توقع مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، أن ينسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من حلف شمال الأطلسي "الناتو" في حال فاز بالانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، مشيراً إلى أن المرشح الجمهوري لا يعرف أي مسار سيتخذه في مواجهة إيران.
وقال بولتون لـ"الشرق" رداً على سؤال بشأن إمكانية انسحاب ترمب من حلف "الناتو" في حال عودته للبيت الأبيض: "لا أعتقد أن موقفه قد اختلف، فهو يقول أشياء مختلفة في أوقات مختلفة، ولا أعتقد أن أي أحد في فريقه يعرف ما هي نواياه بشأن (الناتو).. ترمب في عام 2018 قال إنه سينسحب من الحلف، وهو قادر على القيام بذلك مرة أخرى".
وأشار بولتون الذي عمل ضمن إدارة ترمب لكنه أُقيل عام 2019 بعد صدامه مع الرئيس السابق، إلى أن "ترمب لا يفهم طبيعة الحلف في الدفاع الجماعي، ويعتقد أن الولايات المتحدة تقدم خدمات الدفاع على أساس تعاقدي إلى مجموعة من الدول الأوروبية الناكرة للجميل والتي لا تدفع مقابل ذلك".
وذكر أن "ترمب له انتقادات أخرى حيث لم يعجبه مثلاً اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الأوروبية، وشراء الاتحاد الأوروبي للغاز من روسيا، وكل هذه كانت حجج من أجل الانسحاب المحتمل من الحلف، وليس لتقويته".
ولفت بولتون إلى أن الرئيس السابق "لا يؤمن بأن التحالف الدفاعي المشترك يجعل الولايات المتحدة أكثر أماناً، إذ يعتقد أننا نفعل ذلك لصالح الأوروبيين ولا يفيد الولايات المتحدة".
وتثير احتمالية عودة ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة مرة أخرى، قلق العديد من الدول الأعضاء في الحلف البالغ عددها 32 دولة، نظراً لانتقاداته المتكررة للحلف حينما كان في السلطة أو خارجها.
وسبق أن أشار ترمب إلى أنه لن يدافع عن أعضاء حلف شمال الأطلسي الذين لم يحققوا هدف الإنفاق العسكري للحلف، وهو 2% من الناتج المحلي الإجمالي لكل عضو إذا تعرضوا لهجوم عسكري، واعترض أيضاً على حجم المساعدات المقدمة لأوكرانيا.
العلاقات مع إيران
وعن مستقبل العلاقات الأميركية مع إيران خلال فترة المرشح الجمهوري المحتملة، قال بولتون، إن "ترمب نفسه لا يعرف وربما لن يعرف حتى نهاية فترته، فقد أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عام 2018، وذلك قبل أسابيع من انسحابه من الاتفاق النووي أنه كان مستعداً تماماً للتفاوض بشأن اتفاق أكبر من طهران ليس فقط بشأن الأسلحة النووية بل يشمل الصواريخ البالستية، والدعم الإيراني للإرهاب"، على حد وصفه.
وتابع: "أعتقد أنه قد يقرر الإيرانيون التفاوض مع ترمب الذي كان ينوي الجلوس مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون"، لافتاً إلى أنه "لا يوجد أسوأ من النظام الإيراني الحالي، فالمعارضة والكثير من الإيرانيين يريدون انتخابات نزيهة، وحكومة مسؤولة تجاه الشعب".
وأوضح أن "ترمب يعتقد أن العلاقات الدولية تعتمد بشكل كلي على العلاقات الشخصية بين القادة"، مشيراً إلى أن الرئيس السابق "يعتقد كذلك أنه إذا كان لديه علاقة شخصية مع طيبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهذا يعني أن العلاقات الروسية-الأميركية جيدة".
وشدد على أن "العلاقات الشخصية مهمة، لكن هذه ليست الطريقة التي ينظر بها قادة إيران، وروسيا، وكوريا الشمالية للعلاقات الدولية".
وانتخب الإيرانيون مسعود بيزشكيان رئيساً جديداً للبلاد، وهو سياسي معتدل قال إنه سيتبنى سياسة خارجية عملية، وسيعمل على تخفيف التوتر مع القوى المشاركة في الاتفاق النووي لعام 2015.
وبالنسبة لبيزشكيان فإن الرهان كبير، فالرئيس يمكن أن يصبح ضعيفاً سياسياً إذا فشل في إحياء الاتفاق، الذي انسحب منه في 2018 ترمب وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران، بحسب وكالة "رويترز".