تقارير: عائلة بايدن تبحث خطة الانسحاب المحتمل من انتخابات الرئاسة

مقربون من الرئيس الأميركي يعتبرون جهود إخراجه من السباق "غير محترمة ومهينة"

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل بايدن يحضران مراسم جنازة الملكة إليزابيث بكنيسة وستمنستر في لندن. 19 سبتمبر 2022 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته جيل بايدن يحضران مراسم جنازة الملكة إليزابيث بكنيسة وستمنستر في لندن. 19 سبتمبر 2022 - AFP
دبي -الشرق

بدأت عائلة الرئيس الأميركي جو بايدن مناقشة طريقة أو أسلوب الانسحاب المحتمل من انتخابات الرئاسة، تحديداً فيما يتعلق بكيفية إنهاء محاولة إعادة انتخابه في وقت مناسب، وفق خطة مدروسة بعناية تليق ببايدن الذي خدم البلاد لأكثر من 5 عقود في مناصب عدة، حسبما نقلت شبكة NBC News عن مصدرين مطلعين على المناقشات.

وأشار المصدران، وفق الشبكة، الجمعة، إلى أن الإطار العام للمحادثات يتمثل في أن أي خطة للانسحاب من السباق الرئاسي، يجب أن تضع الحزب في أفضل وضع للتغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترمب.

ونقلت الشبكة عن المصدرين قولهما إن الاعتبارات الخاصة بتأثير الحملة الانتخابية على صحته وأسرته واستقرار البلاد "كانت في طليعة هذه النقاشات".

وأشارت NBC News إلى أن تفكير بايدن في الانسحاب من السباق الرئاسي، فضلاً عن مناقشة عائلته خطة الخروج المحتملة، يعد "تطوراً غير عادي"، إذ إنه يأتي بعد أن أكد مراراً وتكراراً أنه لن يتخلى عن كونه المرشح المفترض للحزب الديمقراطي.

وأضافت أن "المخاوف تتزايد كل يوم بين قادة الحزب والجهات المانحة، وحتى المسؤولين الذين يشكلون جزءاً من جهود إعادة انتخابه، فمنذ المناظرة الرئاسية الكارثية التي خاضها قبل 3 أسابيع، وذلك في الوقت الذي يرون فيه التفاف الجمهوريين حول ترمب، الذي نجا من محاولة اغتيال". 

في المقابل، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، إجراء أي مناقشات بين أفراد عائلة بايدن بشأن خروجه من السباق الرئاسي، قائلاً: "هذا لم يحدث نهائياً، والأشخاص الذين يقدمون هذه الادعاءات لا يتحدثون باسم عائلته أو فريقه، وسيتم إثبات عدم صحة ذلك".

اعتراف حملة بايدن

وفي برنامج Morning Joe على قناة MSNBC، الجمعة، اعترفت مديرة حملة بايدن، جين أومالي ديلون، بأن الحملة شهدت بعض "الانزلاقات"، لكنها قالت إنه "تراجع بسيط"، مشددة على أن "بايدن لا يزال في السباق".

وقال رون كلاين، وهو كبير موظفي البيت الأبيض السابق لبايدن ومستشاره منذ عقود، في مقابلة مع الشبكة، إن "الرئيس يسمع الدعوات العلنية والخاصة التي تطالبه بالانسحاب من السباق". وأضاف: "أعتقد أن بايدن يشعر بالضغط، لكني أريده أن يستمر في السباق".

واعتبر كلاين، أنه ليس من المنطقي أن تتم تنحية بايدن جانباً الآن، قائلاً إن "البعض في حزبه يستهينون بترمب، ويقللون من أهمية الحقيقة بأن بايدن هو الشخص الوحيد الذي تمكن من هزيمته".

وذكرت شبكة NBC News، أن النقاشات بشأن كيفية وضع خطة مناسبة لتنحي بايدن دارت أيضاً بين كبار موظفيه، وليس عائلته فحسب، وفقاً لما نقلته عن شخصين مطلعين على جهود إعادة انتخابه، وهو ما نفاه المتحدث باسم البيت الأبيض أيضاً.

ووفقاً للشبكة، فإنه من بين أفراد الأسرة الذين اعتمد عليهم بايدن بشكل كبير السيدة الأولى جيل بايدن، وابنه هانتر وشقيقته فاليري أوينز، بالإضافة إلى عدد قليل من المساعدين المقربين والذين كانوا في قلب هذه المناقشات. 

