هاريس بعد لقاء نتنياهو: لن أصمت إزاء المعاناة في غزة.. وحان وقت اتفاق لوقف النار

time reading iconدقائق القراءة - 7
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. 25 يوليو 2024 - رويترز
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض. 25 يوليو 2024 - رويترز
دبي -الشرق

قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس والمرشحة المحتملة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي إنها "لن تقف صامتة" إزاء المعاناة في غزة، معربة عن "قلقها العميق" بشأن الوضع الإنساني في القطاع خلال لقائها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبلغته بأن "الوقت قد حان"، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وحظي اللقاء بين هاريس ونتنياهو بمتابعة وثيقة بحثاً عن مؤشرات عما إذا كانت هاريس ستتبنى تغييراً في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، إذا أصبحت رئيسة للبلاد.

وقالت هاريس للصحافيين بعد الاجتماع: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.. وكيفية قيامها بذلك أمر مهم"، مضيفة أنها عبرت عن مخاوفها إزاء حجم المعاناة الإنسانية في غزة، وذكرت: "لقد أوضحت قلقي البالغ بشأن الوضع الإنساني المتردي هناك"، وأردفت بالقول "لن أصمت".

وأضافت: "صور الأطفال المتوفين، والناس الجائعين الذين يفرون بحثاً عن الأمان. ما حدث في غزة خلال الأشهر التسع الماضية، أمر مريع. لا يمكننا أن نغض النظر في وجه تلك المآسي. لا يمكننا السماح لأنفسنا بأن نصبح خاملين إزاء المعاناة، وأنا لن أصمت"، وفق ما نقلت CNN.

وتابعت: "لنحصل على صفقة، كي نتمكن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، ولنعد المحتجزين إلى منازلهم، وتوفير المساعدات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني".

وقالت CNN إن تعليقات هاريس تقدم أوضح شرح حتى الآن لوجهات نظرها بشأن النزاع، فيما تحاول التوصل إلى توازن بشأن القضية التي لم تقسم البلاد فقط، ولكنها سببت انقسامات في الحزب الديمقراطي نفسه. وكررت هاريس تعليقات الرئيس جو بايدن بشأن التزام أميركا "الراسخ" والتزامها الثابت بدعم إسرائيل، ولكنها أوصلت رسالة شديدة بشأن ضرورة إنهاء الحرب.

وعكست تصريحات هاريس، التي كانت حادة وجادة في لهجتها، ما يمكن أن يكون تغييراً عن طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع نتنياهو.

وقبل هذا بساعات، ضغط بايدن من أجل وقف إطلاق النار، لإنهاء الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر في غزة، وذلك في أول محادثات مباشرة يجريها مع نتنياهو منذ أن زار إسرائيل بعد أيام من الهجوم الذي شنته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر، وتعهد الرئيس الأميركي خلال الزيارة بتقديم الدعم.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إنه لا تزال هناك فجوات بين إسرائيل و"حماس" في محادثات وقف إطلاق النار، إلا "أننا أقرب الآن مما كنا من قبل"، مضيفاً "على كلا الطرفين تقديم تنازلات".

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "أعتقد أن الرسالة من الجانب الأميركي في الاجتماع كان مفادها أننا بحاجة إلى إنجاز هذا الاتفاق".

وتتزامن الزيارة مع تحولات مهمة في السياسة الأميركية، إذ أعلن بايدن، يوم الأحد، تخليه عن خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة تحت وطأة ضغط من زملائه في الحزب الديمقراطي، وقال إنه يؤيد ترشيح هاريس عن الحزب لخوض انتخابات عام 2024.

وقال بايدن في أثناء ترحيبه بنتنياهو في المكتب البيضاوي: "لدينا الكثير لنتحدث عنه".

وقال نتنياهو لبايدن، مشيراً إلى نصف قرن من الخدمة العامة للرئيس الأميركي: "أريد أن أشكرك على 50 عاماً من الخدمة العامة، و50 عاماً من الدعم لدولة إسرائيل".

وفُرضت تدابير أمنية إضافية في محيط البيت الأبيض، تحسباً لتجمع متظاهرين يوم الخميس.

والتقى بايدن، ونتنياهو في وقت سابق مع عائلات الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى "حماس"، وقال ممثلون للعائلات للصحافيين بعد الاجتماع إنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق، لوقف إطلاق النار يعيد الرهائن للوطن.

توتر بين بايدن ونتنياهو

وتوترت علاقة بايدن، ونتنياهو منذ أشهر بسبب نهج إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، وتشير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع أودت حتى الآن بحياة أكثر من 39 ألف فلسطيني، كما تسببت في أزمة إنسانية بالقطاع.

والولايات المتحدة مزود كبير للأسلحة لإسرائيل، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد عدة مشاريع قرارات مهمة في الأمم المتحدة.

وليس من المعروف بعد إن كان بايدن، الذي لن يصبح رئيسا لولاية مقبلة، أو هاريس التي تظهر استطلاعات الرأي أنها في سباق متقارب مع المرشح الجمهوري دونالد ترمب، سيتمكنان من التأثير على قرارات نتنياهو.

ويتوجه نتنياهو، الجمعة، إلى ولاية فلوريدا للاجتماع مع ترامب.

ويحرص الرئيس الأميركي ونائبته على التوصل لوقف إطلاق النار، وموقف هاريس متسق مع موقف بايدن بشأن إسرائيل لكن لهجة تصريحاتها كانت أكثر حدة.

خطاب رئيس وزراء إسرائيل في الكونجرس

تأتي الاجتماعات الأميركية الإسرائيلية بعد يوم من خطاب نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي والذي حمل العديد من الرسائل، حيث عرض خطته لليوم التالي للحرب على غزة، دون أن يذكر صراحة "وقف إطلاق النار في القطاع"، واستجدى المشرّعين الأميركيين من أجل مزيد من الأسلحة لإسرائيل في "أقرب وقت"، كما كال الاتهامات والتهديدات لمن وصفهم بـ"أعداء إسرائيل".

وقال نتنياهو، في خطاب أمام اجتماع مشترك للكونجرس الأميركي، إن إسرائيل ستُبقي على وجود عسكري لها في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب كي لا يشكل القطاع "تهديداً" عليها، وأضاف أن بلاده لا تسعى إلى تهجير سكان غزة، وإنها لا تمانع وجود إدارة مدنية فلسطينية للقطاع بعد الحرب، شريطة ألا تكون معادية لإسرائيل.

وأشار إلى أن "غزة يجب أن تحظى بإدارة مدنية من فلسطينيين لا يسعون إلى تدمير إسرائيل، ولنا الحق في طلب ذلك.. نسعى إلى وجود جيل جديد من الفلسطينيين يجب ألا يتعلم كره اليهود.. يجب أن يتعلم العيش بأمان وسلام معنا".

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي كبير، يوم الأربعاء، إن مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن الذي طال انتظاره يبدو أنها في مراحلها الختامية، وقدم مسؤولون أميركيون تعهدات مماثلة من قبل عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، أضاعته خلافات اللحظة الأخيرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك