مادورو يطالب المحكمة العليا الفنزويلية بمراجعة انتخابات الرئاسة

time reading iconدقائق القراءة - 7
نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا يصل إلى مؤتمر صحفي في المحكمة العليا في كاراكاس، فنزويلا. 31 يوليو 2024 - Bloomberg
نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا يصل إلى مؤتمر صحفي في المحكمة العليا في كاراكاس، فنزويلا. 31 يوليو 2024 - Bloomberg
دبي-الشرق

قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه طلب من المحكمة العليا في البلاد إجراء مراجعة للانتخابات الرئاسية، بعد أن شكك قادة المعارضة في ادعائه بالفوز ووسط دعوات دولية للإفصاح عن فرز مفصل للأصوات.

وأضاف مادورو للصحافيين خارج مقر المحكمة العليا في كراكاس، الأربعاء، إن الحزب الحاكم مستعد أيضاً لإظهار مجمل كشوف الفرز من انتخابات الأحد، بحسب "أسوشيتد برس".

وأضاف: "أضع نفسي تحت تصرف العدالة"، مضيفاً أنه "مستعد لأن يتم استدعاؤه واستجوابه والتحقيق معه".

وهذه هي أول تنازلات مادورو تجاه المطالبات بمزيد من الشفافية بشأن الانتخابات. ومع ذلك، فإن المحكمة العليا متحالفة بشكل وثيق مع حكومته، حيث يقترح المسؤولون الفيدراليون أسماء قضاة المحكمة ويتم تأكيدهم من قبل الجمعية الوطنية، التي يهيمن عليها أنصار مادورو، بحسب "أسوشيتد برس".

ويقول منافس مادورو الرئيسي، إدموندو جونزاليس، وقائدة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، إنهما حصلا على أكثر من ثلثي أوراق التصويت التي طبعها كل جهاز تصويت إلكتروني بعد إغلاق مراكز الاقتراع. وأضافا أن نشر بيانات تلك الأوراق سيثبت أن مادورو خسر الانتخابات.

وأصر مادورو للصحافيين على أن هناك "مؤامرة" ضد حكومته وأن النظام الانتخابي تعرض للاختراق، لكنه لم يقدم أي تفاصيل كما لم يقدم أي دليل. ومن المتوقع أن يخاطب الإعلام الوطني والأجنبي ، الأربعاء، في أول مؤتمر صحافي رسمي له منذ الانتخابات.

وزاد الضغط على الرئيس بشكل ملحوظ. ولم يفرج المجلس الوطني الانتخابي، الموالي للحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي، عن أي نتائج مطبوعة من مراكز الاقتراع كما فعل في الانتخابات السابقة.

والتحق حليف مادورو المقرب، الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، الأربعاء، بقادة أجانب آخرين في دعواتهم لمادورو للإفراج عن تفاصيل نتائج التصويت.  

وفي اليوم السابق، دعا حليف آخر لمادورو، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى "الإفراج الفوري عن بيانات التصويت الكاملة والشفافة والمفصلة على مستوى مراكز الاقتراع".

وقالت ماتشادو إن النتائج التي حصلت عليها المعارضة تظهر أن جونزاليس حصل على حوالي 6.2 مليون صوت مقارنة بـ 2.7 مليون لمادورو.

وهذا يختلف بشكل كبير عن تقرير المجلس الانتخابي الذي أفاد بأن مادورو حصل على 5.1 مليون صوت، مقابل أكثر من 4.4 مليون لجونزاليس.

وقال بيترو، الأربعاء، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "يمكن أن تؤدي الشكوك الجادة التي أثيرت حول العملية الانتخابية في فنزويلا إلى استقطاب عنيف عميق بين شعبها مع عواقب خطيرة من الانقسام الدائم".

وأضاف: "أدعو الحكومة الفنزويلية إلى السماح بانتهاء الانتخابات بسلام، من خلال تمكين عملية فرز الأصوات بشفافية، مع إشراف جميع القوى السياسية في البلاد وإشراف دولي مهني"

واقترح بيترو أن تتوصل حكومة مادورو والمعارضة إلى اتفاق "يسمح بأقصى احترام للقوة (السياسية) التي خسرت الانتخابات"، وقال إن هذا الاتفاق يمكن تقديمه إلى مجلس الأمن الدولي.

