بايدن يكشف في أول مقابلة تفاصيل الانسحاب من سباق الرئاسة وخطة دعم هاريس

time reading iconدقائق القراءة - 12
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمة في البيت الأبيض بشأن انسحابه من الترشح للانتخابات. 24 يوليو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمة في البيت الأبيض بشأن انسحابه من الترشح للانتخابات. 24 يوليو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

في أول مقابلة منذ انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024، الشهر الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه اتخذ قراره، بشكل جزئي حتى يتمكن الحزب الديمقراطي من التركيز بشكل كامل على ما يعتقد أنه "مهمة عاجلة"، والتي تتمثل في منع الرئيس السابق دونالد ترمب من العودة إلى البيت الأبيض.

وفي حديثه مع البرنامج الصباحي على شبكة CBS News، أوضح بايدن أنه اتخذ قراره التاريخي في منزل عائلته في ريهوبوث بيتش، بولاية ديلاوير، أواخر يوليو الماضي، وذلك بعد أسابيع قليلة من مناظرته الرئاسية مع ترمب، والتي أثارت القلق في بعض الدوائر الديمقراطية.

وتابع: "أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريناها أن المنافسة كانت متقاربة للغاية، وأننا لم نكن لنحسم النتيجة حتى اللحظات الأخيرة من السباق، لكن ما حدث هو أن عدداً من زملائي الديمقراطيين في مجلسي النواب، والشيوخ كانوا يعتقدون أنني سأتسبب في الإضرار بهم، وكنت قلقاً من أنه إذا بقيت في السباق، فقد يكون هذا هو الموضوع الرئيسي للحملة، ورأيت أنه سيمثل تشتيتاً حقيقياً، وهذا هو السبب الرئيسي (لانسحابي)".

الرئيس الأميركي اعتبر أن القضية الحاسمة بالنسبة له لا تزال "الحفاظ على الديمقراطية" في الولايات المتحدة، قائلاً: "الأمر ليس مزاحاً، بل هي مسألة مهمة، فعلى الرغم من أنه شرف عظيم أن أكون رئيساً، فإنني أعتقد أن لدي التزاماً تجاه البلاد بالقيام بأهم شيء يمكن فعله، وهو أنه يجب علينا هزيمة ترمب".

وعندما سُئل عما قاله لأفراد عائلته بعد خطابه التاريخي الذي أعلن فيه قرار الانسحاب من السباق، أجاب "الأهم هو ما قالوه لي، فأحفادي ينادونني (بوب)، وأولادي ينادونني (أبي). وقالوا إنهم فخورون، وهو ما كان يعني لي الكثير".

وعندما تناولت المقابلة التلفزيونية نجله الراحل "بو"، الذي توفي عام 2015، صمت بايدن قليلاً، ثم قال "يمكنني أن أقول بصدق أنني أفكر فيه طوال الوقت، وكلما كان لدي قرار يصعب اتخاذه، فإنني أسأل نفسي: (ماذا كان بو سيفعل لو كان مكاني؟) كان يجب أن يكون هو مَن يجلس هنا لإجراء المقابلة، وليس أنا، فقد كان رجلاً رائعاً حقاً".

وأضاف: "أجرينا محادثة في نهاية حياته، إذ كنا جميعاً نعلم أنه لن يعيش، وقال لي (أبي نحن نعلم ما سيحدث، سأكون بخير ولست خائفاً، لكن عليك أن تعدني بشيء، فأنا أعلم أنه عندما يحدث ذلك (أي وفاته)، فإنك سترغب في الاستقالة، ولن تستطيع أن تظل منخرطاً في عملك، ولكني أريدك أن تعدني بأنك ستظل منخرطاً فيه عندما أرحل)، وهو ما فعلته، لكن لم أكن أخطط للترشح بعد وفاته، حتى باتت هناك أحداث شارلوتسفيل"، في إشارة إلى احتجاجات اليمين المتطرف عام 2017.

وفي 12 أغسطس من ذلك العام، تحولت المظاهرات التي نظمتها الجماعات البيضاء المتطرفة في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا إلى أعمال عنف دامية عندما لقيت ناشطة الحقوق المدنية هيذر هيير حتفها، فيما وصفته وزارة العدل الأميركية بأنه "عمل إرهابي محلي مدفوع بالكراهية".

ولطالما أرجع جو بايدن قراره بالترشح عام 2020 إلى تلك اللحظة، قائلاً إنها كانت بداية رحلته إلى الرئاسة.