وأضافت أن "المناقشات احتدمت حول المستقبل السياسي للرئيس أثناء تواجده في منزله في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير بعد أن تم تشخيص إصابته بكوفيد-19، الأربعاء". 

وتواصل بعض مساعدي بايدن مع حلفائه الموثوقين، الخميس، لمعرفة آرائهم في موقفه السياسي، وفقاً لما نقلته الشبكة عن شخص مطلع على هذه المكالمات الهاتفية.

ووصف شخص مقرب من الرئيس، لم تكشف الشبكة هويته، أن بايدن في الوقت الحالي "يقاتل من أجل حياته السياسية". 

وأفادت الشبكة بأن هناك توقعات متزايدة بين بعض حلفاء الرئيس بأنه في حالة خروجه من السباق، فإن ذلك سيكون في الأيام المقبلة، مشيرين إلى أن الأمر لا يزال متروكاً له لاتخاذ القرار، وأنه ليس مستعداً بعد للتنحي حتى لو كان يواجه ضغوطاً لا يمكن تجاوزها. 

وبشأن احتمال أن يكون هناك إعلاناً قريباً، قال شخص مقرب من عائلة بايدن: "نحن لا نعرف حتى ما سنفعله غداً". 

ضغوط داخل الحزب

ومع ذلك، قالت NBC News، إن بايدن ليس معزولاً عن الضغوط المتزايدة من داخل حزبه، إذ أعلن بنفسه بعد المناظرة أنه يفكر في ترك السباق، في حال لم يكن هناك مسار للفوز.

وعن انسحاب بايدن من السباق، نقلت الشبكة عن شخص آخر قريب من جهود إعادة انتخابه قوله: "أعتقد أن هذا أمر لا مفر منه". 

ومع ظهور التقارير التي أفادت بأن بايدن أظهر علامات على أنه يمكن أن يتراجع عن إصراره على البقاء في السباق.

ومع انتشار الشائعات والتقارير بشأن انسحاب بايدن وتراجعه عن إصراره على الترشح، إذ تضمنت التكهنات توقيت الخروج المحتمل، وما إذا كان بايدن سيدعم نائبته كامالا هاريس، ومن الذي سيكون على قائمة المرشحين المحتملين، ليكون نائبها في السباق.

ومن بين التقارير، تلك التي تزعم أن كاتب الخطابات والمؤرخ جون ميتشام، يكتب بالفعل بيان انسحاب بايدن، وهو ما نفاه الكاتب، وقال: "التقرير غير صحيح أبداً". 

رسالة من حملة بايدن

من جانبها، أرسلت حملة بايدن رسالة إلى الديمقراطيين، قالت فيها إن "الرئيس مرشح حزبه بعد أن حصل على 14 مليون صوت خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وسيخوض السباق لإعادة انتخابه، ولن يتغير ذلك حتى يفوز"، وفقاً لخبير استراتيجي ديمقراطي، لم تكشف الشبكة هويته.

ومع انقلاب الكثيرين في الحزب الديمقراطي ضده، واصل بايدن، الأسبوع الماضي، التواصل مع الحلفاء لمعرفة آرائهم.

وكان البعض في معسكر بايدن يأمل في أن يتمكن من الصمود في وجه عاصفة الضغوط المتزايدة عليه للانسحاب، أو أن الفعاليات المختلفة، بما في ذلك المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، ستؤدي لتحويل الرأي العام بعيداً عما إذا كان سينهي حملته، لكن حتى محاولة اغتيال ترمب، السبت الماضي، لم تفعل الكثير لتهدئة الغضب المحيط بالرئيس الأميركي. 

ورأت NBC News، أن أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من الضغوط الخاصة على بايدن، هو الخوف المنتشر بين الديمقراطيين من أن ترشيحه لن يحرمهم من البيت الأبيض ومجلس الشيوخ فحسب، ولكن أيضاً من فرصة أن يصبح مجلس النواب تحت سيطرتهم، وهو ما يساعد في تفسير سبب ضغط كبار المشرعين عليه لإعادة النظر في قراره بالبقاء في السباق. 

ونقلت الشبكة عن بريان وولف، أمين صندوق لجنة العمل السياسي للأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، وهي لجنة العمل السياسي الرئيسية التي تدعم المرشحين الديمقراطيين في المجلس: "إن مجلس النواب بات على حافة الهاوية، وهؤلاء المرشحين لا يستحقون ذلك". 

تصنيفات

قصص قد تهمك