أولمبياد باريس.. انتقادات دينية واعتذار فرنسي عن "العشاء الأخير"

time reading iconدقائق القراءة - 4
فرسان على خيول وخلفهم أشخاص يحملون أعلام الدول المشاركة في أولمبياد باريس خلال حفل الافتتاح- 26 يوليو 2024 - Reuters
فرسان على خيول وخلفهم أشخاص يحملون أعلام الدول المشاركة في أولمبياد باريس خلال حفل الافتتاح- 26 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أثار أحد عروض افتتاح دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس، والذي مثّل محاكاة ساخرة للوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي (1452-1519)، ردود فعل غاضبة من مؤسسات، وطوائف دينية، ما دفع المنظمين إلى الاعتذار، والتأكيد "أنه لم تكن هناك نية على الإطلاق، لإظهار عدم الاحترام لأي طائفة دينية".

وخلال الحفل الافتتاحي للأولمبياد، الجمعة الماضي، أظهر أحد العروض محاكاةً للوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي (1452-1519)، والتي تمثل المشهد الشهير للمسيح، والحواريين وهم يتشاركون وجبة أخيرة قبل الصلب، وفق العقيدة المسيحية، بمشاركة مجموعة ممثلين بينهم عارضة أزياء متحولة جنسياً، يجسدون دور شخصيات اللوحة الشهيرة، ما أثار انتقادات كثيرة، وصفت العرض بأنه "مسيء، ومهين للمعتقدات الدينية".

منظمو الأولمبياد يعتذرون

وفي ضوء المشاعر الغاضبة التي أثارها إعادة تمثيل لوحة العشاء الأخير، سارع منظمو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس إلى الاعتذار للكاثوليك، ولطوائف مسيحية أخرى.

وفي مؤتمر صحافي الأحد، قالت إن ديكا المتحدثة باسم أولمبياد باريس 2024: "بالتأكيد لم تكن هناك نية على الإطلاق، لإظهار عدم الاحترام لأي طائفة دينية"، لافتةً إلى أن حفل الافتتاح "حاول الاحتفاء بقيم التسامح".

وأضافت: "نعتقد أن هذه الرغبة تحققت.. وإذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن آسفون حقاً".

وقال توماس جولي، المدير الفني للحفل، إن الهدف كان الاحتفال بالتنوع، والإشادة بالولائم وفن الطهي الفرنسي، نافياً أن يكون أحد العروض "مستوحى" من لوحة العشاء الأخير، وتابع: "ليس لدي مطلقاً أي رغبة في السخرية من أي أمر أو تشويه.. أردت إنجاز حفل افتتاح ينطوي على إصلاح ومصالحة، ويعيد تأكيد قيم جمهوريتنا".

شجب وإدانة

وقالت الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا إنها تستنكر الاحتفال الذي "تضمن مشاهد السخرية والاستهزاء بالمسيحية"، وأشار إيمانويل جوبيار، مندوب أساقفة فرنسا في ألعاب باريس، إلى أن بعض الرياضيين الفرنسيين واجهوا مشكلات في النوم بسبب تداعيات الجدل.

وقال رئيس الأساقفة تشارل شيكلون، أعلى مسؤول كاثوليكي في مالطا، ومسؤول المكتب العقائدي التابع للفاتيكان، إنه اتصل بسفير فرنسا في مالطا للشكوى من "الإهانة غير المبررة".

وأعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، عن استيائها، واستنكارها لما قالت إنه "تجسيد مشهد العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه"، مضيفة أن "الطريقة التي قُدِم بها المشهد تحمل إساءة بالغة لأحد المعتقدات الدينية الأساسية التي تقوم عليها المسيحية".

كما أعربت الطائفة الأنجليكانية في مصر عن "أسفها العميق"، قائلة إن "الحفل قد يتسبب في فقدان اللجنة الأولمبية الدولية، هويتها الرياضية المميزة ورسالتها الإنسانية". 

وأدان الأزهر الشريف، الأحد، ما وصفه بـ "مشاهد الإساءة للسيد المسيح" في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية، مؤكداً في بيان أن "تصوير السيد المسيح بشكل مسيء لشخصه الكريم، ولمقام النبوة الرَفيع، وبأسلوب همجي طائش، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان، وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة، أثار غضباً عالمياً واسعاً".

هجوم سياسي

وبينما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن اعتزازه بنجاح افتتاح الألعاب الأولمبية، مغرداً عبر حسابه في "إكس" بالقول "هذه هي فرنسا"، شنّ سياسيون أوروبيون هجوماً لاذعاً على ما اعتبره مظاهر "ضعف الغرب، وتفككه"  في حفل افتتاح أولمبياد باريس.

وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، السبت، إن الحفل الذي أقيم الجمعة على نهر السين، وهدف إلى إظهار التنوع في فرنسا هو "تجسيد للخواء الأخلاقي في الغرب"، وفق تعبيره.

وتابع أوربان: "إنهم يتخلون تدريجياً عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق، والوطن، والأسرة.. مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، كما رأيتم إذا شاهدتم حفل افتتاح الأولمبياد".

وفي فرنسا، ارتفعت أصوات أيضاً من أقصى اليمين معربة عن استيائها من العديد من المشاهد، بينما استنكر الأساقفة مشاهد قالوا إنها "سخرية، واستهزاء بالمسيحية".

تصنيفات

قصص قد تهمك