أدى الرئيس الرواندي بول كاجامي اليمين، الأحد، لفترة رئاسية تستمر خمس سنوات، بعد أن حقق فوزاً ساحقاً في انتخابات الشهر الماضي؛ ممدداً حكمه المستمر منذ نحو 25 عاماً.
وفاز كاجامي (66 عاماً) في الانتخابات التي أجريت في يوليو بحصوله على 99.18% من الأصوات، بعدما منعت اللجنة الانتخابية ثمانية مرشحين آخرين، منهم أشد منتقديه.
وحظي كاجامي بإشادة من الزعماء الغربيين والإقليميين، بسبب دوره في إنهاء الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في 1994، وتحويل بلاده إلى وجهة جذابة للاستثمار والمساعدات.
لكن سمعته تضررت بسبب الانتقادات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، وقمع المعارضة، ودعم المتمردين في الكونغو الديمقراطية، وهو ما ينفيه كاجامي.
وأقيمت مراسم أداء اليمين الأحد في ملعب أماهورو الوطني في كيجالي بحضور آلاف الأشخاص، ومشاركة اثنين وعشرين من رؤساء الدول الإفريقية.
وفاز كاجامي، الذي انتخبه البرلمان في 2000 بعد استقالة الرئيس السابق باستور بيزيمونجو، بأكثر من 90% من الأصوات في 3 انتخابات في 2003، و2010، و2017.
وأجرى كاجامي تعديلات دستورية مثيرة للجدل تسمح له بالحكم حتى 2034. وأتاح له تقليص الولاية الرئاسية من 7 إلى 5 سنوات الحكم بصفة انتقالية من 2017 إلى عام 2024 ثم لفترتين مدة كل منهما 5 سنوات حتى عام 2034.
الإبادة الجماعية في رواندا
في أبريل 1994، بدأت في رواندا واحدة من أكبر عمليات القتل الجماعي في القرن العشرين، إذ أودت بحياة ما يقرب من مليون شخص في غضون 100 يوم فقط، وكان أغلب الضحايا ينتمون إلى أقلية التوتسي، في حين كان مرتكبو مشروع الإبادة من "الهوتو"، فيما لا يزال مئات المشتبه بهم فارين من العدالة.
واندلعت الإبادة الجماعية إثر وفاة الرئيس الرواندي، جوفينال هابياريمانا، وهو من الهوتو، عندما أُسقطت طائرته فوق مطار كيجالي في 6 أبريل 1994.
وبعد مرور 30 عاماً، وعلى الرغم من العمل الذي قام به المؤرخون والمحققون القضائيون المحليون والدوليون، فإن حجم وظروف هذه المجازر لا يزال يثير العديد من التساؤلات، وتقام مراسم الذكرى السنوية للإبادة الجماعية في العاصمة الرواندية كيجالي.
بول كاجامي وحادث اغتيال جوفينال هابياريمانا
وألقى قاضٍ فرنسي باللوم على الرئيس الرواندي الحالي بول كاجامي الذي كان في ذلك الوقت زعيم جماعة متمردة من التوتسي -وبعض المقربين منه في تنفيذ الهجوم الصاروخي على طائرة جوفينال هابياريمانا.
وينفي كاجامي ذلك بشدة، ويقول إن الهجوم نفذه متطرفو الهوتو، "من أجل توفير ذريعة لتنفيذ خططهم لإبادة مجتمع التوتسي"، لكن وفاة هابياريمانا لم تكن السبب الوحيد خلف ما جرى، وفق إذاعة BBC البريطانية.
وخلال الإبادة الجماعية، ألقيت جثامين التوتسي في الأنهار، وقال قتلتهم إنهم "أعيدوا" إلى إثيوبيا، حيث يعتقد البعض أن أصولهم منها، كما تعرض العديد من الضحايا -بما في ذلك الأطفال- للطعن بالمناجل حتى الموت، وفق "أسوشيتد برس".
كما اغتيل العديد من قادة الهوتو والتوتسي الرئيسيين المؤيدين لاتفاقيات أروشا للسلام، بالإضافة إلى 10 من قوات حفظ السلام البلجيكية المسؤولة عن حماية رئيسة الوزراء أجاثا يولينجييمانا، التي أُعدمت مع زوجها على يد قوات الأمن.
ولا يزال عدد الضحايا مثيراً للجدل، وتتراوح التقديرات من 600 ألف إلى أكثر من مليون حالة وفاة، إذ تم إبادة جزء كبير من التوتسي في رواندا في ظروف قاسية للغاية، وتم اغتصاب مئات الآلاف من النساء.