يواصل مسؤولو الأجهزة الأمنية الأميركية محاولة جمع المزيد من المعلومات عن الشاب البالغ من العمر 20 عاماً والذي حاول اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب في تجمع انتخابي للحزب الجمهوري في بتلر بولاية بنسلفانيا، السبت.
وفي إحاطة يوم الأحد، قال مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، إنهم لم يحددوا بعد الدافع وراء محاولة الاغتيال، التي أودت بحياة أحد المتفرجين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة قبل أن يتم قتله برصاص جهاز الخدمة السرية. وحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي يعتقد أن مطلق النار تصرف بمفرده، وأنه لا يوجد تهديد حالي للسلامة العامة.
وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، خلال إفادة صحفية، بعد ظهر الأحد، إن المكتب كرس "القوة الكاملة" للوكالة للتحقيق.
وأضاف المسؤولون الأميركيون، أنهم سيواصلون التحقيق في إطلاق النار "بقوة"، وسيركزون على تجنب أي تهديدات محتملة فيما يتعلق بالمؤتمر الوطني الجمهوري في ميلواكي وكذلك المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو، الشهر المقبل.
تفاصيل جديدة
وشارك كيفن روجيك، العميل الخاص المسؤول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيتسبرج والذي يقود التحقيق، تفاصيل جديدة بشأن ما كشفه المحققون حتى الآن.
وقال روجيك "يبدو أن الشخص الذي تم تحديده على أنه مطلق النار، توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عاماً، قد استخدم بندقية من طراز AR-556 يعتقد المحققون أن والده اشتراها بشكل قانوني. ولم يتضح على الفور كيف حصل مطلق النار المزعوم على السلاح الناري".
وأشار روجيك إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، توصل إلى هاتف كروكس، ويعمل على الوصول إلى المعلومات المخزنة فيه. وقال إن الوصول إلى الهاتف كان أولوية، إذ يبحث المحققون عن أدلة على دوافع كروكس. وأوضح أن عائلة كروكس تتعاون مع التحقيق.
ويحقق FBI في الحادث باعتباره محاولة اغتيال بالإضافة إلى "حدث إرهابي محلي محتمل"، وفقاً لمساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت ويلز.
وقال المسؤولون إنهم لم يحددوا أي أيديولوجية مرتبطة بمطلق النار حتى الآن، وكانوا يبحثون في الأدلة الرقمية وحسابات مطلق النار على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد المحققون سابقة تفيد بالعثور على جهاز مشبوه في سيارة كروكس، قال أحد المسؤولين إنه يبدو "بدائياً" بناءً على تقييم أولي، وأنه "تم تأمينه" ويجري تحليله.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنه لم يحدد أي تفاعل بين كروكس وسلطات إنفاذ القانون في السابق، ولم يجد حتى الآن دليلاً على تعبيره عن تهديدات قبل الحادث.
"جمهوري تبرع للديمقراطيين"
وكروكس هو أحد سكان بيثيل بارك وتُظهر السجلات أنه جمهوري وكان من المقرر أن تكون الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر هي الأولى التي يُدلي فيها كروكس بصوته بعد أن بلغ السن القانونية.
وتظهر وثائق لجنة الانتخابات الاتحادية أن كروكس تبرع على ما يبدو قبل عدة سنوات بمبلغ 15 دولاراً إلى "آكت بلو" ActBlue، وهي لجنة عمل سياسية تجمع الأموال للساسة ذوي الميول اليسارية والديمقراطيين.
وخصص كروكس تبرعه لصالح "بروجريسيف تيرن آوت بروجت" Progressive Turnout Project، وهي مجموعة تحشد الديمقراطيين للتصويت. ولم ترد المجموعة أو "آكت بلو" على طلبات من "رويترز" للتعليق.
ونقلت "رويترز" عن أحد زملاء كروكس السابقين، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن المشتبه به لم يُظهر أي اهتمام بالسياسة وإن اهتماماته تركزت بدلاً من ذلك على تجميع أجهزة الكمبيوتر وممارسة الألعاب.
وأضاف "لقد كان ذكياً للغاية. وهذا ما كان يلفت انتباهي حقاً، لقد كان طفلاً ذكياً كما كان متفوقاً... لم تظهر عليه أي علامة تدل على الجنون في أي حوار بيننا".
وكان والده ماثيو كروكس (53 عاماً) قد قال لشبكة CNN، إنه يحاول معرفة ما حدث وسينتظر حتى يتحدث إلى سلطات إنفاذ القانون قبل أن يتحدث عن ابنه.
وقال جهاز الخدمة السرية، إن قواته أطلقت النار على المشتبه به فأردته قتيلاً وذلك بعد أن فتح النار من سطح مبنى يبعد نحو 140 متراً عن المنصة التي كان ترمب يخاطب فيها أنصاره.
وذكرت مصادر أن سلطات إنفاذ القانون، عثرت بالقرب منه على بندقية نصف آلية استخدمت في إطلاق النار.
وذكرت شبكة ABC وصحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مصادر، أن والد المشتبه به اشترى السلاح الناري بطرق مشروعة.