وحول رؤيته للديمقراطية الأميركية بعد مرور 7 سنوات على هذه الأحداث، أضاف: "عندما تحدثت إلى الأم التي فقدت ابنتها (هيير) بسبب النازيين الجدد، واليمينيين، والمتطرفين البيض، الذين خرجوا من الحقول الأميركية وهم يحملون المشاعل، ويرفعون الأعلام النازية، ويغنون نفس الأغنية المريضة المُعادية للسامية التي رُددت في ألمانيا خلال الثلاثينيات، وعندما قُتلت ابنتها، ذهبت الصحافة إلى الرئيس آنذاك (دونالد) ترمب، وسألته عن رأيه، فقال: (هناك أشخاص رائعون للغاية على كلا الجانبين)، وحينها أدركت أنني يجب أن أفعل شيئاً، وقررت الترشح، لأن الديمقراطية كانت على المحك حرفياً".

وأوضح الرئيس الأميركي أن حديث المرشح الجمهوري دونالد ترمب، الآن، يؤكد مخاوفه من أن فترة ولايته الثانية (في حال فوزه) ستؤدي إلى تقويض الديمقراطية.

وقال: "لقد أثبت كل ما كنا نعتقده، فهو يتحدث الآن عن إطلاق سراح جميع مَن شاركوا في أحداث 6 يناير والهجوم على الكابيتول، فهو سيعفو عنهم، وقد خرج كل هؤلاء من تلك الغابة بدون أقنعة في عهده، وذلك لأنهم كانوا يعلمون أن لديهم حليفاً، فهكذا رأيت الأمر، لقد كانوا يعلمون أن لديهم حليفاً في البيت الأبيض، لأنه ساندهم".

وأعرب بايدن عن عدم ثقته في إمكانية حدوث انتقال سلمي للسُلطة في حال خسر ترمب في نوفمبر المقبل أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس، لا سيما أنه رفض الاعتراف بخسارته في انتخابات 2020.

وأردف: "إذا خسر ترمب، فأنا لست واثقاً في ذلك على الإطلاق، فهو يعني ما يقوله.. على الرغم من أننا لا نأخذ كلامه على محمل الجد، فإنه يعني ما يقوله، مثلما قال: (إذا خسرنا، فسيكون هناك حمام دم)، انظروا إلى ما يحاولون فعله الآن في الدوائر الانتخابية التي سيتم فيها جمع الأصوات، فهم يضعون أشخاصاً في بعض الأماكن في الولايات التي ستتم فيها هذه العملية، أليس كذلك؟".

وأعاد الرئيس بايدن تأكيد مقولته الشهيرة حول السياسة في ظل الديمقراطية "لا يمكنك أن تحب وطنك فقط عندما تكون المنتصر".

وصرح ترمب من قبل بأن تعليقاته بشأن شارلوتسفيل لم تكن تهدف إلى مدح القوميين البيض، وأنه كان يحذر من كارثة اقتصادية عندما تحدث عن "حمام دم".

الحرب الإسرائيلية على غزة

لكن مسألة ترمب ليست الوحيدة التي تشغل بال بايدن، مع بقاء 5 أشهر فقط في رئاسته، فعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن وقف إطلاق النار ممكن في الحرب الإسرائيلية على غزة قبل مغادرته منصبه، أجاب بايدن: "نعم. لا يزال ذلك ممكناً.. الخطة التي وضعتها، والتي أيدتها مجموعة السبع، وأيدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وما إلى ذلك، لا تزال قابلة للتنفيذ، وأنا أعمل حرفياً كل يوم، وفريقي بأكمله، لضمان عدم تصعيدها إلى حرب إقليمية، لكن من السهل أن يحدث ذلك".

وفي بداية 2021، عندما تولى بايدن منصبه، كان لديه جدول أعمال طموح، وذكر كبير مراسلي شبكة CBS News، روبرت كوستا، الذي أجرى المقابلة، أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ أخبروه أن بايدن، في مارس 2021، دعاهم إلى المكتب البيضاوي وأشار إلى صورة الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت وقال لهم: "نحن نتجه نحو خطوات كبيرة.. نحن نسير في هذا الاتجاه".

وأضاف بايدن: "نعم، فعلت ذلك، وقد نجحنا، بمساعدة كبيرة من العديد من الأشخاص. انظر، الديمقراطية تعمل، وكان من المهم جداً إثبات أنها تعمل.. أعني، انظر إلى ما تمكنا من تحقيقه.. لقد وفرنا 16 مليون وظيفة، أعني، وظائف حقيقية جديدة".

وتابع: "لقد وصلنا إلى نقطة تمكن فيها القطاع الخاص من الاستثمار بأكثر من تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي، واحدة من الأشياء التي ناضلت من أجلها كعضو في مجلس الشيوخ لفترة طويلة كانت تغيير الديناميكية في كيفية نمو الاقتصاد، ليس من الأعلى إلى الأسفل، ولكن من الأسفل إلى الأعلى.. في رأيي، فكرة اقتصاد التقطير لا تعمل".

وعندما سُئل عما إذا كان سيعبّر عن فخره بسجل إدارته من خلال الانضمام إلى الحملة الانتخابية مع هاريس، أجاب بايدن: "نعم أتحدث معها بشكل متكرر، وبالمناسبة، أعرف شريكها في الترشح، إنه شخص رائع، كما نقول، لو كنا نشأنا في نفس الحي، لكنا أصدقاء.. إنه نوعي من الأشخاص، إنه حقيقي، ذكي.. أعرفه منذ عدة عقود. أعتقد أنه فريق رائع".

وفي رده على من شككوا بشأن وجوده في الحملة الانتخابية، أو فترة ولايته المتبقية، وأثاروا تساؤلات حول صحته، قال بايدن: "كل ما يمكنني قوله هو، راقبوا.. هذا كل شيء. انظروا، لقد كان لدي يوم سيء للغاية في تلك المناظرة لأنني كنت مريضاً، ولكن ليس لدي أي مشكلة خطيرة".

وأضاف: "كنت أتحدث مع الحاكم شابيرو، وهو صديق.. علينا أن نفوز بولاية بنسلفانيا، ولايتي الأصلية.. هو وأنا نعد جولة حملات انتخابية في بنسلفانيا، وسأقوم بحملات انتخابية في ولايات أخرى أيضاً، وسأفعل كل ما تعتقد كامالا (هاريس) أنه يمكنني القيام به للمساعدة بأكبر قدر ممكن".

ترمب خطر على الأمن الأميركي

أجرى بايدن المقابلة في مقر إقامته الخاص بالبيت الأبيض، وتحديداً في غرفة المعاهدات، حيث تم توقيع اتفاقيات سلام تاريخية، تحت صورة يوليسيس جرانت، الجنرال الذي أصبح رئيساً، وعمل بجد لاستعادة الاتحاد بعد الحرب الأهلية.

وفي رده على سؤال بشأن كيفية رغبته في أن يتذكره التاريخ، قال الرئيس الأميركي: "أن أثبت أن الديمقراطية يمكن أن تعمل.. لقد أخرجت البلاد من جائحة، وحققت أعظم انتعاش اقتصادي في تاريخ أميركا، ونحن أقوى اقتصاد في العالم.. لا يزال لدينا المزيد لنفعله، وقد أثبتت (الديمقراطية) أن بإمكاننا توحيد الأمة".

وأكمل "انظروا، لقد كنت دائماً أؤمن، وما زلت أؤمن، بأن الشعب الأميركي هو شعب طيب، وشريف، ومحترم، وعندما أعلنت ترشحي للرئاسة منذ فترة طويلة، قلت: علينا أن نفعل 3 أشياء.. استعادة روح أميركا، وبناء الاقتصاد من الوسط ومن القاعدة إلى القمة، وليس من الأعلى إلى الأسفل، وتوحيد البلاد، ولم يعتقد أحد، بما في ذلك بعض أعضاء فريقي، أننا سنتمكن من تحقيق ما أنجزناه".

وأضاف: "إحدى المشكلات هي أنني كنت أعلم أن جميع الأشياء التي قمنا بها ستستغرق بعض الوقت لتؤتي ثمارها، لكن أكبر خطأ ارتكبناه هو أننا لم نضع لافتات تقول: جو فعل ذلك!".

وقبل 4 سنوات، استطاع جو بايدن هزم دونالد ترمب. والآن، ومع محاولة الأخير العودة إلى البيت الأبيض، يطلق الرئيس الأميركي جرس الإنذار بطريقة نادرة، إن لم تكن غير مسبوقة، من قبل الرؤساء الحاليين.

وعما إذا كانت المخاطر عالية إلى درجة كبرة، أجاب بايدن: "أعطيك كلمتي، أعتقد أنها كذلك.. تذكروا كلامي: إذا فاز (ترمب) بترشيح الحزب، أعني، عذراً، بهذه الانتخابات، شاهدوا ما سيحدث، إنه خطر، إنه خطراً حقيقياً على الأمن الأميركي"، وتابع: "انظروا، نحن في نقطة تحول في تاريخ العالم، نحن حقا كذلك".

وأضاف: "القرارات التي اتخذناها في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، وسنتخذها في السنوات الثلاث أو الأربع القادمة، ستحدد شكل العقود الستة المقبلة، والديمقراطية هي المفتاح، ولهذا ذهبت وألقيت ذلك الخطاب في مركز جونسون حول المحكمة العليا.. المحكمة العليا أصبحت خارج السيطرة، خارج السيطرة تماماً، ولذلك اقترحت أن نحد من مدة الخدمة إلى 18 عاماً".

وتابع: "الجمهوريون من حركة (اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى) لديهم القليل من الاحترام للمؤسسات السياسية.. تلك المؤسسات هي التي تمسك هذا البلد معاً.. هذا هو جوهر الديمقراطية. هذا هو ما نحن عليه كأمة".

تصنيفات

قصص قد تهمك