هاريس تبرز نقاط ضعف جي دي فانس أثناء تقييم مرشحيها لمنصب نائب الرئيس

time reading iconدقائق القراءة - 12
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لدى وصولها إلى قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند.27 يوليو  2024 - Reuters
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لدى وصولها إلى قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند.27 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

كانت خطة كامالا هاريس كمرشحة لمنصب نائب الرئيس هي تجاهل "جي دي فانس" واعتباره مجرد تابع لدونالد ترمب. ولكن الآن، بعد أن أصبحت المرشحة الديمقراطية المفترضة، تستغل حملة هاريس نقص خبرة فانس واختياره من قبل ترمب كدليل على عدم أهلية كليهما للقيادة، وتستغل هذا لصالح الحملة.

وتنظر هاريس إلى عملية اختيار نائب الرئيس الخاصة بها وعروض المتنافسين العلنية لإثبات وجهة نظرها.

وذكرت شبكة CNN أن الصعود بفانس، رغم نقص خبرته النسبية في الحكومة، تتيح لهاريس فرصة جديدة لمهاجمة ترمب.

والرسالة ليست فقط أن فانس "غريب"، كما قالت نائبة الرئيس في حملة لجمع التبرعات هذا الأسبوع، أو أن لديه آراء غير مقبولة، وفقاW لمستشاريها، بل أن السيناتور من أوهايو لا ينبغي أن يكون على بُعد خطوة واحدة من الرئاسة في حالة تعرض الرئيس نفسه لشيء يعيقه عن مزاولة مهامه، وأن اختيار ترمب له يثير المزيد من التساؤلات بشأن قدرات مرشحي الحزب الجمهوري على رأس القائمة الانتخابية.

وتهدف الاستراتيجية أيضاً إلى تسليط الضوء على عمر ترمب، الآن بعد أن لم يعد الرئيس جو بايدن جزءاً من النقاش، من خلال إبراز مدى قرب فانس من شغل المكتب البيضاوي إذا حدث شيء ما لرئيس يبلغ من العمر 78 عاماً.

ويعتبر التشكيك في مؤهلات فانس، كما يفعل بعض المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس لهاريس، وسيلة للقول إن الجمهوريين يتعاملون مع المرشحة الديمقراطية المفترضة بمعايير مزدوجة عندما يهاجمونها باعتبارها "تعييناً على أساس التنوع والشمولية".

وقال ميتش لاندريو، الرئيس المشارك لحملة هاريس، لشبكة CNN: "لدينا امرأة سوداء، ولدينا رجل أبيض، ولم يسأل أحد الرجل الأبيض عن خبرته."

وبعد الإعلان عن اختيار فانس من قبل ترمب وبينما كان الديمقراطيون لا يزالون ينتظرون لمعرفة ما إذا كان بايدن سيخرج من السباق، قالت هاريس لعدة مستشارين إنها ترى أن اختيار ترمب يعزز قاعدة شعار ترمب "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى" بدلاً من توسيع جاذبية القائمة الانتخابية.

وكانت هي وفريقها متحمسين لمواجهة فانس بدلاً من الآخرين على القائمة القصيرة للرئيس السابق، وكانوا يتطلعون إلى وصمه بالنفاق والتبعية لترمب.

والآن، يسعى فريق هاريس لإظهار مدى ضعف فانس مقارنة بالمرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس الخاص بها، وذلك عبر التركيز على نقاط ضعفه وانتقاداته.

وقال ميتش لاندريو، الرئيس المشارك لحملة هاريس، إن الجمهوري من أوهايو البالغ من العمر 39 عاماً هو "من بين الأقل استعدادا الذين قدمناهم لتولي منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن مؤهلاته لا تتجاوز الحد الأدنى المطلوب دستورياً، وهو أن يكون مواطناً أميركياً مولوداً طبيعياً في البلاد ويبلغ من العمر 35 عاماً.

وأضاف لاندريو: "لم يقم حتى بإدارة شركة. لم يقم بإدارة أي شيء. وهو على وشك أن يكون على بُعد خطوة واحدة من أكبر كيان في العالم".  

وتابع: "لذلك من العدل طرح السؤال: كيف يمكننا أن نعرف ما إذا كُنت تمتلك القدرة على إدارة السياسة الداخلية والأمن القومي لأقوى دولة في العالم، التي قد تُطلب منك في أي لحظة؟".

وقضت كامالا هاريس، التي انتُخبت لأول مرة إلى مجلس الشيوخ في عام 2016، وقتاً في المجلس يعادل وقت جي دي فانس، الذي انتُخب لأول مرة في عام 2022، قبل أن تبدأ في التحضير للترشح للرئاسة في عام 2018.

