أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أن طائرات مقاتلة تابعة له قصفت أهدافاً قال إنها عسكرية لجماعة الحوثيين بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن، ما أودى بحياة 3 وإصابة 87 على الأقل، بعد سقوط شخص في هجوم تبناه الحوثيون بطائرة مسيرة على تل أبيب، الجمعة، فيما تعهدت الجماعة بـ"رد مؤثر" على الهجوم.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان: "شنّت طائرات حربية من طراز F-15 قبل قليل غارات استهدفت أهدافاً لنظام الحوثي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن.. جاءت هذه الغارات رداً على مئات الهجمات ضد إسرائيل طيلة الأشهر الماضية".
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في مؤتمر صحافي: "طائرات سلاح الجو أغارت على أهداف لنظام الحوثي في ميناء الحديدة في اليمن.. في الدقائق الأخيرة عاد طيارو سلاح الجو إلى أرض الوطن بسلام".
وأضاف: "على مدار الأشهر الماضية أطلق الحوثيون نحو 200 تهديد جوي مختلف نحو إسرائيل بتمويل وتوجيه إيراني.. تم اعتراض أو إسقاط معظم التهديدات من قبل التحالف الدولي بقيادة القيادة المركزية الأميركية ومن قبل قوات الجيش الإسرائيلي العاملة جوّاً وبحراً وبرّاً".
وقال أدرعي إن الطيارين الإسرائيليين "قصفوا أهدافاً في منطقة ميناء الحديدة على بعد أكثر من 1700 كيلومتر. قمنا باستهداف منطقة الميناء لأنها تعتبر مصدر تموين لنقل وسائل قتالية إيرانية الصنع من إيران إلى اليمن ويعتبر مصدر اقتصادي مهم للحوثيين.. لقد استهدفنا في منطقة الميناء بنى تحتية مزدوجة الاستخدام ومن بينها بنية تحتية في مجال الطاقة".
ونشر أدرعي عبر منصة "إكس" استعدادات القوات الجوية لشن الهجوم.
كان الجيش الإسرائيلي أعلن، الجمعة، أن طائرة مسيرة بعيدة المدى استهدفت وسط تل أبيب، في هجوم أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عنه وأودى بحياة شخص وإصابة 4 آخرين.
وتبنت جماعة الحوثي الهجوم، في بيان على لسان المتحدث الرسمي لها.
الحوثيون يتعهدون برد مؤثر
وتعهد المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين بـ "رد مؤثر" على الضربات الإسرائيلية.
وقال العميد يحيي سريع، المتحدث العسكري للجماعة: "سنواصل عملياتنا المساندة لغزة مهما كانت النتائج والتداعيات، ونؤكد ما ورد في بياناتنا السابقة باعتبار منطقة تل أبيب غير آمنة".
وأضاف في تسجيل مصور عبر منصة "إكس": "الجماعة لن تتردد في ضرب أهداف حيوية في إسرائيل، وأعدت العدة لحرب طويلة الأمد، رداً على إعلان الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفذت سلسلة غارات على منشآت عسكرية في ميناء الحديدة".
وأوضح سريع، أن الجيش الإسرائيلي استهدف محطة الكهرباء، والميناء، وخزانات الوقود، وجميعها أهداف مدنية.
وألقت جماعة الحوثي باللائمة على الولايات المتحدة وبريطانيا في الهجوم بسبب تحالفهما ودعمهما لإسرائيل، وتوعدت إسرائيل "بضربات مؤثرة أكثر".
وقال كبير المفاوضين والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، في بيان عبر منصة "إكس": "عدوان إسرائيلي غاشم على اليمن باستهداف منشآت مدنية، خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة بهدف مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة... وما نؤكد عليه أن هذا العدوان الغاشم لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصراراً وثباتاً واستمراراً".
وذكرت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثيين، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منشآت نفطية في الميناء الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ 9 سنوات، وتسببت في اندلاع حرائق ضخمة ووفاة 3 وإصابة 87 مصاباً على الأقل.
ونقلت القناة عن وزير النفط والمعادن بحكومة الحوثيين قوله إن "الوضع التمويني مستقر ولدينا مخزون كافي من المشتقات النفطية".
وقال مصدر عسكري يمني لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن القصف استهدف مبنى الأمن السياسي للحوثيين ومخازن للأسلحة ومحطة للكهرباء.
