قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن إيران باتت الآن على بعد أسبوع إلى أسبوعين، من إنتاج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع أسلحة نووية، حيث تواصل تطوير برنامجها النووي، وفق ما أوردته شبكة CNN.
وأضاف بلينكن في تصريحات على هامش منتدى "أسبن" الأمني: "ما نحن فيه الآن ليس في وضع جيد. إيران، بسبب التخلي عن الاتفاق النووي، بدلاً من أن تكون على بعد عام على الأقل من امتلاك القدرة على إنتاج المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، ربما تكون الآن على بعد أسبوع أو أسبوعين من القيام بذلك".
وتابع: "سياسة الولايات المتحدة هي منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وأن الإدارة تفضل منع حدوث ذلك من خلال الدبلوماسية. لم ينتجوا سلاحاً بحد ذاته، لكن هذا شيء بالطبع نتتبعه بعناية شديدة".
ويمثل هذا التقييم، أقصر وقت لإنتاج إيران الأسلحة النووية أشار إليه المسؤولون الأميركيون إطلاقاً، ويأتي في وقت اتخذت فيه إيران خطوات في الأشهر الأخيرة لتعزيز إنتاجها من المواد الانشطارية.
ومنذ أكثر من عام، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، إن إيران "قادرة الآن على إنتاج مادة انشطارية تعادل قنبلة واحدة في نحو 12 يوماً".
مفاوضات أميركية - إيرانية
وأبدى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان، انفتاحه على التعامل مع الغرب، في وقت رجحت وزارة الخارجية الأميركية، ألا تغير الانتخابات الأخيرة في إيران سلوك البلاد.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر في وقت سابق من الشهر الجاري: "ليس لدينا أي توقعات بأن هذه الانتخابات ستؤدي إلى تغيير جوهري في اتجاه إيران أو سياساتها".
وأضاف: "في نهاية المطاف، ليس الرئيس من يملك كلمة الفصل في مستقبل سياسة إيران، إنه المرشد الإيراني، وبالطبع رأينا الاتجاه الذي اختاره لأخذ إيران. ومن الواضح أنه إذا كان لدى الرئيس الجديد السلطة لاتخاذ خطوات للحد من برنامج إيران ووقف تمويل الإرهاب والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سنرحب بها. ليس لدينا أي توقعات بأن هذا هو ما سيحدث على الأرجح".
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية لشبكة CNN، إن واشنطن "لم تعد تعتقد أنه يمكن أن تكون هناك عودة إلى الاتفاق النووي، لأن إيران انخرطت في الكثير من الأعمال التصعيدية في السنوات التي تلت انهيار المحادثات".
وأضاف المسؤول: "نحن في عالم مختلف تماماً، لقد مر وقت طويل، وإيران فعلت الكثير من الأشياء التي تجعل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة غير قابلة للتطبيق".
وانخرطت إدارة الرئيس جو بايدن منذ أكثر من عام في مفاوضات غير مباشرة مع إيران، بهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
لكن تلك الجهود انهارت أواخر عام 2022، عندما اتهمت الولايات المتحدة إيران بتقديم مطالب "غير معقولة" تتعلق بتحقيق تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة رقابية نووية تابعة للأمم المتحدة، في العثور على آثار غير مفسرة لليورانيوم في مواقع إيرانية غير معلنة.
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن طهران "ما زالت تجري محادثات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان"، وفق ما أوردت صحيفة "اعتماد ملي" الإيرانية.
وجاءت تعليقات باقري كني بعد تصريحات مسؤول الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، التي قال فيها إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران، في عهد الرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان.