خلت شوارع دكا، من المارة وانتشرت دوريات للجيش، السبت، في عاصمة بنجلاديش وسط حظر تجول لإخماد احتجاجات بقيادة الطلاب على نظام الحصص في وظائف القطاع العام، أودت بحياة أكثر من 100 شخص، الأسبوع الماضي.
واستمر تعليق خدمات الإنترنت والرسائل النصية الذي بدأ، الخميس، مما عزل بنجلاديش عن العالم في الوقت الذي اتخذت فيه الشرطة إجراءات صارمة في مواجهة الاحتجاجات التي استمرت رغم حظر التجمعات بالأماكن العامة.
وأسفرت الاشتباكات العنيفة عن مصرع ما لا يقل عن 105 أشخاص وإصابة آلاف، الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات من مستشفيات في أنحاء بنجلاديش. واستقبل مستشفى كلية الطب في دكا، 27 جثة، الجمعة، خلال ساعتين فقط في الفترة من 5 إلى 7 مساءً.
واندلعت الاضطرابات في أنحاء بنجلاديش في البداية، بسبب غضب الطلاب من نظام جديد لحصص الوظائف الحكومية شمل تخصيص 30% لأفراد عائلات المقاتلين الذين شاركوا في حرب الاستقلال عن باكستان.
وأجج النظام الجديد، نيران أزمات سياسية قديمة وحساسة بين الذين قاتلوا من أجل استقلال بنجلاديش عن باكستان في عام 1971، وأولئك المتهمين بالتعاون مع إسلام آباد.
وعلى مدى الأيام الخمسة الماضية، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، وألقت قنابل صوت لتفريق المحتجين خلال اضطرابات عمت أنحاء البلاد، حيث اشتبك المتظاهرون مع أفراد الأمن، ورشقوهم بالطوب وأضرموا النار في المركبات.
قلق أوروبي
ومع ارتفاع عدد الضحايا وعدم قدرة الشرطة على احتواء الاحتجاجات العنيفة، فرضت حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، الجمعة، حظراً للتجول على مستوى البلاد ونشرت الجيش.
وانتقدت منظمات دولية لحقوق الإنسان تعليق خدمات الإنترنت وإجراءات قوات الأمن. وعبر الاتحاد الأوروبي عن شعوره بـ"قلق بالغ إزاء أعمال العنف والخسائر في الأرواح".
وذكرت قنوات تلفزيونية محلية، أن حظر التجول سيُخفَّف لمدة ساعتين اعتباراً من الساعة 12:00 ظهراً (6 صباحاً بتوقيت جرينتش)، السبت، للسماح للناس بالتسوق لشراء احتياجاتهم وإنجاز أي مهام أخرى.
وأضافت التقارير، أن حظر التجول سيستمر حتى الساعة العاشرة من صباح الأحد، وعندها ستقيّم الحكومة الوضع وتحدد الخطوة التالية.
وزاد من حدة المظاهرات، وهي الأكبر منذ إعادة انتخاب الشيخة حسينة لولاية رابعة على التوالي هذا العام، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب الذين يشكلون ما يقرب من خُمس السكان البالغ عددهم نحو 170 مليون نسمة.