغسطس 2022: "عندما عملت تشيتل ضمن حراستي الأمنية، عندما كنت نائباً للرئيس، أصبحنا نثق في حكمها واستشارتها". مضيفاً أنها "محترفة متميزة في مجال إنفاذ القانون، وتتمتع بمهارات قيادية استثنائية، وبسهولة كانت الخيار الأفضل لقيادة الوكالة في لحظة حرجة بالنسبة للخدمة السرية. إنها تحظى بثقتي الكاملة، وأتطلع إلى العمل معها".

وبحسب الصحيفة، فإن تشيتل شددت، الأسبوع الماضي، على أنه "لا توجد تهديدات محددة، ونتتبع جميع مكامنها، ونعمل بالتأكيد مع شركائنا في مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووكالات الاستخبارات الأخرى التي تزودنا بهذه المعلومات"، معبرة عن "ثقتها بالخطط الموضوعة في كل من شيكاغو وميلواكي"، حيث من المقرر أن تقام مؤتمرات الحزبين الديمقرطي والجمهوري. 

مسيرة تشيتل

يذكر أن تشيتل كانت ضمن فريق حماية الرئيس بايدن، عندما كان نائباً للرئيس، وتقاعدت من الخدمة السرية في عام 2021، وتولت وظيفة مديرة أولى لإدارة الأمن العالمي في شركة PepsiCo بأميركا الشمالية، قبل أن يرشحها بايدن للعمل كمديرة للوكالة في العام التالي، وفقاً للبيت الأبيض.

وتحمل تشيتل درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة إلينوي الشرقية في عام 1992، التي كرمتها كخريجة متميزة العام الماضي، وتقدمت بطلب إلى الخدمة السرية قبل تخرجها، بحسب ماذكرت في مقابلة عام 2023 مع صحيفة News-Gazette.

وشقت شيتل طريقها عبر الرتب في الخدمة السرية للعمل في أدوار إدارية، بما في ذلك دور العميل الخاص المسؤول عن مكتب أتلانتا، والإشراف على التحقيقات والاستخبارات والزيارات الرسمية إلى جورجيا. وقبل أن تتقاعد من الوكالة في عام 2021، كانت تشغل منصب المدير المساعد لمكتب عمليات الحماية، الذي تبلغ ميزانيته 133.5 مليون دولار، ويعمل على حماية الأشخاص والمرافق والفعاليات. وكانت أول امرأة في هذا الدور، وفي عام 2021، منحها بايدن جائزة الرتبة الرئاسية لأدائها الاستثنائي مع مرور الوقت.

حماية متدنية 

واعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن جهاز الخدمة السرية، لم يقم بعمل أفضل في حماية الرجل الذي يعتقد كثيرون أنه سيكون رئيس أميركا المقبل.

وقال أحد الشهود لـBBC إن "التحذيرات التي قدمها هو وآخرون لم يتم التصرف بناءً عليها من قبل الشرطة، بعد أن شوهد المنفذ، وهو يزحف ببندقية فوق مبنى مجاور لعدة دقائق"، كما تساءل آخر عن سبب عدم نشر العملاء على جميع أسطح المنازل القريبة.

ووافق وكيل الخدمة السرية السابق تشارلز مارينو، على أن هناك أسئلة يجب الإجابة عليها. وقال لشبكة BBC إنه "كان من بين مهام العملاء مسح المناطق المحيطة، وملاحظة المناطق المثيرة للقلق".

وقال الخبراء الذين تحدثوا إلى شبكة NBC الأميركية، إن أحداثاً مثل التجمعات السياسية تجلب دائماً تحديات في تأمين مساحة واسعة من الأراضي.

وقال إيفي بومبوراس، وهو الموظف السابق في الخدمة السرية: "ستكون هناك دائماً أسئلة عالقة،كيف يمكنك تأمين هذا المحيط الخارجي؟ وإلى أي مدى يمكنك أن تذهب؟ وهل يمكنك تغطية كل شيء؟ هذه مشكلة".

تصنيفات

قصص قد تهمك