زعم جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، الخميس، رصد محاولات من عملاء تابعين للاستخبارات الإيرانية، لتجنيد إسرائيليين عبر منصات التواصل الاجتماعي "بهدف تنفيذ مهام قد تضر بأمن تل أبيب"، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن جهاز الأمن العام الإسرائيلي، رصد عدة حسابات وهمية، تستخدمها أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وتم التعرف عليها، ومراقبتها.
وذكرت الصحيفة، أنه تم العثور على منشورات تمت كتابتها بواسطة أجهزة الاستخبارات الإيرانية في مجموعات وقنوات على منصة "تليجرام"، قائلة إن المنشورات عرضت وظائف "مثيرة"، مع وعد برواتب مرتفعة عند إتمام المهام المطلوبة.
كما تضمنت المنشورات "رابطاً" يُطلب من المجيبين عليه، ملء بياناتهم الشخصية من خلاله، وامتنع عدد كبير من الإسرائيليين الذين تلقوا مثل هذه الرسائل عن الرد عليها، وقاموا بالإبلاغ عنها للأجهزة الأمنية، بحسب "الصحيفة".
وذكر جهاز "الشاباك"، أنه، وغيره من الأجهزة الأمنية في تل أبيب "سيستمرون في تحديد الأنشطة الإيرانية في إسرائيل، بما في ذلك محاولات إجراء عمليات تأثير تهدف إلى تقويض الصمود الوطني، وزرع الإحباط، وتعميق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي".
وتأتي هذه المزاعم فيما تتأهب إسرائيل لهجوم متوقع في الأيام المقبلة بعد تهديدات من إيران، وجماعة "حزب الله" اللبنانية بالرد على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة طهران، والقائد العسكري لـ"حزب الله" فؤاد شُكر في بيروت، الأسبوع الماضي.
وتعود الإسرائيليون على أجواء الأزمة، بعد قلق، وترقب، وذعر على مدى أشهر، وعقب هجوم إيراني بمئات الصواريخ في أبريل الماضي أحبطته الدفاعات الجوية الإسرائيلية ومساعدة حلفاء دوليين، بحسب وكالة "رويترز".
وأُجلي عشرات الآلاف من الأشخاص من المناطق الشمالية الواقعة في مرمى صواريخ "حزب الله" في بداية الحرب، وأصبحت مناطق حدودية كثيرة الآن مدن أشباح.
لكن قصف "حزب الله" إسرائيل بالصواريخ منذ فترة طويلة قد يصل إلى مناطق في عمقها وإلى أهداف حساسة مثل مدينة حيفا الساحلية في الشمال التي تعد هدفاً سهلاً لصواريخ الجماعة اللبنانية.
معضلة تؤرق إيران في الرد على إسرائيل
وتواجه إيران منذ أيام معضلة كيفية توجيه ضربة لإسرائيل، دون إثارة حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، بعد أن توعّدت بـ"الثأر" لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في العاصمة طهران، الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرت "بلومبرغ".
وتعهدت إيران مراراً بمعاقبة إسرائيل على اغتيال هنية، لكن ليس إلى حد بدء حرب على مستوى المنطقة، بحسب "بلومبرغ" التي أشارت إلى أن طهران شددت على ضرورة إعادة تأسيس "الردع" ضد عدوها اللدود.
وذكرت "بلومبرغ"، الاثنين الماضي، أن مجموعة الدول السبع، وقطر تواصلوا مع إيران في محاولة لتخفيف تحركاتها القادمة، كما قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة نادرة إلى طهران لذات الهدف.
وبينما تدرس إيران خطوتها التالية، يظل الخطر أن يؤدي "سوء التقدير" على الأرجح من الوكلاء الذين يتجاوزون الحدود في هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة، إلى رد إسرائيلي أقوى بكثير، بحسب "بلومبرغ" التي لفتت إلى أن ذلك قد يكون مكلفاً للغاية للقيادة الإيرانية التي تواجه معارضة كبيرة في الداخل.