هاريس بعد حصد دعم مندوبي الحزب الديمقراطي: عازمة على هزيمة ترمب

أعلنت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، حصولها على الأصوات الكافية من مندوبي الحزب الديمقراطي لانتزاع بطاقة الترشح إلى انتخابات الرئاسة الأميركية، مؤكدة أنها تتطلع إلى "توحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد البلاد، وهزيمة" الرئيس السابق دونالد ترمب في نوفمبر المقبل.

وقالت هاريس، في بيان: "عندما أعلنت إطلاق حملتي الانتخابية للرئاسة، قلت إنني أعتزم الحصول على الترشح.. والليلة، أنا فخورة بالحصول على الدعم الكبير المطلوب لأصبح مرشحة حزبنا، وبصفتي ابنة كاليفورنيا، أنا فخورة بأن مندوبي ولايتي ساهموا في وضع حملتنا الانتخابية في المقدمة. وأنا أتطلع إلى قبول الترشيح رسمياً قريباً".

وأعربت عن امتنانها "للرئيس جو بايدن وكل شخص في الحزب الديمقراطي، الذين وضعوا ثقتهم بي بالفعل، وأتطلع إلى طرح قضيتنا مباشرة على الشعب الأميركي".

وتابعت: "هذه الانتخابات تمثل اختياراً واضحاً بين رؤيتين مختلفتين. (الرئيس الأميركي السابق) دونالد ترمب يريد أن يعيد بلادنا إلى عصر لم يكن فيه الكثير منا يتمتعون بحريات كاملة وحقوق متساوية. أنا أؤمن بمستقبل يعزز ديمقراطيتنا، ويحمي الحرية الإنجابية ويكفل لكل شخص الفرصة ليس فقط لمجرد العيش، بل للمضي قدماً".

وأردفت: "خلال الأشهر القليلة المقبلة، سأسافر في جميع أنحاء البلاد لأتحدث مع الأميركيين حول كل شيء على المحك. وأنا عازمة تماماً على توحيد حزبنا وتوحيد أمتنا وهزيمة دونالد ترمب في (انتخابات) نوفمبر".

وقبل ساعات، أعلنت حملة كامالا هاريس، تلقيها تبرعات بقيمة 81 مليون دولار خلال الـ24 ساعة التي تلت إعلان بايدن الانسحاب من السباق الانتخابي، موضحة أن المبلغ "يشمل الأموال التي تم جمعها عبر الحملة، واللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، ولجان جمع التبرعات المشتركة".

بدورها، قالت مصادر في حملة هاريس، لوكالة "رويترز"، إن نائبة الرئيس تجاوزت مساء الاثنين عدد المندوبين المطلوب للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة، فيما أشارت شبكة CNN إلى أن التقديرات تؤكد حصوال هاريس على دعم عدد كافٍ من المندوبين الديمقراطيين.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن هاريس حصلت على أصوات 2214 مندوباً، وهو ما يتجاوز الأغلبية البسيطة اللازمة للفوز بالترشيح في الاقتراع الأول، لافتةً إلى أن مندوبي الحزب الديمقراطي يتمتعون بحرية التصويت للمرشح الذي يختارونه عندما يختار الحزب مرشحه رسمياً.

ووفقاً لشبكة CNN، فإن دعم نائبة الرئيس حتى الآن من قبل أكثر من 1976 مندوباً تعهدوا بدعمها، وهو العدد الذي تحتاجه للفوز بالترشيح في الجولة الأولى من التصويت، لافتةً إلى أن هذا التأييد ليس ملزماً، ومع خروج بايدن من السباق، يكون للمندوبين الحرية في التصويت للمرشح الذي يختارونه.

"إجماع" ديمقراطي على دعم هاريس

وأشارت "بلومبرغ"، إلى أن مقابلات أجرتها مع مسؤولين في بعض الولايات الأكبر عدداً في السكان، أظهرت مستويات مماثلة من الحماس لهاريس على غرار ما أظهره مندوبو ولاية كاليفورنيا، ما يبرز كيف عززت نائبة الرئيس الدعم لضمان ترشيح حزبها.

ولم يعلن أي مرشح ديمقراطي أي خطط لخوض الانتخابات ضد هاريس، وأظهرت حصيلة وكالة "أسوشيتد برس" في وقت متأخر، الاثنين، تجاوز "العدد السحري" وهو 1976 مندوباً، وهو العدد اللازم لانتزاع بطاقة الترشح للرئاسة.

وقال كيندال سكودر، مندوب تكساس ونائب الرئيس المالي للحزب الديمقراطي بالولاية، إن كل نظراء الولاية الذين تحدث إليهم خططوا لدعم هاريس.

ووفقاً لـ"بلومبرغ"، أصبح الآن المندوبون الذين تعهدوا بالتصويت لصالح بايدن، متاحين للتصويت لمن يريدون في مؤتمر الحزب الشهر المقبل في شيكاغو.

ويحق لما يقرب من 4000 مندوب التصويت في الجولة الأولى من المؤتمر، ويحتاج المرشح إلى دعم الأغلبية للفوز المباشر. ويعتبر أكثر من 700 من أعضاء الحزب، العديد منهم مسؤولون منتخبون، مندوبون تلقائيون أو مندوبون كبار، ولن يكونوا مؤهلين للتصويت إلا إذا انتقلت عملية الترشيح إلى جولة ثانية.

لكن هذا الأمر يبدو مستبعداً غداة إعلان بايدن الانسحاب التاريخي، إذ أعرب عدد كبير من المشرعين وحكام الولايات ومسؤولي الحزب الآخرين دعمهم  ترشيح هاريس.

ورغم أن بعض الديمقراطيين يؤيدون فكرة أن مرشحين بخلاف هاريس، ربما يكون لديهم فرصة أفضل لهزيمة المرشح الجمهوري ترمب، لم يتقدم أي شخص آخر للترشح، وأعلن منافسون محتملون مثل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ميشيجان جريتشن ويتمير التزامهم بدعمها.

من جهتها، قالت كريستين بيلوسي، المندوبة الكبرى من كاليفورنيا وابنة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، إن الحزب الديمقراطي يرغب في أن يتحد مندوبوه والمندوبون الكبار البالغ عددهم 496 خلف هاريس. ومساء الاثنين، صوّت وفد كاليفورنيا بالإجماع على دعمها.

وأضافت بيلوسي: "كامالا هاريس ستحظى بقدر هائل من الدعم من كاليفورنيا"، والولاية تمثل "جزءاً كبيراً من تلك الكتلة اللازمة لوضعها في المقدمة".