إسرائيل: لن ننتظر إذناً أميركياً لمهاجمة "حزب الله".. وواشنطن تعلم ذلك

time reading iconدقائق القراءة - 6
الدخان يتصاعد فوق جنوب لبنان جراء قصف متبادل بين إسرائيل وجماعة حزب الله. 25 يوليو 2024 - Reuters
الدخان يتصاعد فوق جنوب لبنان جراء قصف متبادل بين إسرائيل وجماعة حزب الله. 25 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

قال مسؤول إسرائيلي الجمعة للصحافيين في واشنطن، إن تل أبيب لن تنتظر ضوءاً أخضر من الولايات المتحدة قبل القيام بعمل عسكري تقرره ضد جماعة "حزب الله" اللبنانية لدفعها بعيداً عن حدودها الشمالية.

وذكر المسؤول أن واشنطن تعلم أن إسرائيل "لن تسمح للموقف على الحدود الشمالية، حيث يهاجم حزب الله قرى ومواقع عسكرية إسرائيلية، بأن يظل على وضعه الحالي"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وأضاف المسؤول الذي يزور الولايات المتحدة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تأمل في إمكانية التوصل إلى حل عبر الطرق الدبلوماسية، ولكنها لن تتردد في اتخاذ أي عمل عسكري، إذا باتت تلك الطرق (الدبلوماسية) مستحيلة.

وأشار إلى أن إسرائيل "ليست مستعدة للتخلي عن أي أراض لاستعادة للهدوء في الشمال".

وقال إنه "فقط، حين تصبح المنطقة آمنة، ويسمح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل، سنعتبر أن تهديد حزب الله قد تم حله".

وفي يونيو الماضي، قال مسؤولون أميركيون، إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر "بقلق بالغ" من أن يتطور تصعيد أعمال العنف بين إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية، إلى "حرب شاملة"، وتسعى جاهدة لتجنب حدوث ذلك.

ولكن وفداً من كبار المسؤولين الإسرائيليين حصل خلال زيارة لواشنطن في يونيو أيضاً، على تطمينات من نظرائهم الأميركيين بأن إدارة الرئيس جو بايدن مستعدة تماماً لدعم حليفتها تل أبيب حال اندلاع حرب شاملة على الحدود الشمالية بين إسرائيل وجماعة "حزب الله"، وفقاً لما نقلته شبكة CNN عن مسؤول أميركي كبير.

"لعبة صبر"

وتراقب القوات الإسرائيلية ومقاتلو حزب الله بعضهما البعض منذ عدة أشهر في القرى والتجمعات السكنية المهجورة بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان، حيث يبدلون المواقع ويغيرون الأوضاع للتكيف مع ظروف معركة لفرض السيطرة بينما ينتظرون لمعرفة ما إذا كان الوضع سيتطور إلى حرب شاملة، وفق "رويترز".

ويتبادل الجانبان منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر، وابلاً من الصواريخ وقذائف المدفعية والضربات الجوية يومياً في مواجهة لم تصل إلى حرب شاملة بعد.

وتم إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود، ويبدو أن الآمال في العودة قبل بدء العام الدراسي الجديد في سبتمبر تبددت بعد إعلان وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش الثلاثاء، أن الظروف لا تسمح بذلك.

وضع جامد على الحدود

وقال اللفتنانت كولونيل دوتان، وهو ضابط إسرائيلي لا يتسنى ذكر سوى اسمه الأول إنها "نفس الحرب تقريباً على مدى التسعة أشهر الماضية... مرت علينا أيام ضربنا فيها حزب الله وأيام سيئة ضربنا هو فيها. إنه نفس الوضع تقريباً، طوال العام، طوال التسعة أشهر".

ومع اشتداد الحر في الصيف، أصبح الدخان المنبعث من الطائرات المسيرة والصواريخ في السماء مشهداً يومياً يؤدي بانتظام إلى حرائق غابات في التلال كثيفة الأشجار على الحدود.

وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن سقوط ما يقرب من 350 مقاتلاً من حزب الله في لبنان وأكثر من 100 مدني، بينهم مسعفون وأطفال وصحافيون، في حين سقط عشرة مدنيين إسرائيليين وعامل زراعي أجنبي و20 جندياً إسرائيلياً.

ورغم ذلك، ومع استمرار إطلاق النار عبر الحدود، تتدرب القوات الإسرائيلية على هجوم محتمل في لبنان قد يزيد بشكل كبير من خطر نشوب حرب إقليمية أكبر ربما تتدخل فيها إيران والولايات المتحدة.

وقال دوتان، وهو يقف في موطنه بتجمع إيلون السكني، الذي لم يبق فيه سوى حوالي 150 مزارعاً وحارس أمن من أصل 1100 نسمة، إن الجانبين يختبران بعضهما البعض منذ أشهر في معركة تكتيكية تتطور باستمرار.

وأضاف "علمتنا هذه الحرب الصبر... في الشرق الأوسط، أنت بحاجة إلى الصبر".

استخدام متزايد للمسيرات

وذكر أن القوات الإسرائيلية لاحظت استخداماً متزايداً للطائرات المسيرة الإيرانية، من النوع الذي شوهد كثيراً في أوكرانيا، بالإضافة إلى صواريخ كورنيت روسية الصنع المضادة للدبابات والتي يتم استخدامها على نحو متزايد في استهداف المنازل، في الوقت الذي عدلت فيه القوات الإسرائيلية تكتيكات تحرك الدبابات في مواجهة هذه الصواريخ.

وأضاف "حزب الله منظمة سريعة التعلم وقد أدركت أن الطائرات المسيرة هي الشيء الكبير القادم وبالتالي اشترتها وتدربت عليها".

واستجابت إسرائيل من خلال تعديل نظام "القبة الحديدية" للدفاع الجوي وركزت عملياتها على إضعاف الهيكل التنظيمي لحزب الله بمهاجمة ذوي الخبرة من قادته، مثل علي جعفر معتوق، الذي كان قائداً ميدانياً في وحدة الرضوان الخاصة وسقط الأسبوع الماضي.

ومضى دوتان قائلاً "هذه نقطة ضعف أخرى اكتشفناها. نحن نستهدفهم ونبحث عنهم يومياً".

ورغم ذلك ومع مرور الأشهر، فالانتظار ليس سهلاً على القوات الإسرائيلية التي تتخذ المناورة والعمليات الهجومية السريعة عقيدة لها.

وأضاف "عندما تكون في موقف دفاع، لا يمكنك هزيمة العدو. ونحن ندرك ذلك، وليس لدينا أي توقعات، وبالتالي علينا الانتظار. إنها لعبة الصبر"، وفق ما نقلت عنه "رويترز".

تصنيفات

قصص قد تهمك