حذّر وزير الدفاع الكوري الجنوبي، شين وون-سيك، من أن كوريا الشمالية ربما تفكر في إجراء اختبار نووي في وقت قريب من انتخابات الرئاسة الأميركية لإبراز مكانتها، بينما يواصل كيم جونج أون، الكشف عن رؤوس حربية جديدة قادرة على ضرب الولايات المتحدة وحلفائها في آسيا، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرغ".
وقال شين في مقابلة أجرتها معه "بلومبرغ"، الأحد، إن سول ستبرم اتفاقاً مع اليابان والولايات المتحدة لتوحيد إجراءات تتبع الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية.
وأضاف: "كوريا الشمالية أتمت استعداداتها لإجراء اختبار نووي عندما يتم اتخاذ القرار"، موضحاً أنه "لا يمكن استبعاد إمكانية أن يكون القرار قبل أو بعد انتخابات الرئاسة الأميركية مباشرة، لزيادة الضغط على واشنطن".
وكان شين في زيارة للعاصمة اليابانية لتوقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة واليابان لتعزيز التعاون الأمني، الذي شمل تدريبات عسكرية مشتركة.
وتميل كوريا الشمالية إلى جعل استفزازاتها متزامنة مع الأحداث السياسية الكبرى. وعلى الرغم من أن كيم عقد 3 قمم شخصية مع دونالد ترمب عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، رفضت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية التصريحات التي أدلى بها ترمب بشأن علاقته مع كيم.
كما وجه النظام الكوري الشمالي انتقادات شديدة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتجاهل دعواتها للعودة إلى محادثات نزع السلاح النووي المتوقفة منذ فترة طويلة، حسبما ذكرت "بلومبرغ".
وكان آخر اختبار نووي أجرته كوريا الشمالية في سبتمبر 2017، في أكبر تجربة نووية حتى الآن، إذا تراوحت قدرة التدمير بين 120 و250 كيلو طن.
ويُقدر أن كوريا الشمالية تمتلك نحو 80 إلى 90 رأساً حربياً، وفقاً لمعهد كوريا لتحليل الدفاع في سول، الذي أصدر تقريراً في يناير 2023، يشير إلى أن كيم يسعى امتلاك ما بين 100 إلى 300 رأس حربي على المدى الطويل.
تبادل بيانات بين واشنطن وسول
وقال شين إن الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية، بدأت التبادل الفوري للبيانات المتعلقة بعمليات إطلاق الصواريخ منذ ديسمبر الماضي، ووضعت إجراءات تشغيلية موحدة لتبادل المعلومات.
وأضاف أن "الدول الثلاث توصلت إلى اتفاق شبه كامل بشأن الإجراءات التشغيلية الموحدة"، مؤكداً أنه يتوقع توقيع اتفاق قريباً.
وقالت "بلومبرغ" إن تعاون كوريا الشمالية مع روسيا قد يشجعها على إجراء الاختبار النووي. وتقول الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن هذا التعاون يشمل تزويد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالأسلحة، لمساعدته في هجومه على أوكرانيا.
وأشارت الوكالة إلى تعهد كيم بتقديم دعم غير مشروط لبوتين في جهوده العسكرية في أوكرانيا، عندما زار الرئيس الروسي كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عاماً.
ووقع كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً، اتفاقية دفاع مشترك، ليعيدا إحياء التعاون الذي تشكل خلال الحرب الباردة والمدعوم الآن بترساناتهما النووية.
وأشار بوتين إلى استعداد روسيا لاستخدام حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع إصدار أي عقوبات جديدة ضد كيم بسبب تجارب الأسلحة، في تحد لقرارات المجلس.
تحسن العلاقات بين سول وطوكيو
وقال شين إن كوريا الشمالية أرسلت 12 ألف حاوية شحن إلى روسيا ربما تحتوي على ما يصل إلى 5.6 مليون قذيفة مدفعية. وأضاف أن النظام الكوري الشمالي أرسل أيضاً عشرات من الصواريخ الباليستية لمساعدة بوتين في حربه.
وأضاف الوزير: "نعتقد أن روسيا تقدم دعماً فنياً ليس فقط فيما يتعلق بالصواريخ، ولكن أيضاً لتحديث الأسلحة التقليدية التي تريدها كوريا الشمالية".
وتابع: "سيتعين علينا مراقبة كيفية انتقال هذه التقنيات إلى كوريا الشمالية مع مرور الوقت، والتغييرات التي ستحدثها في أنظمة أسلحتها".
وتُعد زيارة شين إلى اليابان هي الأولى من نوعها لوزير دفاع كوري جنوبي منذ 15 عاماً. ونما التعاون بين طوكيو وسول بعد تولي الرئيس الكوري الجنوبي المحافظ يون سوك يول منصبه قبل عامين تقريباً، وعمله على إصلاح العلاقات التي تضررت بسبب قضايا تاريخية.
وأشاد شين بتحسن العلاقات، ويرى أن ذلك يصب في مصلحة البلدين. وقال: "اليابان ستكون أكثر أماناً عندما توفر كوريا الجنوبية درعاً في الخطوط الأمامية"، مُشيراً إلى التهديدات التي تشكلها كوريا الشمالية.
وأضاف: "ولضمان سلامة كوريا الجنوبية أيضاً، سنكون أقوى عندما نحصل على دعم مؤكد من الخلف، من اليابان".