شدد قادة الولايات المتحدة، ومصر، وقطر في بيان مشترك، الخميس، على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، داعين إسرائيل، وحركة "حماس" لاستئناف المحادثات "العاجلة" منتصف أغسطس الجاري، بالدوحة، أو القاهرة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في البيان المشترك، إن "الوقت حان كي يتم بصورة فورية، وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة، وكذا المعاناة المستمرة منذ أمد بعيد للرهائن وعائلاتهم".
وأشار القادة إلى أن "الوقت حان للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن، والمعتقلين"، لافتين إلى سعيهم على مدار عدة أشهر لـ"التوصل إلى إطار اتفاق مطروح حالياً على الطاولة حيث لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ".
وذكر البيان، أن "الاتفاق يستند إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024، وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2735".
وشدد القادة على أنه "ينبغي عدم إضاعة مزيد من الوقت، كما يجب ألا تكون هناك ذرائع من قبل أي طرف لتأجيل آخر"، مضيفين: "حان الوقت الآن للإفراج عن الرهائن، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق".
ثغرات مفاوضات غزة
وتابع: "نحن كوسطاء مستعدين، إذا اقتضت الضرورة، لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات، وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ، وعلى النحو الذي يلبي توقعات كافة الأطراف".
ودعا القادة لـ"استئناف المناقشات العاجلة الأربعاء الموافق 14 أغسطس أو الخميس الموافق 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة"، بحسب ما أوردته الخارجية المصرية.
فيما ذكر البيان المشترك الذي أورده الديوان الأميري القطري، أن القادة "دعوا الجانبين إلى استئناف المحادثات المُلحة في 15 أغسطس".
إسرائيل تستجيب
وعقب البيان، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، عزمه إرسال مفاوضين إلى الاجتماع الذي دعا إليه زعماء قطر ومصر والولايات المتحدة، بالدوحة أو القاهرة، في 15 أغسطس، لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان: "بناء على العرض المقدم من الولايات المتحدة والوسطاء، سترسل إسرائيل في 15 أغسطس، وفداً من المفاوضين إلى المكان الذي سيتم تحديده لاحقاً، من أجل وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل وتنفيذ الاتفاق الإطاري".
وكان البيت الأبيض قال، الثلاثاء الماضي، إن بايدن بحث مع كل من نظيره المصري، وأمير قطر جهود تهدئة التوترات الإقليمية، ومساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين في غزة.
وأضاف البيت الأبيض في بيانين منفصلين، أن بايدن وجه الشكر إلى السيسي، والشيخ تميم على جهودهما في تسهيل المفاوضات "التي وصلت الآن إلى مرحلة نهائية"، مؤكداً أن القادة اتفقوا على "ضرورة الانتهاء من المفاوضات بشأن غزة في أقرب وقت ممكن".
محادثات الهدنة واغتيال إسماعيل هنية
وكانت الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة، ومصر، وقطر للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل، و"حماس"، اكتسبت قوة دافعة خلال شهر يوليو الماضي، ولكنها توقفت تقريباً منذ ذلك الحين بعد إدخال شروط جديدة على إطار العمل المتفق عليه الذي طرحته واشنطن في مايو الماضي، بحسب وكالة "رويترز".
ويتضمن الإطار 3 مراحل، تشمل الأولى وقف إطلاق النار لستة أسابيع، وإطلاق سراح النساء، وكبار السن، والمصابين المحتجزين مقابل الإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.
لكن مصادر قالت لـ"رويترز"، إن من بين النقاط الشائكة الشرط الإسرائيلي الجديد الذي يقضي بفحص أمني للنازحين الفلسطينيين لدى عودتهم إلى شمال القطاع، عندما يبدأ وقف إطلاق النار.
وجاء البيان بعد أيام من إعلان "حماس" اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران، الأسبوع الماضي، وسط تحذيرات مصرية وقطرية من مغبة عملية الاغتيال على تعقيد مفاوضات غزة.