وتمتلك فنزويلا أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم، وكانت في السابق أكثر الاقتصادات تطوراً في أميركا اللاتينية، لكنها دخلت في حالة من الانهيار الحر بعد تولي مادورو السلطة في 2013.  

وأدت أسعار النفط المتدنية، ونقص الإمدادات الواسع، والتضخم الجامح الذي تجاوز 130.000% إلى حدوث اضطرابات اجتماعية وهجرة جماعية.

وغادر أكثر من 7.7 مليون فنزويلي البلاد منذ عام 2014، وهو أكبر نزوح في تاريخ أميركا اللاتينية الحديث. واستقر العديد منهم في كولومبيا.

وفي حديثه للصحافيين في فيتنام، الأربعاء، قال منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التكتل لن يعترف بزعم مادورو بالنصر الانتخابي دون تحقق مستقل من سجلات التصويت.

وأضاف بوريل: "كان يجب أن يتم توفير هذه السجلات على الفور، كما هو الحال في أي عملية انتخابية ديمقراطية".

من جانبه، قال مركز كارتر، وهو مؤسسة مستقلة مقرها الولايات المتحدة تقوم بتقييم الانتخابات، الثلاثاء، إنه لم يتمكن من التحقق من نتائج الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، مشيراً إلى السلطات بسبب "الافتقار التام للشفافية" في إعلان فوز مادورو دون تقديم أي تفاصيل عن تعداد الأصوات لكل مركز اقتراع.

وأُعطي المركز تصريحاً في وقت سابق من هذا العام من قبل السلطات الانتخابية في فنزويلا لإرسال خبراء لمراقبة الانتخابات. وكان لديه 17 خبيراً منتشراً في 4 مدن، الأحد.

وقال مركز كارتر: "فشل الهيئة الانتخابية في إعلان النتائج المفصلة حسب مراكز الاقتراع يشكل انتهاكاً خطيراً للمبادئ الانتخابية"، وأضاف أن الانتخابات لم تلبِ المعايير الدولية و "لا يمكن اعتبارها ديمقراطية".

وخلال ساعات من إعلان المجلس الانتخابي، الاثنين، عن فوز مادورو، خرج الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة كاراكاس ومدن أخرى.

واستمرت الاحتجاجات، التي تحولت إلى العنف في بعض الأحيان، حتى الثلاثاء، واستجابت قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش.

وقال النائب العام طارق وليام صعب، الثلاثاء، للصحافيين إنه تم اعتقال أكثر من 700 متظاهر في الاحتجاجات التي جرت في أنحاء البلاد الاثنين، وأن أحد الضباط قُتل.

كما أفاد مركز حقوق الإنسان "فورو بينال"، ومقره فنزويلا، يوم الثلاثاء بأن 11 شخصا، بينهم طفلان، قُتلوا في الاضطرابات المتعلقة بالانتخابات.

وأسرع أقرب حلفاء مادورو من الحزب الحاكم إلى الدفاع عنه. وقال رئيس الجمعية الوطنية خورخي رودريجيز، كبير مفاوضيه في المحادثات مع الولايات المتحدة والمعارضة، إن مادورو كان الفائز الذي لا جدال فيه واصفاً معارضيه بالفاشيين العنيفين.

وأثنى على اعتقالات المتظاهرين، قائلاً إنه يجب سجن ماتشادو وجونزاليس "لأنه قائد المؤامرة الفاشية التي تحاول فرض نفسها في فنزويلا".

وفي منشور باللغة الإسبانية على موقع "إكس"، حث بوريل السلطات الفنزويلية على "إنهاء الاعتقالات والقمع والخطابات العنيفة ضد أعضاء المعارضة"، واصفاً التهديدات ضد جونزاليس وماتشادو بأنها "غير مقبولة".

في غضون ذلك، حث ماتشادو وجونزاليس أنصارهما على الحفاظ على الهدوء وتجنب العنف.

وقال جونزاليس على "إكس": "أطلب من الفنزويليين الاستمرار في مطالبتهم بشكل سلمي باحترام النتيجة ونشر أوراق التصويت"، وأضاف: "هذا النصر، الذي يخصنا جميعاً، سيجمعنا ويعيد المصالحة كأمة". 
 
 
 
 
 
 

تصنيفات

قصص قد تهمك