وعلى الرغم من أن فانس قد فاز بمنصب على مستوى الولاية، فإن الأشخاص الموجودين على القائمة القصيرة لهاريس، والتي تشمل عدة حكام وعضواً بمجلس الشيوخ وأحد وزراء الحكومة، لديهم خبرة أكثر في العمل الحكومي من فانس ولديهم تجارب قيادية في مجموعة متنوعة من المناصب السابقة، سواء في الحكومة أو في الأعمال أو في الجيش (وأيضاً في ناسا).

وقال سيدريك ريتشموند، النائب السابق من لويزيانا ومستشار بايدن في البيت الأبيض الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس المشارك لحملة هاريس، إنه لأمر صادم أن يتم تصور فانس في وضع يمكنه أن يصبح فيه الرئيس بين عشية وضحاها.

وكرر العديد من الأشخاص الذين يأملون في أن يتم اختيارهم كنائب لهاريس في القائمة الانتخابية هذه الرسالة وهم يتطلعون إلى الحصول على هذا المنصب.

وقال حاكم إلينوي جيه بي بريتسكي، الذي يُعتبر من بين الأشخاص الذين يتم النظر في ترشحهم للمنصب، إنه من خلال تجربته الواسعة في التوظيف في مختلف المجالات مثل الأعمال التجارية والمنظمات غير الربحية والحكومة، من الواضح أنه عندما يظهر سجل شخص ما في سيرته الذاتية أنه لم يتمكن من الاحتفاظ بوظيفة لفترة طويلة أو أن فترات عمله كانت قصيرة، فهذا يشير إلى وجود مشكلة ما.

ويشير بريتسكي إلى أن جي دي فانس، الذي قضى فترات قصيرة في وظائف تجارية قبل أن يترشح لانتخابات مجلس الشيوخ عن أوهايو في عام 2022، يعتبر مثالاً على ذلك.

وأشار وزير النقل بيت بوتيجيج، الذي ترشح للرئاسة قبل 4 سنوات، بعد أن عمل عمدة لسانت بيند في إنديانا إلى نقطة مشابهة خلال مقابلاته العامة في محاولته للترقي في قائمة هاريس.

وقال بوتيجيج، البالغ من العمر 42 عاماً: "أنا شخص يؤمن بأن الشباب يمكن أن يضيفوا شيئاً مميزاً"، مشيراً إلى أن سنواته القليلة في الخدمة الحكومية ليست قضية كبيرة نظراً لأن ترمب قد غير معايير الخبرة السياسية.

وأضاف بوتيجيج: "لكن أعتقد أنه عندما لا تمتلك أي خبرة تنفيذية على الإطلاق، خاصة في الإدارة العامة، ولديك خبرة قليلة جداً في المناصب العامة بشكل عام، فإن ذلك يعد مصدر قلق حقيقي".

من جهة أخرى، وصف ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات بحملة ترمب، فانس بأنه "أفضل خيار ليكون نائب الرئيس المقبل للولايات المتحدة، بينما كامالا هاريس تقوم بدور تمثيلي منذ أن اختارها بايدن".

وهاجم تشيونج هاريس باعتبارها "أقل مرشحة للرئاسة جدية في جيل"، مضيفاً: "بغض النظر عمن تختار كامالا، لا يمكنها تبييض سجلها البائس كمنسقة للحدود في إدارة بايدن، حيث أشرفت على التضخم المتفشي وإطلاق السجناء العنيفين مرة أخرى إلى المجتمعات".

هاريس تضع خبرتها في الاعتبار

بينما يشرف النائب العام السابق إريك هولدر على التقييم الرسمي للمرشحين لنائب هاريس، فإن عملية اتخاذ القرار الفعلي تبقى ضمن دائرة ضيقة حول نائبة الرئيس، بقيادة رئيسة موظفي حملتها، شيلا نيكس، ورئيسة موظفي مكتبها للترشيحات، لورين فولز.

ويقوم أعضاء هذا الفريق باتخاذ العديد من القرارات بأنفسهم، ويستشيرون أصدقاء قدامى وجدد يتمتعون بخبرة سياسية موثوقة بينما يدفعون لترشيحاتهم المفضلة.

وتمتلك هاريس، البالغة من العمر 59 عاماً، تجربة فريدة في قيادة عملية اختيار بعد 4 سنوات فقط من خوضها نفس التجربة.