وأضاف المصدر أن الغارات "استهدفت ميناء الحديدة ومنشآت حكومية تتخذ جماعة الحوثي منها مراكز لتخزين النفط والأسلحة والذخائر وتجمعات للمسلحين الحوثيين في عدة أماكن في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين غرب اليمن".
وقال سكان من مدينة الحديدة لوكالة "رويترز" عبر الهاتف إن دوي انفجارات سُمع في أنحاء المدينة خلال قصف مكثف.
رسالة للحوثيين
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الميناء الذي هاجمه الجيش الإسرائيلي في اليمن "ليس ميناءً بريئاً بل يستخدم في أغراض عسكرية، ولدخول أسلحة من إيران.
وأضاف أن الغارة، التي وقعت على بعد حوالي 1800 كيلومتر من إسرائيل، هي تذكير "للأعداء بأنه لا يوجد مكان لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه".
وقال وزير الدفاع، يوآف جالانت، السبت، إن إسرائيل قصفت الحوثيين في اليمن لتوجيه رسالة معينة بعد أن ألحقوا الضرر بمواطن إسرائيلي.
وأضاف، في بيان مصور: "النيران المشتعلة حالياً في الحديدة يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.. المغزى واضح".
وتابع جالانت: "الحوثيون هاجمونا أكثر من 200 مرة. وفي المرة الأولى التي ألحقوا فيها الأذى بمواطن إسرائيلي، قصفناهم، وسنفعل ذلك في أي مكان إذا اقتضت الضرورة".
ونشر مكتب وزير الدفاع صوراً من جلسة المصادقة على الخطط التنفيذية التي عقدت صباح السبت، برئاسة جالانت، مع رئيس الأركان هيرتسي هاليفي.
وقال وزير الخارجية، يسرائيل كاتس: "وجه طائرات سلاح الجو ضربة قوية لذراع إيران.. سنضرب كل من يؤذينا".
وأضاف: "نفذت إسرائيل هجوماً دقيقاً على ميناء الحديدة رداً على الهجوم الحوثي على تل أبيب، الجمعة، الذي أسفر عن سقوط مدني وإصابة آخرين، على الرغم من أن إسرائيل تصرفت بضبط النفس لفترة طويلة تجاه الهجمات المتكررة من الحوثيين على إسرائيل".
الرد رسالة لإيران
واعتبرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "أهمية العملية لا تكمن فقط في الهجوم والأهداف التي جرى ضربها، ولكن أيضاً في تحمل المسؤولية والوقوف وراء العملية، وهو ما لم يحدث في مرات أخرى عندما هاجمت إسرائيل ساحات بعيدة ومختلفة".
وتابعت إذاعة الجيش: "من المهم ملاحظة سرعة العملية.. في غضون يوم ونصف من الهجوم الحوثي، كانت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقصف في اليمن، على بعد 2000 كيلومتر من إسرائيل.. هذه عملية جوية معقدة إلى حد ما، تتطلب تحضيرات طويلة، والخلاصة أنه بعد استعداد دام حوالي عامين في سلاح الجو للهجوم على إيران والساحات البعيدة، يبدو أن سلاح الجو الآن جاهز تماماً لذلك، وبالتالي كان قادراً على تنفيذ الهجوم بسرعة. هذه رسالة واضحة للإيرانيين أيضاً".
"حماس" و"حزب الله" ينددان
ونددت حركة حماس بالهجوم، وأعلنت، في بيان، تضامنها مع "الشعب اليمني والحوثيين وتشيد بمواقفهم الشجاعة وقرارهم الحاسم بتقديم كل سبل الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني".
وحملت الحركة، إسرائيل، والإدارة الأميركية المسؤولية عن التصعيد الذي تشهده المنطقة "باستمرارها في منح الاحتلال الإسرائيلي الغطاء السياسي والدعم العسكري المفتوح لارتكاب أفظع الجرائم والانتهاكات لكافة القوانين الدولية".
ووصفت جماعة "حزب الله" اللبنانية، السبت، إقدام إسرائيل على ضرب اليمن بأنها "خطوة حمقاء" تؤذن بمرحلة جديدة من المواجهة على مستوى المنطقة بكاملها.
وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن بعد أن شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة في أعقاب هجوم شنته عناصر تابعة لحركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى، على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.