نجت من الاغتيال وتعرضت للنفي وسجنت معارضيها.. من هي رئيسة وزراء بنجلاديش؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة خلال إلاقاء خطاب في حملة انتخابية في سيلهيت. 20 ديسمبر 2023 - AFP
الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة خلال إلاقاء خطاب في حملة انتخابية في سيلهيت. 20 ديسمبر 2023 - AFP
دكا-رويترز

استقالت رئيسة وزراء بنجلاديش  الشيخة حسينة، الاثنين، على وقع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، وقررت الفرار إلى الهند بمروحية عسكرية وفقاً لصحف بنجلاديشية، لتغادر واحدة من أكثر الشخصيات المهيمنة على الساحة السياسة، والتي نجت من حادثة الاغتيال التي تعرض لها والدها الشيخ مجيب الرحمن، زعيم الاستقلال عن باكستان، قبل قرابة نصف قرن.

وجاءت مغادرتها بعد أقل من 7 أشهر على احتفالها بفترة ولاية رابعة على التوالي، والخامسة بوجه عام من خلال الانتخابات الوطنية التي حققت فيها فوزاً كاسحاً في يناير.

ولدت حسينة عام 1947 في جنوب غرب بنجلاديش، باكستان الشرقية آنذاك، وكانت الأكبر بين 5 أطفال، إذ حصلت على شهادة في الأدب البنجالي من جامعة داكا عام 1973، واكتسبت خبرة سياسية كوسيط بين والدها وأتباعه الطلاب.

وعانت حسينة من العيش في المنفى بالهند، لكن تمكنت من العودة إلى بنجلاديش، وانتخبت في عام 1981رئيسة لحزب رابطة عوامي.

وتتمتع حسينة بشخصية قيادية سياسية، إذ تمكنت من التعاون مع منافستها السياسية الشيخة خالدة ضياء، رئيسة حزب بنجلاديش الوطني، لقيادة انتفاضة شعبية من أجل الديمقراطية، وهي الانتفاضة التي أطاحت بالحاكم العسكري حسين محمد إرشاد من السلطة في عام 1990، إلا أن التحالف مع خالدة ضياء لم يدم طويلاً، واستمر التنافس المرير بين المرأتين في الهيمنة على السياسة في بنجلاديش لعقود من الزمان.

حسينة حكم شمولي مسيطر

قادت حسينة حزب رابطة عوامي إلى الفوز لأول مرة في عام 1996، وتولت رئاسة الوزراء لولاية واحدة مدتها 5 سنوات، ثم عادت إلى السلطة مجدداً في عام 2009، ولم تفقدها منذ ذلك الحين.

ومع مرور الوقت، أصبح حكمها شمولياً على نحو متزايد وشهد عمليات اعتقال جماعية للمعارضين السياسيين والناشطين، بالإضافة إلى الاختفاء القسري والقتل خارج نطاق القضاء، ما دفع جماعات حقوق الإنسان للتحذير من حكم الحزب الواحد لرابطة عوامي.

وفي عام 2018، سُجنت خالدة ضياء رئيسة الوزراء السابقة وأرملة ضياء الرحمن، الرئيس السابق لبنجلاديش الذي اغتيل عام 1981، باتهامات تتعلق بقضايا الفساد، والتي تقول المعارضة إنها "ملفقة". وجرى منعها من ممارسة أي نشاط سياسي.

ويقول حزب بنجلاديش الوطني ومنظمات لحقوق الإنسان إن "حكومة حسينة اعتقلت 10 آلاف من أعضاء حزب المعارضة بتهم ملفقة في الفترة التي سبقت انتخابات يناير، التي قاطعتها المعارضة".

ورفضت حسينة مطالب حزب بنجلاديش الوطني لها بالاستقالة، والسماح لسلطة محايدة بإدارة الانتخابات، كما تبادلت الاتهامات مع منافسيها بمحاولة إشاعة الفوضى والعنف لتعريض الديمقراطية التي لم تترسخ بعد في البلاد للخطر، في بلد يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة.

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إلى سنواتها في السلطة، فقد نُسب إلى حسينة الفضل في إنعاش الاقتصاد، وازدهار صناعة الملابس الضخمة، في حين نالت إشادة دولية لإيواء مسلمي الروهينجا الفارين من الاضطهاد في ميانمار المجاورة.

وبالرغم من ذلك، تسببت العوامل الاقتصادية في وقوع تباطؤ حاد، منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وارتفاع أسعار الوقود والواردات الغذائية، ما أجبر حكومة بنجلاديش اللجوء العام الماضي إلى صندوق النقد الدولي؛ للحصول على خطة إنقاذ بقيمة 4.7 مليار دولار.

اعتقال المعارضة

وشهدت السنوات الـ15 الأخيرة من حكمها عمليات اعتقال لزعماء المعارضة، وحملات على حرية التعبير وقمع للمعارضة، وجاءت استقالتها في مواجهة احتجاجات دامية قادها طلاب وسقط خلالها نحو 250 ضحية.

وتعد إراقة الدماء جزءاً أصيلاً في تاريخها السياسي، فلقد اغتيل والدها، الذي قاد كفاح بنجلاديش من أجل الاستقلال عن باكستان في عام 1971، مع معظم أفراد عائلتها في انقلاب عسكري عام 1975. ومن حسن حظها أنها كانت في زيارة إلى أوروبا في ذلك الوقت، ولم تكن من ضمن الضحايا.

واندلعت الاحتجاجات وأعمال العنف في بنجلاديش الشهر الماضي، بعد أن طالبت جماعات طلابية بإلغاء نظام الحصص المثير للجدل في الوظائف الحكومية.

People celebrate following the resignation of Bangladesh Prime Minister Sheikh Hasina, in Dhaka, Bangladesh, on Monday, Aug. 5, 2024. Hasina has resigned and fled the country with her sister as anti-government protesters converged on the capital, according to local news reports. Photographer: Febeha Monir/Bloomberg احتفالات المتظاهرين في دكا بعد استقالة رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة، الاثنين 5 أغسطس 2024- Bloomberg

وتصاعدت هذه الاحتجاجات إلى حملة تهدف إلى الإطاحة بحسينة، ووجهت رئيسة الوزراء تهمة المسؤولية عن اندلاع أعمال العنف الدامية إلى معارضيها السياسيين، وقالت في كلمة أمام قادة أعمال في العاصمة دكا، وهي أول تعليقات لها منذ أمرت الحكومة بحظر التجول "عندما بدأ إرهاب الحرق المتعمد، قال الطلاب المحتجون إنهم لم يشاركوا فيه"، مضيفة: "حظر التجول سيُلغى عندما يتحسن الوضع" لكنها قررت الفرار وتقديم الاستقالة، قبل أن تفعل ذلك.

وكانت حسينة توجه التهم إلى حزبي المعارضة الرئيسيين، وهما حزب "بنجلادش الوطني" وحزب "الجماعة الإسلامية" وجناحه الطلابي، لأطراف سعت إلى التصعيد والشروع في أعمال العنف التي اندلعت الأسابيع الماضية.

تصنيفات

قصص قد تهمك