من غزة إلى أوكرانيا مروراً بإفريقيا.. ملامح سياسة خارجية متباينة لكامالا هاريس

time reading iconدقائق القراءة - 6
مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تصل إلى قاعدة أندروز المشتركة في ولاية ماريلاند. 27 يوليو 2024 - Reuters
مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تصل إلى قاعدة أندروز المشتركة في ولاية ماريلاند. 27 يوليو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

أيّد مئات من صناع السياسة الخارجية الديمقراطيين السابقين، نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، في محاولتها للوصول إلى البيت الأبيض، وأشادوا بالمرشحة المحتملة للحزب، رغم "خبرتها المحدودة" في المسائل الدبلوماسية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وجاء صعود هاريس السريع نحو القمة بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي في وقت تتزايد فيه التوترات العالمية، ما دفع الناخبين للتساؤل عن مواقفها بشأن القضايا الحرجة في السياسة الخارجية، بما في ذلك الدعم العسكري لإسرائيل وأوكرانيا، وأزمة الهجرة، والتهديدات التي تشكلها الصين.

ولم تشارك هاريس بشكل كبير في تحديد السياسة الخارجية في إدارة بايدن، ولعبت دوراً محدوداً حتى في المجالات التي كانت منخرطة فيها، وخاصة في تعامل الإدارة مع الهجرة غير الشرعية على طول الحدود الجنوبية.

ومع ذلك، حاولت الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترمب، ربْط هاريس بزيادة تدفق المهاجرين، ووصفتها بأنها "تفتقر إلى الخبرة".

الحرب على غزة

كانت هاريس إلى حد كبير متوافقة مع بايدن بشأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة، كما أكدت موقف الإدارة بأن لـ"تل أبيب الحق في الدفاع عن نفسها"، لكنها اتخذت لهجة أكثر حدّة بشأن معاناة الناس في غزة، وفق "نيويورك تايمز".

وقالت هاريس للصحافيين بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، الخميس، إن "ما حدث في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية مدمّر".

وأضافت: "صور الأطفال القتلى، والأشخاص اليائسين، والجوعى الذين يفرّون بحثاً عن الأمان، وبعضهم ينزحون للمرة الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة. لا يمكننا أن نتجاهل هذه المآسي". وتابعت: "لن أصمت".

ولم تحضر هاريس الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام اجتماع مشترك للكونجرس، الأربعاء الماضي، لكنها أدانت المتظاهرين الذين أحرقوا العلم الأميركي ورسموا شعارات معادية لإسرائيل على تماثيل قرب مبنى الكابيتول.

وبعد لقائها مع نتنياهو، قالت هاريس، إنها التقت بأسر محتجزين إسرائيليين لدى حركة "حماس" منذ هجمات السابع من أكتوبر الماضي، وقالت: "أقف معهم".

وفي مارس الماضي، دعت هاريس إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، ووصفت الوضع في القطاع بأنه "كارثة إنسانية".

وفي مقابلة أُجريت معها في وقت لاحق من الشهر نفسه، تبنّت هاريس موقف إدارة بايدن المعارض لأي غزو إسرائيلي لمدينة رفح الحدودية بجنوب القطاع، حيث فرّ أكثر من مليون شخص. وقالت: "لا يوجد مكان لهؤلاء الناس يذهبون إليه".

حرب أوكرانيا

ودعمت هاريس بشكل قوي أوكرانيا، في الحرب مع روسيا، الموقف الذي يُمثّل لحظة مهمة لها على الساحة العالمية، ويتناقض بشكل حاد مع موقف ترمب.

وفي مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير الماضي، أكدت هاريس لقادة العالم أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا، لكنها لم تتمكن من ضمان الدعم المطلق من الكونجرس.

واتهمت موسكو، بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في حربها على أوكرانيا، ودعت إلى محاسبتها على ما وصفتها بـ"الأعمال البربرية" التي ارتكبتها في الحرب، كما حذّرت أيضاً الصين من تقديم الدعم لروسيا.

ملف الهجرة

عندما تولى بايدن منصبه، خفّف بعض التدابير التي اتخذها سلفه ترمب على الحدود الجنوبية، والتي تضمنت فصْل عائلات وبناء جدار.

لكن سياسات بايدن تزامنت مع زيادة في معدلات الهجرة العالمية، ما أدى إلى زيادة في عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون الحدود الجنوبية إلى الولايات المتحدة.

وكلّف بايدن هاريس، بمعالجة الأسباب الرئيسية للهجرة في أميركا الوسطى، مثل الفقر، والجريمة، والفساد.

وحذّرت هاريس أثناء زيارتها إلى جواتيمالا في عام 2021، وهي أول زيارة خارجية لها كنائبة للرئيس، المهاجرين من محاولة الوصول إلى الحدود الأميركية، وقالت: "لا تأتوا".

وسعى جمهوريون إلى إلقاء اللوم على هاريس في زيادة أعداد المهاجرين، ووصفوها بـ"قيصر الحدود".

وفي مارس الماضي، قالت هاريس: "نحن واضحون للغاية، وأعتقد أن معظم الأميركيين واضحون في أن لدينا نظام هجرة فاسد ويجب إصلاحه".

كما أيّدت هاريس مؤخراً مقترحاً يحظى بتأييد الحزبين بشأن أمن الحدود، كان قد تم رفضه من قِبَل جمهوريين بتوجيهات من ترمب، وينص المقترح على غلْق الحدود الأميركية مع المكسيك إذا وصلت حالات العبور إلى عدد محدد.

منطقة المحيطين الهندي والهادئ

وتحدثت هاريس عن التهديد الذي تشكله الصين على حلفاء ومصالح الولايات المتحدة في آسيا، وفي خطاب ألقته في سنغافورة عام 2021، أدانت الإجراءات البحرية الصينية، والتي تضمنت "ترهيب أساطيل الصيد لدول أخرى، وبناء جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي".

وقالت هاريس: "نعلم أن بكين تواصل ممارسة الإكراه، والترهيب، والمطالبة بالسيادة على معظم أجزاء بحر الصين الجنوبي".

وفي عام 2022، ألقت هاريس خطاباً على متن سفينة حربية أميركية قبالة سواحل اليابان، أكدت فيها على سياسة الولايات المتحدة غير الرسمية بشأن دعم تايوان ضد العدوان الصيني.

وقالت: "سنواصل دعم تايوان في دفاعها عن نفسها، بما يتماشى مع سياستنا الراسخة".

إفريقيا

وتواجه إفريقيا طفرة سكانية قد تضطر الولايات المتحدة إلى تغيير علاقتها مع القارة، بحسب "نيويورك تايمز".

وفي عام 2023، توجهت هاريس إلى غانا، وتنزانيا، وزامبيا، في زيارة استغرقت أسبوعاً؛ لمواجهة الخطاب الذي يقول إن الولايات المتحدة ترى إفريقيا فقط كوسيلة للوقاية من توسّع الصين وروسيا.

وبعد مرور عام على الزيارة، أعلنت هاريس، شراكة تهدف إلى إتاحة الوصول إلى الإنترنت لـ80% من سكان القارة بحلول عام 2030.

تصنيفات

قصص قد تهمك