"نيويورك تايمز": خامنئي أمر بضرب إسرائيل مباشرة رداً على اغتيال هنية

time reading iconدقائق القراءة - 6
إيرانيات يرفعن صور للمرشد علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال مظاهرات في طهران. 31 يوليو 2024 - REUTERS
إيرانيات يرفعن صور للمرشد علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية خلال مظاهرات في طهران. 31 يوليو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

قال 3 مسؤولين إيرانيين لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء، إن المرشد علي خامنئي أصدر أمراً بشن ضربة مباشرة على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة طهران.

وأضاف المسؤولون الثلاثة منهم اثنان من الحرس الثوري، والذين طلبوا من الصحيفة عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالحديث علناً، أن قرار خامنئي جاء خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الإيراني، صباح الأربعاء، بعد فترة قصيرة من الإعلان عن اغتيال هنية.

واتهمت طهران و"حماس" تل أبيب بالوقوف وراء الاغتيال، بينما لم تعترف بعد إسرائيل التي تخوض حرباً مع الحركة في قطاع غزة، كما لم تنف قتل هنية، الذي كان في طهران لحضور تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان.

ولدى إسرائيل تاريخ طويل في اغتيال أعداءها بالخارج، ومن ضمنهم العلماء النوويين الإيرانيين والقادة العسكريين، بحسب "نيويورك تايمز".

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حاولت إيران تحقيق توازن، إذ ضغطت على إسرائيل من خلال زيادة هجماتها عبر حلفائها وأذرعها بالمنطقة، مع تجنب حرب شاملة بين البلدين. 

ونفذت إيران في أبريل الماضي، أكبر وأوضح هجوم لها على إسرائيل بعد عقود من العداء، وذلك بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة رداً على ضربات إسرائيلية على مجمع سفارتها في دمشق ما أسفر عن سقوط قادة عسكريين إيرانيين.

ولكن هذا الاستعراض للقوة كان مُعلناً مسبقاً، بحسب الصحيفة التي ذكرت أنه تم إسقاط معظم المسيرات والصواريخ من قبل إسرائيل وحلفائها، فيما لا يزال حالياً من غير الواضح مدى قوة رد إيران، وما إذا كانت ستقوم مرة أخرى بضبط هجماتها لتجنب التصعيد.

خيارات متعددة

ويدرس القادة العسكريون الإيرانيون هجوماً مركباً آخر بالطائرات المسيرة والصواريخ ضد الأهداف العسكرية في منطقتي تل أبيب وحيفا، لكنهم حريصون على تجنب ضرب أهداف مدنية، بحسب المسؤولين الإيرانيين.  

وأضاف المسؤولون، أن أحد الخيارات قيد الدراسة هو هجوم منسق من إيران وجبهات أخرى بها جماعات مسلحة متحالفة معها، بما في ذلك اليمن وسوريا والعراق، لتحقيق أقصى قدر من التأثير.

وذكر المسؤولون، أن خامنئي، الذي له الكلمة العليا في جميع الشؤون الحكومية ويشغل أيضاً منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه قادة الحرس الثوري والجيش لإعداد خطط للهجوم والدفاع في حال توسعت الحرب وقامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بشن ضربات على إيران.

وتوعد المرشد الإيراني، في وقت سابق الأربعاء، بـ"الثأر" من إسرائيل لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، معتبراً أن هذا "واجب على إيران".

ووصف خامنئي في بيان أوردته وكالات أنباء إيرانية، إسرائيل التي لم تتبن عملية الاغتيال حتى الآن، بأنها "كيان مجرم وإرهابي"، وقال إنها "أعدت لنفسها عقاباً قاسياً بهذا العمل"، معتبراً أنه "واجب" على بلاده "الثأر لدمائه"، في إشارة إلى هنية.

كما تعهد مسؤولون إيرانيون آخرون، بمن فيهم الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، ووزارة الخارجية، والحرس الثوري، وبعثة إيران لدى الأمم المتحدة، صراحة بأن تنتقم إيران من إسرائيل، معتبرين أن لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد انتهاك سيادتها.

وتشكل إيران والقوى الإقليمية التي تدعمها مثل حركة "حماس"، و"حزب الله" في لبنان، والحوثيين في اليمن، وجماعات مسلحة عدة في العراق، ما يسمونه "محور المقاومة".

وكان قادة هذه الجماعات في طهران لحضور حفل تنصيب بزشكيان، الثلاثاء. في حين اغتيل هنية حوالي الساعة 2 صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد حضور الحفل والاجتماع مع خامنئي.

وصدمت عملية الاغتيال المسؤولين الإيرانيين الذين وصفوها بأنها "تجاوز للخطوط الحمراء". 

واعتبرت "نيويورك تايمز"، أن الاغتيال في طهران كان "خرقاً أمنياً مهيناً" لبلد حريص على إظهار قوته، ولكنه محبط منذ فترة طويلة بسبب عجزه عن منع إسرائيل من تنفيذ عمليات سرية على أراضيه.

وتفاقم الإحراج بسبب بروز هنية، ووجود حلفاء آخرين، وأنه تعرض لهجوم في دار ضيافة للحرس الثوري شديد الحراسة بالعاصمة الإيرانية.

وأعرب عدد من مؤيدي الحكومة والمسؤولين الإيرانيين عن غضبهم من الفشل في إحباط عملية الاغتيال، قائلين إن عدداً محدوداً فقط من كبار المسؤولين الأمنيين كانوا يعرفون أين يقيم هنية.

ولجأ البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليقولوا، إن أولوية إيران يجب أن تكون تصحيح الأوضاع الداخلية، وضمان سلامة كبار مسؤوليها.

ولا يرى المسؤولون الإيرانيون، أن اغتيال هنية هو مجرد قتل انتهزت فيه إسرائيل الفرصة لتصفية أحد أعدائها، بل يعتبرونه أيضاً إهانة لجهازهم الأمني، ما يوحي بأن أي شخص في إيران، على أي مستوى، يمكن أن يكون مستهدفاً، بحسب الصحيفة.

وذكر محللون، أن إيران ترى أن الرد ضروري ليس فقط للانتقام لاغتيال هنية، ولكن أيضاً للردع ضد إسرائيل في حال محاولة قتل خصوم آخرين أقوياء، مثل أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله أو قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني.

وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن "إيران تعتقد على الأرجح أنه ليس لديها خيار سوى الانتقام لردع المزيد من الهجمات الإسرائيلية، والدفاع عن سيادتها، والحفاظ على مصداقيتها في نظر شركائها الإقليميين".

تصنيفات

قصص قد تهمك