وكانت هذه التجربة، والطريقة التي كان عليها التنقل في العمل تحت التدقيق المكثف، حاضرة في محادثاتها مع بايدن والرئيس السابق باراك أوباما، وفقاً لأشخاص مطلعين على تفكيرها، بحسب CNN

ولن يقتصر تقييم كامالا هاريس، أثناء عملية اختيارها لمرشح نائب الرئيس، على النظر في السير الذاتية للمرشحين فقط، بل ستضع أيضاً نوعية الخبرة التي يمتلكها كل مرشح، في الاعتبار، أي ما قاموا به بالفعل في المناصب التي شغلوها.

وأوضح أحد مستشاري هاريس أن لديها تجربة فريدة لكونها نائب رئيس سابقاً، لذا فهي تدرك جيداً التحديات التي ينطوي عليها هذا الدور. وبالتالي، تبحث عن شخص يتمتع بصمود وقوة كبيرة للتعامل مع هذه التحديات.

إضافة إلى ذلك، تشدد هاريس في اجتماعاتها الداخلية على أهمية توحيد الحزب الديمقراطي.

وكما كان الحال عندما كان بايدن في مداولاته الأخيرة حولها قبل 4 سنوات ، تعتقد هاريس أن العامل الأول يجب أن يكون من سيساعدها على الفوز، حسبما يقول مستشاروها.

وقال المتحدث باسم الحملة جيمس سينجر: "ستختار هاريس نائباً مؤهلاً ومستعداً لخدمة الشعب الأميركي وحماية حرياته والقتال من أجل مستقبله"، محاولاً مرة أخرى رسم تباين من خلال تكرار اتهام هاريس نفسها بأن ترمب اختار فانس لأنه دعم محاولته لإلغاء انتخابات 2020.

تشكيك في عمر وصحة ترمب

مع انسحاب بايدن من السباق، أصبح ترمب الآن المرشح الأكبر سناً بشكل كبير. فهو يعاني من زيادة الوزن، ويُعرف بحبه للوجبات السريعة ولديه اعتراض فلسفي على ممارسة الرياضة. كما أنه لم ينشر سجلاته الطبية كاملة.

وبالنسبة لمساعدي هاريس، يجعل ذلك من اختيار ترمب لنائبه مسألة أكثر إلحاحاً.

وعندما اختار السيناتور السابق جون ماكين في عام 2008 حاكمة ألاسكا سارة بالين لتكون مرشحته لنائب الرئيس، واجه انتقادات للتهور بسبب اختياره لشخصية ذات خبرة محدودة، نظراً لأنه كان أكبر مرشح للرئاسة سناً لأول مرة في ذلك الوقت وكان قد عانى من سرطان.

وكان ماكين في عام 2008 أصغر بقرابة 6 سنوات من عمر ترمب الحالي. وكانت بالين قد قضت بضعة أشهر لا أكثر كحاكمة لألاسكا، وقبل ذلك كعمدة وعضو في مجلس مدينة بلدة واسيلا الصغيرة، أكثر من الوقت الذي قضاه فانس في مجلس الشيوخ.

وترمب هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي تم انتخابه بدون خبرة حكومية أو عسكرية سابقة.

وعند سؤالها عن تسليط الضوء على عمر ترمب من قبل الديمقراطيين، قدمت السكرتيرة الصحافية له، كارولين ليفيت، حجة مشابهة لتلك التي كان الديمقراطيون يقدموها قبل بضعة أسابيع: "الأمر لا يتعلق بالعمر، بل بالكفاءة."

ومع ذلك، فإن هذه النقطة لا تغير الحقائق الإحصائية التي أصبح الديمقراطيون الآن أكثر استعداداً للحديث عنها بعد عدم دفاعهم عن بايدن.

وقال بريتسكي: "يجب أن يجعلك ذلك تتساءل عن حكم دونالد ترمب. هو يعرف كم هو كبير في السن".

وأضاف: "لذا فإن فكرة اختياره لشخص يكون على بُعد خطوة من الرئاسة، مع خبرة قليلة جداً، وخاصة عدم وجود خبرة في إدارة أي شيء، يجب أن تثير الكثير من الأسئلة في عقول الناس".

وقال بوتيجيج: "نظراً للأسئلة المتعلقة بصحة الرئيس ترمب، بالإضافة إلى عمره المتقدم، فإن اختيار نائب الرئيس هنا مهم كما كان في أي وقت منذ الحملة الأخيرة لفرانكلين ديلانو روزفلت".

وكان روزفلت في عام 1944، خلال حملته الأخيرة، في الثانية والستين من عمره.

وقال ريتشموند: "الوقت لا يُهزم، وكون فانس قريباً جداً من ذلك، مع مقدار خبرته وقلة الجدية أو التقدير للوظيفة يجب أن يقلق ذلك الكثير من الناس". 

تصنيفات

قصص قد تهمك